رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الأزهر والكنيسة وبينهما مكتب الإرشاد


بعد أن أنهى «بديع» كلمته هتفت له الجماعة وأعوانها «الله أكبر.. الله أكبر».. فيما هتف ضده بقية الشعب: «يسقط يسقط حكم المرشد».. وبعد هذا الحلم المزعج استيقظت من نومى على أمل أن أرى بارقة أمل تنقذ مصر مما هى فيه.

حلمت خيراً والصلاة على النبى أننى أقف أمام مبنى الأزهر الشريف وأتأمله بمكانته وقيمته وقداسته.. وبعد لحظات من هذا الموقف.. وجدتنى أمام الكاتدرائية المرقسية بالعباسية.. فنظرت إليها وتذكرت تاريخها الوطنى العظيم.

بعد الموقفين السابقين رأيت نفسى بجوار منطقة المقطم.. وتحديداً أمام مكتب الإرشاد.. وأمام هذا المبنى شاهدت كبار ووجهاء الجماعة.. سألتهم: لمن هذا المبنى.. وما الهدف من إنشائه.. وما الدور الذى سيقوم به مستقبلاً.. ومن هم أعضاؤه.. وهل الشعب راض عنه ويعلم نشاطه الظاهر والباطن أم لا؟

وقبل أن أتلقى من قادة الجماعة أى إجابة.. استكملت أسئلتى عن المؤامرات التى تحاك ضد الأزهر وشيخه.. والهجوم على الكنيسة الأم وفروعها.. وعن المخطط الإجرامى لهدم ما تبقى من الصرح القضائى.. وعن تفتيت جهاز الداخلية بعد أن تصالح معه الشعب.. وعن محاولة الزج بالقوات المسلحة فى أتون المشاكل الداخلية لخلق فجوة جديدة بين رجالاتها والمواطنين.

وقبل أن أنتهى من أسئلتى فوجئت بثلاث شخصيات يقفون على يمينى.. أولهم الزعيم الخالد جمال عبدالناصر.. والثانى الرئيس الراحل أنور السادات.. والثالث الرئيس السابق محمد حسنى مبارك.. وقبل أن أنطق بكلمة واحدة.. رأيتنى والرؤساء وقادة الجماعة بمن فيهم د. مرسى نقف أمام الشعب وجهاً لوجه.. وفجأة هتف الشعب لسماع كلمة من «ناصر».. ووقف الزعيم خطيباً: «أيها الإخوة المواطنون.. تعلمون أننى اعتليت هذا المنصب من أجلكم.. من أجل الفقراء والمساكين.. من أجل الفلاح والعامل.. من أجل المطلقة والأرملة.. من أجل «نهضة» مصر الزراعية والصناعية والنووية والعلمية وليست «النهضة» التى تحدث عنها «الإخوان».. ويكفينى بشهادة كل المصريين أننى أنشأت السد العالى وأممت قناة السويس وجعلت التعليم بالمجان وأنصفت الفلاح بقانون الإصلاح الزراعى.. كل ذلك وغيره قمت به من أجلكم دون وصاية من أحد.. كما أننى لم أنس قضايانا الخارجية.. وأثناء خطاب الزعيم.. رأيت الشعب يهتف له: ابق فأنت حبيب الشعب.. قم للشعب فبدل يأسه.. أنت الخير وأنت النور وأنت الصبر على المقدور.

وبعد «ناصر».. خطب «السادات» قائلاً: «بسم الله.. لقد عبرت بالبلد من عنق الزجاجة إلى انفتاح اقتصادى وعلاقات عالمية جعلت من مصر بؤرة اهتمام دولية.. وبصرف النظر عن هذه الأمور.. فيكفينى أننى حررت سيناء فى حرب أكتوبر 1973.. ثم عقدت اتفاقية السلام مع العدو الإسرائيلى.. ورغم أننى أعلم جيداً أنها ليست آخر الحروب.. إلا أننى جنبت مصر أى حروب على الأقل لمدة 50 عاماً قادمة.. والشىء الوحيد الذى ندمت عليه هو اختيارى للنائب محمد حسنى مبارك.. وهنا هتف الشعب له أيضاً وغنت فايدة كامل أغنية: «قووول.. قول يا سادات.. ياللى كلامك حكم».

بعد ذلك أتى دور الرئيس السابق.. فخطب فى الشعب قائلاً: «الإخوة والأخوات.. تعلمون أننى صاحب الضربة الجوية الأولى فى حرب العاشر من رمضان رغم أنف المشككين والمغرضين فى ذلك.. كما تعلمون أننى أنجزت مشروعات عظيمة خلال فترة حكمى منها على سبيل المثال: مترو الأنفاق وعودة طابا.. الإخوة والأخوات.. صحيح أننى ظلمتكم وأفقرتكم وأمرضتكم ثم تركت رجالى ينهبون ثرواتكم وكنت أنتوى توريث البلاد لنجلى.. لكننى أبداً لم أكن أنتوى تقسيم مصر إلى شيع وفرق مثلما عليه الوضع الآن.. الإخوة والأخوات.. بعد مرور أزيد من عامين على الثورة.. هل أعجبكم حكم الإخوان؟؟ لقد حذرتكم وحذرت الأمريكان منهم ومن مؤامراتهم.. لكن جميعكم لم تصدقون.. والآن اشربوا نتيجة ثورتكم على شخصى وتاريخى وأسرتى ونظامى».

وبعد أن أنهى مبارك كلمته.. غني المطرب محمد العزبى «اخترناه اخترناه.. وإحنا معاه لمشاء الله».. كما ظهرت فئة أخرى من الشعب ترفع لافتات «إحنا أسفين يا ريس».

بعد هذه المشاهد المهيبة.. رأيت فى منامى أيضاً.. أعضاء مكتب الإرشاد ينظرون لبعضهم البعض عندما طالبهم الشعب بإلقاء مرشد الجماعة كلمة لتفسير ما يحدث.. وأمسك «د. بديع» الميكروفون بصفته الحاكم الفعلى للبلاد.. وتحت الضغوط الشعبية.. وقف يخطب قائلاً: «باسم التنظيم العالمى للإخوان المسلمين.. باسم الأهل والعشيرة.. «وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم».. الأهل والعشيرة.. لقد أفشلنا ثورة 25 يناير التى راح ضحيتها أفضل شباب مصر كما تعلمون.. فعلنا ذلك تقرباً إلى الله للوصول إلى حكم البلاد والتحكم فى مصير ورقاب العباد.. فعلنا ذلك من أجل التنظيم الدولى الذى ينتشر فى 88 دولة.. أهلى وعشيرتى.. لا تصدقوا جبهة الخراب ولا تقرأوا أو تشاهدوا الإعلاميين «الكذابين» ولا تلتفتوا إلى الخراب الذى تشهده مصر الآن.. أهلى وعشيرتى.. منذ نشأة الجماعة 1928 وحتى قبل الثورة كانت السجون بيوتنا.. وبلاد الغير أوطاننا.. والآن حان الوقت لنجنى ثمار تهميشنا وغربتنا وآلامنا.. أهلى وعشيرتى.. لا تصدقوا إنجازات عبدالناصر ولا انتصارات السادات ولا طلعات مبارك الجوية أو عودته لطابا.. تذكروا فقط أن هؤلاء اعتقلونا وعذبونا وحرمونا من المناصب.. وتذكروا أيضاً أننا من صنعنا ثورة 1952 وخططنا لحرب 1973.. ونحن كذلك من قمنا بثورة 25 يناير.. الأهل والعشيرة.. اليوم فقط.. آن لنا «أخونة «ما تبقى من الدولة بكل الوسائل الشرعية وغير الشرعية بعد أن أخذنا الضوء الأخضر من أمريكا واعترفنا بالاتفاقيات مع إسرائيل.. الأهل والعشيرة.. لم يبق لى غير أن أهنئكم بما وصلنا إليه.. وأنصحكم بالرجوع إلى حديث المرشد الأسبق المستشار مأمون الهضيبى عندما قال فى مناظرته بمعرض الكتاب عام 1992 «نحن نتقرب إلى الله بأعمال التنظيم الخاص للإخوان»!! فلا تلتفتوا لكل ما يحدث فى مصر من مصائب فمازال أمامنا أعمال مهمة فى «88» دولة ينتشر فيها التنظيم».

■ كاتب صحفى

هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.