رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

موضة «فستان ثومة».. سر صدام كوكب الشرق مع الملكة نازلى

أم كلثوم
أم كلثوم

حين تم الإعلان الرسمى فى منتصف مارس عام 1939عن زواج شاه إيران محمد رضا بهلوى، والذى كان آنذاك ولى عهد إمبراطور إيران على الأميرة فوزية أخت الملك فاروق، وبعد تحديد مراسم الزواج والاتفاق على تفاصيله، أرادت الملكة نازلى إقامة فرح غير مسبوق لابنتها سواء فيى الوسط السياسى أو حتى فى الوسط الفني.

وقالت أم كلثوم بنفسها عن هذه الواقعة التي ذكرتها د.رتيبة الحفنى: « طلبت الملكة نازلى من أم كلثوم أن تزف العروسين، وكان من عادتها ألا تزف أى عروس تحيى رحها، لذلك كانت كبريات العائلات تلجأ إلى فرقة بديعة مصابني أو فرقة إحسان وثريا سالم، وأن الملكة نازلى بحثت عن الأقوى فى الوسط الفنى وقالت هي أم كلثوم".

- الملكة نازلى

كانت الملكة نازلي صاحبة الشخصيات القوية جدا، وكانت لتوها خارجة من سجن كبير وضعها فيه الملك فؤاد، وتنفست كثيرًا بعد موته وظهرت بعدها وقد استردت حريتها وقوتها وسيطرتها والتى ظهرت بجلاء على اختيار ابنها كملك لمصر وللسودان.

- أم كلثوم

كان الموقف شديد الحرج بالنسبة لأم كلثوم وكان ينذر بكارثة حقيقية، كيف تسلم من الملك وحاشيته إن رفضت، وكيف تسقط مبدأ تعودت عليه ويعرفه الكل؟.

وتحت الضغط والإلحاح قبلت أم كلثوم أن تكون الأميرة فوزية أول وآخر من تزفه أم كلثوم.
وبالفعل كلفت أم كلثوم بيرم التونسى بوضع أغنية تتناسب وهذا العرس، وبالفعل وضع بيرم أغنيته «مبروك على سموك وسموه»، وشعرت أم كلثوم بالضيق الشديد وكادت فى اللحظات الأخيرة أن ترفض تماما لولا تدخل أحمد حسنين باشا بنفسه، والذى كان يدير دفة الحكم فى مصر بعد رحيل الملك فؤاد.

واختارت أم كلثوم لهذا المناسبة فستانا أسود من الدانتيل الأسود، وعلمت الملكة بذلك من ريتا مصممة الأزياء، وطلبت من أم كلثوم تغيير لون الفستان.

أخذت أم كلثوم تبحث عن حل للخروج من هذا المأزق شديد الحساسية، نظرا لأن أم كلثوم كانت عنيدة وتشتهر بذلك فقد لجأت إلى حل، تقول رتيبة الحفنى: "لم تجد ام كلثوم أمامها إلا تغيير بطانة ذلك الفستان من اللون الأسود إلى اللون البمبى، وكانت تلك أول مرة يبطن فيها فستان أسود بلون مغاير، وأصبح هذا الفستان موضة بعد ذلك، وأطلقت مدام ريتا عليها موضة ثومة.

- الخروج من المأزق

واستطاعت أم كلثوم بالفعل أن تخرج من هذا المأزق بذكائها الفطرى، لأنها كانت تعى تماما مغبة عندم تنفيذ أوامر المكلة خاصة أن أم كلثوم كانت قد استقرت بالقاهرة ولفترة امتدت لأكثر من 15 سنة.

زواج شاه إيران والاميرة فوزية.

وبالفعل تم زواج شاه إيران والأميرة فوزية عام 1939، وكانت أم كلثوم تدرك أن الملكة نازلى فى حاجة لإثبات قوتها خاصة أن لها معركة شديدة مع النحاس باشا وحزب الوفد من أجل تنصيب ابنها فاروق رغم عدم بلوغه السن القانونية التى تسمح له بذلك، على حد قول «حنفى المحلاوى» فى كتابه معارك أم كلثوم.