رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فى ذكراه.. أعمال أدبية تناولت سيرة «الحسين بن علي»

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

تظل سيرته مصدر إلهام ورمزا ثوريا، اقتدى بها أجيال كثيرة، فلم يكن خروجه سوى صرخة في وجه الظلم، فبالرغم من أن الكثير حذروه بألا يخرج إلى العراق وأن خروجه يعني مقتله، إلا أنه لم يسمع كلامهم، الحسين بن علي بن أبي طالب، سبط النبي محمد رسول الله وحفيده، وسيد شباب أهل الجنة، وهو من تحتفل الأمة الإسلامية بذكرى ميلاده.

ولما حدثت الفتنة وخرج إلى العراق، قتل في كربلاء وقطعت رأسه الشريف على يد «شمر بن ذي الجوشن»، وقالت بعض الروايات إنها حملت بعد ذلك ودفنت في مصر، حيث المسجد القائم باسمه حتى الآن، بينما الجسد الشريف ما زال مدفونا في كربلاء.

كانت قصة «الحسين» وما جرى له، مصدر إلهام لكثير من الكتاب والشعراء، فأتخذوه بطلا لأعمالهم الإبداعية، ورمزا ثوريا ضد الظلم والطغيان والقمع على مر العصور، ونرصد أهم الأعمال الأدبية التي تناولت سيرته:

«الحسين ثائرا وشهيدا»
مسرحية للكاتب الكبير عبدالرحمن الشرقاوي، من أشهر الأعمال الأدبية والإبداعية التي تناولت سيرة الحسين، وبتصاوير إبداعية تفاعلت مع الأحداث باندماج تام فعالجت موضوعا تاريخيا شغل بال كل الإسلاميين الأحرار الذين اتخذوه طريقا للخلاص على مر الأجيال، كذلك تأثر به غير المسلمين من طالبي الحرية في العالم، لقد رسم الخصوصيات من خلال تشابك واضطراب حاضرنا الذي ساده الظلم والاضطهاد والقمع.

ولعل أشهر ما جاء في النص المسرحي على لسان الحسين:

أتعرف ما معنى الكلمة؟
مفتاح الجنة في كلمة
دخول النار على كلمة
وقضاء الله هو الكلمة
الكلمة لو تعرف حرمة
زاد مذخور
الكلمة نور
وبعض الكلمات قبور

«ألم ذلك الحسين»
رواية للكاتب العراقي كمال السيد، ومن الأعمال الأدبية الشهيرة التي تناولت سيرة الإمام، وتقع في 96 صفحة من القطع المتوسط، وتحكي من خروج «الحسين» إلى استشهاده، فهي رواية مختصرة لما حدث في كربلاء.

و لـ كمال السيد أكثر من 200 مؤلف تخاطب الإنسان عموما، وهي موجهة بالدرجة الأولى إلى الشباب، كما أن الأطفال لهم نصيب من كتاباته.

له سلسلة روايات تاريخية أهمها روايات أهل البيت بأسلوب روائي أدبي راق وجميل بعيد عن السرد التاريخي، كما أنه قام بترجمة عدد من الكتب الفارسية، له مؤلفات شعرية، لكنه قلما يبرز الشاعر في داخله كما يقول عن نفسه.

«دم الحسين»

يمتاز كتاب «دم الحسين» للكاتب الصحفي «إبراهيم عيسى»، بأنه لم يكتف أن يعرض ما وقع للحسين شارحا الأمر بتفاصيله، بل وصل الأمر إلى تتبع ما آلت إليه نهايات تلك الشخوص الذين ساهموا في مقتل الحسين، معتمدا في ذلك على ما ورد في ابن كثير والطبري.

يقول «عيسى» عن كتابه: نعم، فى كل وقت نحن فى حاجة إلى هذا الزمن، ورغم كثرة ما كتب - وقرأ - عن الحسين سيد الشهداء وسيد شباب أهل الجنة (جعلنا الله من شبابها.. يارب) إلا أن كثيرًا من العيون والأقلام أغفلت الحديث عما بعد مقتل الحسين... ماذا جرى تحت اسم دمائه الطاهرة؟،وستجد فى هذا الكتاب شيئا مما أريد أن أقوله... لكن لن تجد كل شىء تمنيت أن أقوله... وعليك أنت أن تقرأ وتخرج بما تريد.

لكن ما أضمنه لك أمرين: أنك ستحب سيدنا الحسين أكثر.. والثانى أنك سترى هولا لا تطيقه، ودماء لم تعهدها، وأحداثًا أغرب من أن تتخيلها، وكل هذا حقيقى، وسنده الأساسى ابن كثير والطبرى.

عندما أعدت قراءة كتابى هذا، قررت أن أحذف منه كثيرا وأضيف إليه أكثر.. لكننى كلما كنت أحاول، أعود فأرى الدم المراق، والأحصنة اللاهثة، والسيوف اللامعة، وألسنة النار، وألوان الخيانة، ودفقات الجثث، وصراخ الثكلى، وجموع الرؤوس المقصوفة والمذبوحة، فلم أحذف... ولم أضف".

«قصيدة الحسين»

مع اندلاع ثورة 25 يناير استلهم الشاعر الشاب مصطفى إبراهيم، من شخصية الحسين، موضوعا لقصيدته التي جاءت معبرة عن أحداث الثورة، في إسقاط تاريخي واضح على رمزية الحسين الثورية، فجاءت القصيدة في شكل فيلم سينمائي يتتبع ما دار مع الحسين من معارك حتى لحظة استشهاده، خاتما النص بلغة تدل على عصرية الحدث، التي توحي بأن الحدث ما زال قائما، مؤكدا  أن الحسين رمز ثوري  يصلح لكل زمان.

ويقول في نهاية قصيدته:

أني رأيت اليوم.. الصورة من بره
و قلت الحسين لسه.. هيموت كمان مرة
إني رأيت اليوم.. فيما يرى الثائر
إن الحسين ملموم.. فوق جثته عساكر
بيدغدغوه بالشوم.. كل أما ييجي يقوم
و إن البشر واقفه.. تبكي بدال ماتحوش
و إن العلم مصفاة.. م السونكي والخرطوش
و إن الطريق مفروش.. بالدم للآخر
إني رأيت اليوم.. الدم ع الآيش
و ان الحسين إحنا..
مهما إتقتل.. عايش"