رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رواية جديدة لكاتب بريطاني "مهدر دمه" يتناول أمريكا في عهد ترامب

ترامب
ترامب

فى نفس اليوم الذى تحتفل فيه إيران بذكرى «الثورة الإسلامية»، تتصدر الصحف العالمية أخبار عن الرواية الجديدة لـ«سلمان رشدى»، الكاتب المهدر دمه من قبل دولة الملالى، التى تحمل اسم «The Golden House» أو «البيت الذهبى»، والتى يتناول فيها أيديولوجية الثورات والحروب والإرهاب، وتغطى فترة 8 سنوات لرئاسة الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما، الذى كان «سلمان» أبرز مؤيديه.

ووفقًا للصحيفة الهندية «تايمز أوف إنديا»، التى اهتمت بتفاصيل الرواية كون «سلمان» يحمل الجنسية البريطانية من أصل هندى، فإن الرواية تحمل القيم التى يؤمن بها الكاتب، وهى الدفاع عن حرية التعبير من الضغوط التى تمارس من قمع وانغلاق عن طريق الفن، ناقلة عن «رشدى» قوله للمجلة الفرنسية «لى إكسبريس» إن «العالم لابد أن يدرك أنه يحتاج إلى المعارضة فى بعض الأحيان، وألا يكون دائمًا فى حالة استرضاء».

فى رواية «رشدى» الجديدة، يصف الشخص الشرير أو «الفيلين» بأنه «بلا رحمة وذو طموح، ونرجسى، ويؤثر على وسائل الإعلام، ولديه الكثير من الدهاء، ويمتلك شعرًا ملونًا»، وهو وصف يشبه إلى حد كبير الرئيس الأمريكى الحالى دونالد ترامب.

ويقول ميشال شافيت، مدير دار نشر الكتاب «جوناثان كيب» إن الرواية ستصدر 5 سبتمبر المقبل فى حوالى 368 صفحة، لافتًا إلى أنها تدور حول الهوية والحقيقة والإرهاب، والأكاذيب عن نظام عالمى جديد.

وذكر بيان صادر عن دار نشر «راندوم هاوس» أن «سلمان رشدى يعود من جديد إلى عالم الأدب هذا العام من خلال رواية تلتقط الأنفاس التى تدور فى العصر الحديث، من خلال عائلة هندية ثرية ينتقلون من مومباى ويسافرون إلى مدينة نيويورك لاعادة استكشاف أنفسهم فى بلد يرونه مركزا للحرية والديمقراطية».

وبحسب ميرو جوكهالى، رئيس فرع دار النشر «راندوم هاوس» فى الهند فإن الرواية تشرح الفراغ الثقافى والسياسى للجيل الحالى الذى تزايد بشكل كبير الآن.

وستشارك الرواية الجديدة و«رشدى» فى معرض الكتاب الايرلندى المقرر 18 فبراير الجارى، بعد أن تم اختيار 12روائيًا من جميع أنحاء العالم، من بين ما يقرب من 260 متقدمًا للمشاركة.

البطل فى رواية «سلمان» هو مخرج شاب يعانى وسط الاضطرابات السياسية فى الولايات المتحدة، بدءًا من تنصيب باراك أوباما عام 2008، وسيتضمن الكتاب الأحداث السياسية والاجتماعية الحالية والأخيرة، بما فى ذلك صعود حزب «الشاى» المتطرف فى أمريكا، وفضيحة «Gamergate» التى شهدت حالات من التحرش على الانترنت على نطاق واسع من الصحفيين، وهو هنا يناقش أخلاقيات وسائل الإعلام، فضلًا عن النقاش حول الهوية السياسية، والأجواء السياسية والاقتصادية والاجتماعية التى سبقت وأدت فى النهاية إلى تولى دونالد ترامب.

وسيتم نشر الرواية الثالثة عشرة لسلمان رشدى فى وقت واحد، فى الهند والولايات المتحدة والمملكة المتحدة، وأستراليا، ونيوزيلندا، وجنوب أفريقيا.

الرواية أيضا تطرقت للهجرة، فالبطل من عائلة تسافر من الهند إلى الولايات المتحدة وتعيش فى منزل فخم فى وسط مانهاتن، البطل رينيه يروى خراب «البيت الذهبى» والمقصود به «البيت الأبيض»، ويتناول فيها الحياة المترفة، الفن والموضة، ومشاجرة الإخوة، ودخول امرأة جميلة فى حياتهم، وبدء الخيانة والقتل.

ويستدعى «سلمان» فيها الأدب والثقافة الشعبية، والسينما، من خلال قصة تدور حول روح العصر الأمريكى على مدى السنوات الثمانى الماضية، ليصل فى النهاية إلى ارتفاع الاحزاب اليمينية المتطرفة.

واحتفت الصحف الغربية بشكل كبير بالرواية، والتى جاءت بالتزامن مع ذكرى الثورة الإسلامية الإيرانية الـ38، خاصة أن «سلمان» كان مثار جدل كبير لدى «طهران» بسبب فتوى «الخومينى» بإهدار دمه بعد روايته المثيرة للجدل «ايات شيطانية» وتعرضه لعدة محاولات للاغتيال فى السابق، وهو الذى تركز كتبه على دور الدين فى المجتمع، والصراعات بين الأديان وبين المتدينين والملحدين.

ووفقا لصحيفة «جارديان» فربما تجدد الرواية فتوى طهران لإهدار دمه وزيادة المكافأة لمن يأتى برأسه، مشيرة إلى أن «رشدى» ينادى بالإصلاح فى الإسلام، وضرورة تخطى التقاليد، لجلب المفاهيم الأساسية للإسلام فى العصر الحديث، والإصلاح الإسلامى لمكافحة الأيديولوجيات الإرهابية والجهادية، وهو ما جعل «الخومينى» يهدر دمه عام 1989 لإساءته للنبى محمد - ص - فى روايته.

وشهدت تلك الفترة كذلك قطع «طهران» علاقاتها الدبلوماسية مع لندن، فى الاسبوع الأول من مارس 1989، بسبب روايته التى نشرت فى لندن بتاريخ 26 سبتمبر عام 1988، وتجدد «طهران» فتوى «الخومينى» كل فترة، بفرض زيادة على مكافأة اغتياله وصلت مؤخرًا إلى 600 ألف دولار.