رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«شبشب أبوإسلام» على طاولة الإبراشى


أما الآن فى عهد مرسى وجماعته.. فإننى أسمع أن النور انطفأ والنفق أغلق ولم يعد هناك أمل فى تحسين الأوضاع إلا بثورة جديدة.. وأسمع أيضاً أن مصر أصبحت ولاية ضمن مملكة التنظيم العالمى للإخوان المسلمين.. فهل هذا الكلام به شىء من الصحة أم مجرد أكاذيب وافتراء من خصوم الجماعة؟!.. أفيدونا أفادكم الله.

«لو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك».. هذا ما قاله رب العزة تبارك وتعالى لنبيه الكريم محمد بن عبدالله ــ صلى الله عليه وسلم ــ وقال الحبيب المصطفى: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده».. والمسلم من وقر كبيرنا ورحم صغيرنا.. والمسلم ليس سباباً ولا لعاناً.. والمسلم ليس منافقاً أو كذاباً أو غداراً.. والمسلم من يحترم عقيدة غيره «لكم دينكم ولى دين».. والمسلم من كفى الناس فحش حديثه وبذاءة لسانه وسلوكه.. والمسلم من اقتدى بأخلاق سيد الخلق.. والمسلم من تطابق قوله مع فعله.. والمسلم إذا ائتمن لم يخن وإذا وعد لم يخلف.. وإذا أقسم لابد أن يبر قسمه.. والمسلم إذا رفع «شبشبه» فى وجه من يجلس معه أمام المشاهدين كحالة أخونا «أبوإسلام» فى برنامج «العاشرة مساءً» مع وائل الإبراشى والناشط أحمد دومة.. لا يمكن أن نغفر له.. بل لابد أن يحاسب حساباً عسيراً حتى يكون عبرة لكل من تسول له نفسه ويفعل نفس التصرف الشاذ.

فى الحقيقة أنا أتوقع كل شىء من هذا الرجل وأمثاله.. لا لشىء سوى لأنه صاحب مواقف تؤدى إلى الفتنة مثل حرقه ذات يوم «الإنجيل» أمام السفارة الأمريكية فى واقعة الفيلم المسىء للرسول الكريم ــ صلى الله عليه وسلم ــ وهذا التصرف أساء لنا جميعاً كمسلمين ننتقد من يفعل ذلك.. وكم تمنيت من الزميل وائل الإبراشى ألا يستعين بمثل هذا المتأدين فى برنامج كهذا يشاهده مئات الآلاف.. لأن هذا الرجل أساء أيضاً للإبراشى وبرنامجه وضيوفه ومشاهديه.. وكنت أنوى مهاجمته بأسلوب يتناسب مع فعلته الجاهلية.. لكننى سأكتفى بما قاله الناشط أحمد دومة بأن مثل هؤلاء لابد أن يوضعوا فى مصحات نفسية.

إن هذا المشهد السخيف جعلنى أستحضر مشاهد متشابهة لبعض الشيوخ الذين غزوا الفضائيات مؤخراً وسمموا أفكار الناس بأفكار بعيدة كل البُعد عن جوهر الدين الحنيف.. فهل يعقل أن يظهر رجل نتوسم فيه جميعاً كل الخير على شاشة إحدى الفضائيات ليفتى بقتل أعضاء «جبهة الإنقاذ»؟ ألم يسمع هذا المنتسب للإسلام أن من قتل نفساً بغير ذنب فكإنما قتل الناس جميعاً؟.. ألم يعلم ــ وهو غير المؤهل للفتوى ــ أن المكان والزمان والحدث الذى استند إليه فى زمن على بن أبى طالب وأبنائه ومعاوية بن أبى سفيان.. يختلف تماماً عن الوضع الحالى؟!

وبعيداً عن هذا الموقف الأليم.. أسأل هل كان يصدق المشاهد أن يخرج علينا رجل دين فاضل من خلال فضائية إسلامية ليسب هذه الفنانة وتلك المناضلة المتظاهرة بألفاظ لا يستطيع قلمى أن يكتبها؟!.. والسؤال المطروح هو: من سمح لهؤلاء المشايخ بالظهور على شاشات التليفزيون دون حسيب أو رقيب؟!.. وهل ستظل مهنة الإعلام مستباحة على هذا النحو من قبل شيوخ الفتنة، كما وصفهم الإبراشى؟!

«أبوإسلام» قبل أن يضع «شبشبه» على الطاولة.. ظل يصنع المراكب الورقية وهو يبتسم ويضع رأسه وفكره وكل حواسه فيما يفعل ويراه صواباً دون مشاركة من يحاوره وجهة النظر.. وكأنهم أدنى منه علماً وأقل منه شأناً!! ومن ثم تأكد للمشاهد أنه يجهل أبجديات آداب الحوار واحترام الطرف الآخر.. ولمثل هذا الرجل أذكره بقول الله تعالى: «لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً» الأحزاب 21.. هذا على اعتبار أنه يقتدى بأخلاق النبى ويعمل بأحكام القرآن الكريم.

والمعروف أن «أبوإسلام» يمتلك قناة فضائية تسمى «الأمة».. وأخرى تسمى «ماريا».. وقد ظهر له فيديو سابق يتطاول فيه على المتظاهرات ويدعى ظلماً وبهتاناً وكذباً وافتراءً أن 90٪ منهن صليبيات ونسبة الـ 10٪ الأخرى من أندية الروتارى والليونز والأرامل!.. وازاد تطاول هذا الرجل على بناتنا ونسائنا وتجرأ عليهن أكثر فأكثر عندما قال عنهن «اللى مش لاقيين حد يلمهن وإنهن يذهبن إلى ميدان التحرير لـ ..» بالطبع هذا السفه لابد أن يدون فى بلاغ للنائب العام ضد «أبوإسلام» ومن على شاكلته.. وقد رد عليه «دومة» قائلاً: إن نساء مصر شريفات وإن مثل هذا الفيديو إهانة لكل رجال مصر وللعقل.

أعتقد أنه بعد هذه الحلقة التى تسببت فى تشويه صورة عدد من أصحاب اللحى.. يجب على من بيده القرار فى مختلف وسائل الإعلام أن يكفونا شر أمثال «أبوإسلام».. وأناشد أيضاً السلطات المسئولة فى الدولة يتقدمهم رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ووزير الإعلام والنائب العام أن ينظروا فى امتلاك مثل هذا الرجل قناتين فضائيتين لأن مواقفه تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أنه أداة للفتن والوقيعة بين أبناء الوطن الواحد.

وحتى لا تفوتنى فرصة الدفاع عن الفتيات والنساء اللائى رأيتهن فى ميدان التحرير منذ السويعات الأولى لثورة 25 يناير.. فإننى أؤكد على مواقفهن البطولية الشريفة سواء كن طبيبات أو ناشطات كشاهد عيان فى المستشفيات الميدانية وقيامهن بتضميد جراح الثوار وإطعامهم ونظافتهم.. لقد كن ملائكة الرحمن بحق.. ولم يقتصر دورهن على ذلك.. بل كن يحملن القتلى والشهداء ويرفعن صوتهن برحيل ومحاسبة النظام عن الوطن.. وطالبن أيضاً مع اخوانهن بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية.. كن أيضاً وقوداً قوياً فى كل محافظات مصر لاستمرار الثورة ورحيل النظام.. فهل بعد ذلك يأتى أبوإسلام وأمثاله لسبهن واتهامهن بهذه الجرائم؟!

تلخيصاً أقول للدكتور محمد مرسى «إنك المسئول الأول أمام الله عن الاعتداء والاغتصاب على فتياتنا ونسائنا من قبل معدومى الضمير.. إنك مسئول أمام الله يوم لا ينفع منصب ولا عشيرة عن كل قطرة دم أريقت من شاب.. وعن كل صرخة ألم خرجت من فم أم مكلومة ضاع فلذة كبدها أو عذب على يد زبانيتك.. مسئول أمام الله عن تقسيم هذا الشعب إلى طوائف وشيع وجبهات وجماعات وأحزاب بعد أن جمعتهم الثورة وعاش الجميع على أمل تحقيق مطالبهم التى اغتصبها النظام السابق.. مسئول أمام الله على أنك تركت شيوخ الفتنة فى عهدك يفتين بقتل الأبرياء ويرمين النساء بالفحش والرذيلة.. مسئول أمام الله باستبعاد الشرفاء من المناصب وإسنادها لغير أهلها من مدعى العلم وأهل الثقة.. مسئول أمام الله على انحدار الاقتصاد وضياع هيبة الدولة أمام اللصوص والبلطجية بعد أن أفرجت عن عدد كبير منهم من السجون دون وجه حق.

ختاماً.. كنت أسمع فى العهد السابق أن هناك دائماً ضوء فى نهاية النفق المظلم.. وكان من اكتوى بنار الظلم ونهش المرض جسده ونال الجوع والعرى والشقاء منه يصبر نفسه ومن فى ظروفه بحتمية الفوز بعيشة كريمة فى يوم ما..

■ كاتب صحفى

هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.