رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رفضها فتولت زمام فرقته.. رحلة نجيب الريحانى مع الست مرمر

نجيب الريحانى
نجيب الريحانى

اثنان من كبار زمن الفن الجميل، ظلت جميع الأجيال تسمع عنهم وتتابع أعمالهم بشغف لم ينقطع، حتى أصبح الاثنان «ماركات فنية» بعد رحلة طويلة من العناء والخلافات لينطبق عليهم المثل القائم «ما محبة إلا بعد عداوة»

يوافق اليوم الأحد، الذكرى الـ129 لميلاد العبقري نجيب الريحانى، والـ49 لرحيل نجمة الكوميديا مارى منيب، ولم تكن المصادفة فى ذكراهم فقط، بل جمعت بينهما العديد من التشابهات، فبالرغم من أن مصر وطن آخر جمعهما فقد أتى الريحانى من العراق، وحلت مرمر من بيروت، إلا انهما شكلا ثنائيًا متميزًا فى تاريخ الكوميديا.

فى السطور التالية.. «الدستور» يرصد رحلة الريحانى مع الست مرمر:

ولدت ماري في 11 فبراير 1905 في بيروت، وفي نهاية العام انتقلت إلى الإسكندرية مع والدتها وشقيقتها الوحيدة (أليس)، للبحث عن والدهما، خاصة أن ظروف عمله كانت تتطلب منه التردد علي الإسكندرية، وفي أحد الايام انقطعت الاخبار عنه تماما مما جعل زوجته تشد الرحال هي وابنتاها للبحث عن والدهم.

بعد وصولهم إلى الإسكندرية تمكنوا من العثور عليه مريضا بعد أن خسر أمواله في البورصة حتى رحل بعد أيام قليلة، فقررت والدة ماري البقاء في القاهرة واستئجار شقة بحي الفجالة مقابل 70 قرشا شهريا، ثم ساعدتهم الكنيسة علي المعيشة فكانت تصرف لهم 6 جنيهات شهريا مقابل مبلغ كان والدهم قد أودعه فيها قبل رحيله.

وعملت الفنانة ماري منيب في بداية حياتها كراقصة في ملاهي روض الفرج، قبل أن تنتقل الى الفرق المسرحية حيث اشتهرت برقصة (القلل).

ومن هنا قررت والدة ماري، أن تلحق الابنتين بفرقة نجيب الريحاني المسرحية الا أن الريحاني رفضهما بحجة صغر سنهما فالتحقا بالفرقة المنافسة له وقتها وهي علي الكسار، وقدما من خلالها عروضا لمدة 6 أشهر.

ثم انتقلا إلى فرقة أمين عطا الله مقابل 20 جنيها لها ولأختها، وتعرفت على زوجها الأول المونولوجيست فوزي منيب، وحملت اسمه لتصبح ماري منيب، ومن هنا بدأت مسيرة نجمة الكوميديا في الفن المصري.

حاولت مارى الانضمام الى فرقة الريحانى ورفضها مرة أخرى، وتوسط وقدمها له رفيق مشواره بديع خيري عام 1963، ووافق الريحانى على عملها في فرقته وانطلقت إلى مسيرتها الكبرى، وأصبحت جزءًا من التراث المسرحي للريحاني.

وكانت مسرحية «إلا خمسة»، البطولة المطلقة الأولى لماري منيب، فى فرقة الريحاني واشتهرت بعدها بـ«الست مرمر»، ومن بعدها شاركت الريحانى فى كثير من الأعمال السينمائية منها (لعبة الست، وأبو أحمس).

كما عملت في غالبية عروض الفرقة على مدار 35 عامًا من 1934 حتى 1969، حيث أدار بديع الفرقة بعد وفاة الريحاني، وتحملت مارى معه مسئولية الفرقة على عاتقها.

أثناء تجسيد دورها في مسرحية (إبليس) أصيبت بآلام حادة وتحاملت على نفسها حتى شعرت بالإغماء وتم نقلها الي المستشفي التي استمرت فيه 4 أشهر حتي تدهورت حالتها لترحل أيقونة الضحك حماة السينما المصرية في 21 من شهر يناير من عام 1969 تاركة وراءها إرثا ثريا من اهم كلاسيكيات الفن المصري والعربي.