رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الشرطة وعيدها الغائب!!


فى 25 يناير من كل عام كنا نحتفل بعيد الشرطة كعيد وطنى وقومى، فتاريخ الشرطة عبر عقود مضت هو صفحات مضيئة ومجيدة، فمنذ حوالى ستين عاماً وقف أبناء الشرطة بالإسماعيلية ومعهم أفراد شرفاء من شعب الإسماعيلية الجميع وقفوا فى بطولة نادرة لحماية بلادهم

من محاولات المحتل الغاشم المستعمر البريطانى، كانت المعركة غير متكافئة فى الأعداد والعتاد، وكانت نتائج هذه المجابهة من خسائر فاق الثمانين جريحاً واستشهاد أكثر من خمسين شهيداً، كانت معركة عظيمة للتحدى والكرامة. وكان هذا اليوم السنوى عيداً عظيماً لهذا الجهاز المهم فى بلادنا، ولا تقتصر هذه الموقعة فقط على روح وبطولة الشرطة، فرسالة رجال الشرطة واجب إنسانى وقانونى تجاه الشعب فهم أبناء الشعب - وهذه هى الرسالة التى لم تنفذ تماما من خلال الشعار «الشرطة فى خدمة الشعب» وهو الشعار الذى استبدل منذ سنوات بشعار آخر يقول «الشعب والشرطة فى خدمة الوطن» وفى اعتقادى الصريح أن هذه الشعارات لم تحدث توعية بشأنه، لذلك فشل الهدف منها لعدم تعميق هذه الدراسة الإنسانية كدراسة منذ الطفولة وتنفيذها حتى الكهولة.

نحن بصراحة فقدنا تأصيل المبادئ الجميلة فى مواقعنا الوطنية وفى قلوبنا وهذا أمر يجب أن يعاد النظر فيه بشدة، إن الشرطة للحق نراها فى الفترة الأخيرة وقد فقدت بعض رجالها، وهم مواطنون مصريون لهم حق الأمان والحياة، رجال الشرطة أيضا يقومون بحماية المواطن وتأمين حياته - فكثيرون من يريدون تكدير صفو المجتمع، أو إثارة القلاقل فى ربوعه، ومازال هناك من يسقط فى مكافحة الجريمة من رجال الشرطة، فلابد إذن أن نقدر لهم دورهم الرائع واستشهاد بعضهم فى القبض على المجرمين أو مطاردتهم. وإن كانت هناك بعض ملاحظات على أداء الشرطة وبدقة منذ أن بدأت ثورة يناير «التى لم تكتمل بعد» سنجد أن هناك سوء أداء أحل بالوزير السابق العادلى وكانت من أسوأ نتائجه، ذلك الجفاء الذى أصاب العلاقة بين رجال الشرطة والشعب، مما أفرز تلك الفجوة والتدهور بينهما، كان طبيعيا أن يبحث الطرفان عن وسيلة لإعادة الثقة وتذويب حاجز الكراهية الذى أورثته لنا سياسات خاطئة. فلماذا لم تؤسس الجهات المسئولة لعودة هذه العلاقة، ليستقر السلام بين القلوب وإلا سيبقى هذا التنافر سببا للمتاعب، وللأسف أن ما أقبل عليه د.مرسى من إتيانه بوزير إخوانى للداخلية والذى كان غير حريص على الأرواح بين المتظاهرين بعكس ما فعله الإخوان فى الاتحادية من فض التظاهر للثوار بالقوة بحرق الخيام وتعذيب شعب الاتحادية بواسطة رجال الإخوان «عرضته قنوات عدة بالصوت والصورة، تعذيب وإهانات لأبرياء من فئات مختلفة من الشعب» السبب أن الوزير السابق أحمد جمال كان لا يرغب فى إهانة الثوار وتعذيبهم، وبينما نرى الوزير الإخوانى الأخير يتعامل بعنف شديد واسأل الوزير.. ألا ترى أن عداءك للشعب ما هو إلا بداية الطريق لتفكيك جهاز اشرطة هل تدرك ذلك؟ أم أنك موافق على ذلك؟ أم أنك لا تعلم وهذا سيئ جدا!! فى ذكرى عيد الشرطة الغائب.. نريد أن تحتفل الشرطة بعيدها ويشاركها الشعب هذه المناسبة المجيدة.. حتى لو تم اختيار يوم بديل، فالشرطة لابد من تكريمها ومعها الشهداء من رجالها، ولابد من استعادة الثقة والحب بين الشرطة والشعب فهى جزء من جسد شعب مصر والجسد لا يقبل الاجتزاء وإلا يموت! آخر العمود: «من العار أن نتجاهل الثمار حتى لو كان بعضها مراً!».

■ عضو اتحاد كتاب مصر