رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«السيسى».. وأشكنازى وأبو إسماعيل


بابتسامة هادئة وملامح وجه يغلب عليها الصدق والمودة والرحمة.. خرجت كلمات الفريق أول عبد الفتاح السيسى ـ القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى ـ فى عيد تحرير سيناء كالبلسم الشافى لكل مصاب بمرض القلق والخوف على مستقبل هذا الوطن بعد أعظم ثورة سلمية فى حياة الشعوب فماذا قال السيسى للشعب فى ظل الحكم الإخوانى.

قال الرجل إن الجيش المصرى وطنى عظيم وشريف وصلب.. وأن صلابته من شرفه.. فلا تقلقوا أبدا على مصر.. وفرصة أقول إن المصريين حين أرادوا التغيير غيروا الدنيا كلها.. ولما الجيش نزل.. حماكم وقعد 18 شهرا.. خلوا بالكم من هذا الكلام جيدا.. إحنا إدينا تنقطع قبل ما تلمسكم.. فمنذ ثلاثة أسابيع أقسمت قسماً ياريت كلكم تكونوا سمعتوه.. قلته علشان كل مصرى يكون مطمئن.. وأضاف وزير الدفاع: نحن لا ننسى ولم ننس شهداء رفح.. ولازم يكون عندنا أمل وثقة فى بكرة.. وبكرة تشوفوا مصر وهى أم الدنيا.. وهتبقى قد الدنيا.. ومش عاوز أنسى أقول لأهلى المسيحيين كل عام وأنتم بخير.

كلمات «السيسى» كانت موجهة لعموم الشعب المصرى وليس لفصيل دون غيره.. كلمات معبرة تحتوى على نفس الثقة التى أظهرها له الشعب حينما خرج فى أنحاء المحافظات وحرر له التوكيلات وأوكله بشكل رسمى ليقود البلاد بدلا من النظام الحالى بعدما أثبت فشله.. كلمات تؤكد أن هذا الرجل ومؤسسته على قدم وساق فى خدمة مصر.. كما كانت كلماته كالسهام المسمومة فى قلب كل أعداء الوطن.. وكعادة الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل دائما.. فقد أبى إلا أن يتطاول على المؤسسة العسكرية بعد أن استعادت مكانتها الطبيعية بين أفراد الشعب والتى فقدتها بسبب المؤامرات التى طالتها أثناء وبعد الثورة لأسباب لم تعد خافية على أصحاب العقول.. فماذا قال هذا الشيخ؟.. لقد علق على ما قاله «السيسى» بكلمات غير لائقة.. وذلك عندما وصفه بـ «الممثل العاطفى»!!.. طيب يا عم الشيخ حازم.. أعتقد أن الممثل الذى تعنيه غير الذى نعرفه نحن.. ومع احترامنا وحبنا وتقديرنا للممثلين الذين نعرفهم.. أود الإشارة إلى أن الممثل الذى يعنيه الشيخ حازم هو هذا الذى يدار بالريموت كنترول وليس شخصاً بحجم ووطنية وزير الدفاع.. وهذا يجعلنى أطالب أخونا حازم بالتأنى بعد ذلك فيما يقوله.. هذا لو كان خائفا على أمن واستقرار هذا البلد.. أما لو كان عكس ذلك.. فلا ملامة على أبو إسماعيل أو غيره.. وخيرا فعل «السيسى» عندما تجاهل كلام الشيخ حازم.. لكن الملاحظ فى مثل هذا الهجوم سواء على القوات المسلحة أو القضاء أو الإعلام أن هناك هجوما متعمدا لتشويه هذه المؤسسات والتقليل من شأنها والإطاحة بقادتها.. وما يحدث فى مؤسسة الأزهر الشريف من تسمم الطلبة أكثر من مرة.. لهو مؤشر خطر ونذير شؤم لإدانة قيادته الحكيمة فضيلة الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب ومن ثم خروجه من منصبه بطريقة مهينة.. وأظن أن هذا الأسلوب أصبح مكشوفا ولا طائل منه.

هجوم أبو إسماعيل ذكرنى بشعارات لا طعم لها ولا لون ولا رائحة مثل تلك التى كان يقولها أمثال الدكتور صفوت حجازى والشيخ حازم نفسه «على القدس.. رايحين بالملايين»!!.. فلماذا لا يقودا أنصارهما ويذهبا لتحرير القدس كما سبق ووعدا؟!.. أعتقد أن هذا السؤال قد أجاب عليه د. محمد مرسى بعد إعلان فوزه بمنصب الرئاسة مباشرة.. فماذا قال الرجل الذى وصف اليهود بـ «......» ؟؟.. لقد وقف يهنئ من اختاروه للرئاسة ولم يفوت الفرصة قبل أن يؤكد حفاظه على المعاهدات والإتفاقيات الدولية.. وطبعا المقصود بهذا الكلام «معاهدة كامب ديفيد» التى وقعها السادات مع إسرائيل برعاية أمريكية عام 1979م.. وهذا جانب مهم لابد أن نلفت انتباه الشيخ حازم له.. أما الجانب الأهم فهو الرسالة التى أرسلها د. مرسى للرئيس الإسرائيلى.. والتى تضمنت كلمات الصداقة والحميمية بمناسبة مرور 60 عاما على إنشاء دولة العدو!!

ما سبق يجعلنى أقول لأبو إسماعيل إن المؤسسة العسكرية هى صمام الأمان لمصر وقت السلم ووقت الحرب.. ويكفى قادتها أنهم والثوار ولم يقتلوا أو يخونوا أو يغدروا.. ولم يكذبوا ولم يحاصروا الدستورية العليا أو مدينة الإنتاج الإعلامى.. أو هددوا بحصار قسم الدقى.. بل قالوا ففعلوا.. وسبوا فصبروا.. واتهموا فاحتسبوا وتركوا الحقيقة حتى جاءت اللحظة الحاسمة بكشف المستور فى واقعة المكالمات الخمس بين صاحب الفضيلة و«خ.م».

يا شيخ أبو إسماعيل.. لقد أقسم «السيسى» على براءة القوات المسلحة من الغدر والخيانة والقتل لأى فرد فى الشعب.. فهل لديك الشجاعة بأن تخرج على الفضائيات وتقسم نفس القسم؟!.. نتمنى ذلك.. أقسم بأنك برىء من أى أحداث أصابت الوطن والمواطنين وأقسم أنك لم تكذب أو تأمر بالقتل ولم تخن أو تأمر بالخيانة.. ولم تغدر أو تأمر بالغدر.. أقسم يا رجل حتى نقف جميعنا خلفك ونصدقك كما نصدق «السيسى»!!

تلخيصا أذكر الشيخ حازم بما صرح به رئيس الأركان الإسرائيلى السابق «أشكنازي» الذى قال: «على إسرائيل أن تنعم بالأمان.. جيش مصر انتهي.. جيوش المنطقة انتهت.. الصراعات الداخلية أنهكت تلك الجيوش.. فعلا إسرائيل لم تكن تتمنى أكثر مما نحن فيه الآن.. سعادتنا بحكم الإخوان لا توصف.. الاضطرابات الداخلية جائزة كبرى.. توتر المسيحيين والقضاة والأزهر شىء عظيم.. الكلام عن أخونة الجيش يدفعون فيه دم القلوب»!!.. هذا هو بالحرف ما قاله القائد الإسرائيلى فهل يا أخ حازم لديك رد مقنع ورادع على هذا الكلام الذى يدمى القلب؟!.. أعتقد أن الإجابة الوحيدة على «شماتة» «أشكنازى» فى جيوش المنطقة بشكل عام وجيش مصر بشكل خاص ستكون من شأن قواتنا المسلحة فقط وليس الجيش البديل الذى يتحدث عنه بعض قادة الإخوان أمثال د. عصام العريان وعدد لا بأس به من محبى الجماعة وفعشاقها أمثال د. صفوت حجازى.

ختاما.. أوجه تحية من القلب لكل جندى وصف ضابط وضابط يخدم فى قواتنا المسلحة وأنصحهم جميعا بالنظر إلى ما صرح به هذا الإسرائيلى الحاقد.. وأطالبهم بأن يتجاهلوا أمثال أبو إسماعيل وصفوت حجازى وغيره.. فالمؤامرة أكبر مما كنا نتصور.. والعدو يتربص بنا ولا مجال أو وقت للمهاترات.. فجميع المؤشرات الحالية تؤكد تكاتف الشعب مع الجيش وقيادته.. وهذا التعاضد لا يرضى عنه أعداء مصر.. لكن يسر ويفرح ويسعد المخلصين من أبناء هذا الشعب العظيم.. حفظ الله مصر وجيشها وشعبها.

■ كاتب صحفى

هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.