رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إجابات د. أحمد فهمى


أخطر ما قاله الدكتور أحمد فهمى - رئيس مجلس الشورى - فى حواره مع الزميل خيرى رمضان الذى أذاعته قناة «cbc» مساء الأربعاء الماضى أنه كشف عن مفاجأة حقيقية وهى أنه لا يوجد مشروع قانون للسلطة القضائية مطروح بشكل متكامل أمام مجلس الشورى،

وأن ما تتم مناقشته داخل أروقة المجلس ليس سوى مقترحات مختلفة تقدم بها عدد من النواب دون أن ترقى إلى مستوى وصفها بـ «مشروع قانون».

ولفت الدكتور أحمد فهمى أنظارنا إلى معلومة دستورية مهمة بقوله: «إن التشريعات كانت فى يد رئيس الجمهورية وعندما تكون فى يد المجلس هذا يكون أفضل فى الرؤية والمدى الزمنى، وأن مشروع السلطة القضائية ضمن استحقاقات دستورية زى ما الحكومة تكون فى احتياج إلى قوانين لتسيير أعمالها، لأن القوانين التى تأتى من مجلس الوزراء أو الرئيس لا تحتاج إلى لجان كمشروع القانون الذى يحتاج إلى ذلك والذى يقدم من داخل المجلس من خلال أحد الأعضاء وهذا ينطبق على مشروع السلطة القضائية الذى قدمه نواب من حزب الوسط والمقترح على مواد وليس على مشروع متكامل والمجلس لا يملك رفض أى مقترح يقدم إليه من الأعضاء».

كلام الدكتور فهمى يعنى أنه لا مبرر لحالة الجدل والاستقطاب الرهيب التى تشهدها مصر حول ما تردد عن وجود مشروع قانون بهذا المعنى خاصة أن مجلس الشورى ملتزم باستطلاع رأى الهيئات القضائية فى أى مشروع يخصهم. إذن لماذا كان هذا الشحن والتصريحات المثيرة التى أدلى بها عدد من نواب الحرية والعدالة والوسط إلى الحد الذى صور الأمر وكأن مجزرة قضائية ستحدث؟؟

الحديث وضع النقاط فوق الحروف وأعتقد أننا كنا بحاجة إليه قبل أكثر من شهر، ومشكلتنا الحقيقية تكمن فى عدم وجود قنوات تواصل جيدة ومفتوحة بين البرلمان والهيئات القضائية.

إجابات رئيس مجلس الشورى تميزت بالصراحة والدقة، إذ لأول مرة يخرج مسئول رفيع المستوى ليكشف عن مستحقاته المالية أمام الرأى العام حين أوضح أنه يتقاضى راتبا يبلغ 30 ألف جنيه شهريا، وكان الحديث عن مثل هذه الأمور من قبل يعد جزءا من أسرار للدولة.

غير أن الدكتور أحمد فهمى تحدث بحساسية عن علاقته بجماعة الإخوان مشيرا إلى أنه لم ير المرشد فى حياته إلا 3 أو 4 مرات وأنه لا يعرف رقم تليفون المهندس خيرت الشاطر، إذ إنه من الطبيعى أن تكون هناك علاقات وترتيبات بأى شكل بين البرلمان والجماعة التى يعبر عنها حزب الحرية والعدالة، كما أنه ليس من المتصور أن يرسم لنا د.فهمى حدود علاقته بالرئيس مرسى إلى الدرجة التى تجعلنا نتصور وكأن هناك جفوة بين الرجلين حين أوضح أنه لم يدخل منزل الرئيس بالتجمع الخامس وأنه لا يراه إلا فى المناسبات العامة والرسمية، فالمشاعر الإنسانية أمر طبيعى وأعتقد أن الدكتور فهمى تجنب الحديث عنها إلى حد كبير فى إجاباته وآثر التركيز على الجوانب الموضوعية.

الحديث اتسم بالصراحة من جانب المتحدث والحرفية من جانب المحاور، وربما كانت الملاحظة الأبرز أنه أذيع فى وقت متأخر وامتد إلى ما بعد منتصف الليل، فضلا عن امتلاء البرنامج بفواصل إعلانية كثير وطويلة جدا مثلت إهدارا لوقت المشاهدين ولعل هذا يقتضى مراعاة ذلك فى ميثاق الشرف الإعلامى الجارى إعداده لتحقيق التوازن بين وقت المشاهد وحق القناة فى تنمية مواردها من الإعلانات.

هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.