رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"مصر بعيون نسائية".. مناظر شرقية بخيال أوروبي = مشهدًا ساحرًا

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية


لطالما كتب المستشرقون عن سحر الشرق وروعته، وامتد ولعهم بمصر وآثارها المتنوعة، إلى السعى لزيارتها بكل الطرق، فمنذ نهايات القرن التاسع عشر، بدأ استخدام البخار في النقل البحري، فتقاربت المسافات، وجاءوا من كل حدب وصوب في أركان المعمورة يقصدون مصر.

ويكشف عرفة عبده في كتابه "مصر بعيون نسائية أوروبية" الذي صدر عن هيئة قصور الثقافة،مؤخرا أن من هؤلاء الأوروبيين، مستشرقة إنجليزية جاءت مع زوجها في رحلة عمل إلى مصر، وافتتنت بها، وانتهزت الفرصة لزيارة ربوعها، انضمت في صفوف الرحلات التي كانت تنظمها الشركات السياحية في ذلك الوقت، زارت أرجاء مصر من القاهرة إلى أسوان.

يقول"عرفة" إن الإنجليزية إليزا فاى،اكتشفت قدرتها على خلق أسلوب أدبي، فاستخدمت أسلوبًا بديعًا عندما تحدثت عن مصر في مذكراتها، ولعل هذا الافتتان هو ما منحها هذا الأسلوب، كتبت تقول: "أستطيع ان أتخيل نفسي مواطنة في عالم زال منذ عهد طويل، فمن يستطيع أن ينظر إلى هذه الصروح الضخمة المشيدة منذ ما يزيد على ثلاثة آلاف سنة دون أن يرجع بخياله إلى ذلك الماضي ويعيش في تلك الأيام التي بادت وغرقت في النسيان ".

امتد ولع" فاى" الى تأمل لوحات الفنانين التي أبدعوها عن مصر قبل أن تزورها، فقد رسمت هذه اللوحات لتعبر عن الحياة الاجتماعية والآثار والتراث والمشاهد البصرية، كما تؤكد هذه اللوحات على الخصوصية وارتباط مصر بالحضارتين الفرعونية والقبطية.

تتابع فاى قائلة: "وجدت الشمس تشعل اللون، والنور ينبع من كل أرجائها ويشع من كل شئ".

اقتباس من مذكرات إليزا فاى:

"جذبتني المناظر الطبيعية حولي لطرافتها، واختمر لدى هذا الإحساس عندما نظرت إليها على أنها المكان الذي أقام فيه بنو إسرائيل، وتذكرت قصة يوسف الجميل وإخوته.. قصة رائعة وفريدة.. عندما جبت الضفاف التي لجأ إليها يعقوب في شيخوخته شعرت كما لو كنت في حلم، فبدا وجودي هنا رائعًا".

"عندما بدأ ضوء النهار يتحول رويدًا رويدًا إلى شفق رقيق. انساب الجمال على صفحة النهر، تاركة العقل يسبح في أحلام اليقظة الناعمة الممتعة. لقد توحدت المناظر الشرقية بالخيال الأوروبي فأخرجت مشهدًا ساحرًا لا يصدق".