رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف اقتنعت والدة «نجيب الريحانى» بمجال التمثيل؟

نجيب الريحاني
نجيب الريحاني

مع ظهور هذا الفن ورواجه، كانت الأسر دائمًا ما ترفض أن يعمل أحد أبنائها بالتمثيل، بل كانت تعتبره أحد أشكال جلب العار، وكثيرًا ما تبرأت أسر من أبنائها، لأنهم يعملون في هذا الحقل، وقد كان لوالدة الفنان الكبير نجيب الريحاني، موقف من عمل ابنها في التمثيل، حتى حدث ما غير وجهة نظرها تمامًا.

وكانت والدته تأنف من مهنة التمثيل، وتكره أن يعرف عنه أنه ممثل، وحدث يوما وهي عائدة إلى المنزل في مصر الجديدة، فسمعت جمعا من الناس يذكرون شئونًا فنية ورد أثناءها اسم نجيب الريحاني، فأرهفت أذنها لسماع الحديث، وأصغت إليه بكل انتباه دون أن تشعرهم، وما كان أشد دهشتها حين سمعتهم مجمعين على الثناء عليه، وامتداح أعماله، والإشادة بمجهوده، فلم يكن من هذه السيدة التي تحتقر التمثيل وتنكره، إلا أن اتجهت إلى أولئك المتحدثين، وقالت بأعلى صوتها: «الراجل اللي بتتكلموا عنه دا يبقى ابني، أنا والدة نجيب الريحاني الممثل».

ثم ذهبت في نفس اليوم إلى المسرح حيث يعمل ابنها، الذي يقدره الناس ويمدحونه، وذهبت خصيصًا كي تشاهده أثناء عمله، وذلك حسبما ذكر في مذكرات نجيب الريحاني، والتي أصدرتها دار الهلال بمناسبة مرور عشر سنوات على وفاته.

ونجيب الريحاني ولد في 21 يناير 1889، بحي باب الشعرية في القاهرة، لأب عراقي يدعى «إلياس ريحانة» كان يعمل بِتجارة الخيل، فاستقر به الحال في القاهرة لِيتزوَّج امرأةً مصريَّة قبطيَّة أنجب منها ثلاثة أبناء منهم نجيب.

تلقَّى الريحاني تعليمه في مدرسة الفرير الفرنسيَّة بالقاهرة، وفيها تجلَّت موهبته التمثيليَّة المُبكرة، فانضمَّ إلى فريق التمثيل المدرسيّ، واشتهر بين مُعلميه بقُدرته على إلقاء الشعر العربي، حيثُ كان من أشد المُعجبين بالمُتنبي وأبو العلاء المعرِّي، كما أحب الأعمال الأدبيَّة والمسرحيَّة الفرنسيَّة.

عمل مُوظفًا بسيطًا في شركةٍ لإنتاج السُكَّر في صعيد مصر، وكان لِتجربته هذه أثرٌ على العديد من مسرحياته وأفلامه السينمائيَّة لاحقًا، وعاش لِفترةٍ مُتنقلًا بين القاهرة والصعيد حتى أسس مع صديق عُمره بديع خيري فرقةً مسرحيَّة، ليصبح بعدها أحد أبرز رُوَّاد المسرح والسينما في الوطن العربي عُمومًا ومصر خُصوصًا، ومن أشهر الكوميديين في تاريخ الفُنون المرئيَّة العربيَّة، وتوفي نجيب الريحاني في 8 يونيو1949، عن عمر ناهز الستين عامًا، بعد أن تفاقمت حالته بسبب التيفوئيد، والذي أثر سلبًا على صحة رئتيه وقلبه وكان سببًا أساسيًا في وفاته بالمستشفى اليوناني في العباسيَّة.