رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد كوارث التحرش بالنساء حكايات مثيرة يرويها شباب تعرضوا لتحرش الرجال


عندما تضيع القيم و تنحل الأخلاق، فسرعان ما تنتشر الغرائب، فقد ظهر في الآونة الأخيرة شيء غريب من نوعه، فعلى الرغم من معاناة البنات من التحرش في المظاهرات والميادين والمواصلات العامة، اكتشفنا ظاهرة أبشع بكثير هي التحرش بالرجال أيضا.


حكايات عن التحرش

يقول "إسلام، ف، م"، إنه في خلال ركوبه لإحدى سيارات الأجرة، وهو في طريقه عودته إلى المنزل عقب سهرة مع أصدقائه، استمرت حتى منتصف الليل، لفت انتباهه أثناء وقوفه في السيارة تركيز شخص ما معه.. مما دفعه للنظر إليه ليتفهم ما الأمر.. وبعد بضع دقائق فإذا بالشخص يقترب منه، ويقوم بتشغيل هاتفه المحمول وعليه مقطع فيديو ساخن "فيلم إباحى" ويحاول لفت انتباهه إلى الفيلم، ولم يتعرف حتى الآن على سبب فعل هذا الشاب لتلك التصرفات، ولكنه كان قلقا لغرابة الموقف، وكانت دقات قلبه تدق كعقرب الساعة، لأنه لم يتعرض لهذا الموقف من قبل، بعدها بدأ هذا الشاب فى الاقتراب منه والاحتكاك به، مما دفعه للغضب والخروج من السيارة.

أما "محمد, أ, ح" من  حي مدينة نصر، فقد قال إنه في أحد المرات أثناء تواجده على موقع التواصل الاجتماعي، فوجئ بطلب إضافة من رجل أعمال كويتي، فقام محمد بقبول طلب الصداقة، وطال الحديث بينه وبين هذا الرجل،  تحدثوا في أمور عادية في بادئ الأمر، ثم طلب الرجل الكويتى رقم هاتفه المحمول فوافق، وتفاجئ بتحويل رصيد بقيمة خمسون جنيه، وبعدها طلب الرجل منه الذهاب معه إلى شرم الشيخ ليريح أعصابه وقال له إنها دعوة على حسابه الشخصي، وبعد فترة تفاجئ محمد عندما قال له هذا الرجل إن صورته الشخصية أثارت إعجابه، فطلب من الرجل توضيح هذا الكلام، فكانت الكارثة، حيث طلب منه  أن يقيم معه علاقة، وأن يعاشره معاشرة الأزواج مقابل 5000 دولار.

وفى نفس السياق قال "محمود, س, أ" أنه أثناء استقلاله أحد الأتوبيسات العامة، وهو في طريقه إلى العمل قام رجل في الخمسينات من عمره بالتحرش به عن طريق محاولة تلامس أماكن حساسة أكثر من مرة، ونشبت مشاجرة بينه وبين هذا الرجل، انتهت بنزول الرجل من الأوتوبيس بعد ضغط من الركاب عليه، وإلقاء اللوم عليه، وتابع محمود قائلا: "إن موقف آخر تعرض له أحد أصدقائه في الإسكندرية أثناء قضاء الأجازة الصيفية، تفاجئوا برجلين  خليجيين مستقلين إحدى العربات الفخمة، وطلبا منه استقلاله في هذه السيارة، وممارسة الفاحشة معهم مقابل مبلغ من المال، فرفض الشاب ونشبت مشادة كلامية بينه وبين الرجلين .

أيضا حكى "محمد، ص، ش"، في الثلاثين من عمره، عن قصة حدثت له شخصياً وقت أن كان في المرحلة الثانوية، حيث كان يستقل مترو الأنفاق من أجل الوصول إلى مدرسته، التي كانت تبعد عن منزله، وكان يعتاد على زحمة المترو، إلا أن في أحد المرات كانت تفوق الوصف، فكان طبيعياً أن تتلاحم الأجساد في المترو مع بعضها البعض، لدرجة أن عملية التنفس كانت تتم بصعوبة.

والذي لفت انتباه محمد، هو الحركة المرتابة من رجل يقف أمامه، حيث أخذ يكررها أكثر من مرة وبصورة منتظمة، وعكس حركة سير المترو ما حذا به في النهاية إلى تغيير مكانه في المترو تلاشياً لما قد يتبادر إلى ذهنه من أفكار سيئة مغلوطة‘ إلا أن ما فاجئه بعد إعطاء ظهره للرجل، هو أن الرجل غير من مكانه ليقف أمامه مجدداً، ويعيد نفس الحركة من جديد، ومع صغر سنه وعدم خبرته بمثل تلك المواقف جعله محرج من الصدام مع الرجل، فما كان منه إلا أن غادر المترو ليفاجأ من جديد بخروج الرجل منه ورائه، لتكون الحيلة هي كيفية الخلاص من هذا الرجل، فانتظر لأخر لحظة قبل إغلاق الباب ليقفز فيه مرة أخرى مبتعداً عن الرجل الذي بدت على ملامحه علامات الندم بسبب هروب "الفريسة" .

ومن جانبه حكى "يونس، م، أ" موقف شخصي تعرض فيه للتحرش، حيث قال : " في يوم كانت الدنيا زحمة والطرق واقفة من الزحام فركبت أتوبيس في طريقي من جامعتي للبيت  ركب جنبي واحد سنة 50 أو 55 سنة، وحط يده على رجلي ومخدتش فى دماغي أي حاجه، فجأة أيده اتمدت لمنطقه حساسة.

وقال المهندس "يسرى, م " إنه تعرض لموقف تحرش" كنت عائدا من عملي واضطرتني الظروف لركوب الأتوبيس، وفي وسط الزحام فوجئت بشخص غير طبيعي اقترب مني وبدأ في حركات غريبة، لم انتبه أول الأمر، لكن فيما بعد أدركت أنه يقوم بلمس أماكن حساسة في جسدي".

الانفلات الأمني

وعن التحرش بين الرجال، أكدت علوية عبد العال- أستاذ الطب النفسي وعضو الجمعية الأمريكية للطب النفسي- للأطفال والمراهقين، أن ظاهرة التحرش بين الرجال موجودة من عشرات السنين، ولكنها زادت في الفترة الأخيرة، خاصة بعد الثورة.

وأشارت إلى أن انتشار تلك الظاهرة ناتج عن الانفلات الأمني الذي يعانى منه الشعب المصري، وأن هذه الظاهرة كانت موجودة فى السابق، ولكن مع تسليط الضوء عليها أصبح لدى كثير من الناس انطباع مسبق وخوف وهمي، متمثل في الشك من وجود أي تلامس بين راكب وأخر في المواصلات العامة، وأن حدث أي احتكاك بين شخص، وآخر يعتقد فورًا أن هذا تحرش، وهذا ناتج من تسليط الضوء على الظاهرة عبر وسائل الإعلام المختلفة.

شرطة للتحرش

أما "عصام حمراوي"- منسق عام بمنظمة حقوق الإنسان- فقد شدد على أن قضية التحرش الجنسي في الآونة الأخيرة، حظيت باهتمام العديد من الأوساط الإعلامية والأكاديمية والمجتمعية وعلى كافة مستوياتها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، حتى أصبحت جزء من خطاب الحياة اليومية بين النساء في المجتمع المصرى، فقديمًا كانت المرأة تخشى أن تتحدث وتصرح بتعرضها لأي شكل من أشكال التحرش فقد كنّ يعتبرونه في إطار (العيب).

وتابع: مع تفاقم المشكلة وزيادتها وتعدد صورها، وجدت أن السبيل أمامهن هو التحدث حول هذه المشكلة، ومحاولة البحث عن حلول لها إذا أصبحت مشكلة حقيقية تعانى منها النساء في المجتمع المصري بصفة عامة، وبشكل يومي سواء في الأماكن العامة كالأسواق والمواصلات العامة والشوارع أو الأماكن الخاصة مثل المؤسسات التعليمية وأماكن العمل والنوادى الرياضية والجامعات المصرية، والتى تحتاج إلى جهود مهن متعددة وأبحاث مختلفة في المجتمع المصري، لمواجهة هذه الظاهرة ومن بين هذه المهن مهنة الخدمة الاجتماعية والتى تساهم في التدخل العلاجي والوقائي والإنمائي مع هذه الظاهرة.

في حين قال الدكتور مصطفى الدميري، الأستاذ بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر، أن ظاهرة التحرش بين الرجال ليست بمحض الصدفة، و لكنها عملية منظمة و ممنهجة و لها جمعيات خاصة سرية مستوردة من الخارج لانتشار الشذوذ في مصر، ووصف الدميري هؤلاء بعبدة الشيطان، لا دين ولا ملة لهم ويعيثون في الأرض فسادًا .

وبالنسبه للحد من التحرش في عربات المترو والمواصلات العامة، اقترح "الدميري" إنشاء بوليس سري في المواصلات العامة، للسيطرة على هذه الظاهرة، قبل أن تصبح وباء يتمكن من جميع مفاصل الدولة.