رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل يواصل رينارد إطلاق صرخاته في كأس الأمم؟

هيرفي رينارد
هيرفي رينارد

نجح المدرب هيرفي رينارد في قيادة المغرب للتأهل لربع نهائي كأس أمم إفريقيا 2017، ومن خلال مباريات الدور الأول أظهر رينارد الملقب بالثعلب، على أنه يملك مقومات للذهاب مع أسود الأطلس إلى أبعد الحدود في البطولة الحالية.

ودَوّن القائد بنعطية ورفاقه في المنتخب المغربي اسمائهم بمداد من الفخر في تاريخ الكرة المغربية، وذلك بعد تحقيقهم أمس الثلاثاء (24 يناير 2017) التأهل لربع نهائي كأس أمم إفريقيا المقامة حاليا في الغابون. وتعتبر هذه هي المرة الأولى التي يتأهل فيها أسود الأطلس للدور الثاني من مسابقة كأس إفريقيا منذ 2004، حين بلغوا المباراة النهائية وخسروها بصعوبة أمام مستضيف البطولة تونس.

وجاء تأهل المنتخب المغربي رغم المعاناة، حيث طالت لعنة الإصابات الكثير من لاعبيه قبيل انطلاق البطولة وهو ما جعل كتيبة المدير الفني هيرفي رينارد تدخل بطولة أمم إفريقيا وهي تفتقد أربعة عناصر أساسية. كما أن الهزيمة في المباراة الأولى أمام الكونغو الديمقراطية عقدت الوضع أكثر وزادت من الشكوك حول قدرة المنتخب المغربي. بيد أن أسود الأطلس أظهروا استماتة وقتالية كبيرة في المباراة الثانية أمام توجو والتي فازوا فيها بثلاثة أهداف لواحد، قبل أن يعودوا ويطيحوا بحامل اللقب، منتخب كوت ديفوار في المباراة الثالثة بهدف جميل حمل توقيع المهاجم رشيد عليوي. وكان هذا الهدف كافيا لحسم التأهل وإدخال الفرحة لقلوب المغاربة.

دهاء رينارد

أداء المنتخب المغربي في بطولة أمم إفريقيا الحالية اتسم بالقتالية والروح الجماعية وهو ما افتقده المنتخب المغربي في فترات سابقة. وكانت لهذه الروح دورا كبيرا في تحقيق التأهل. ولعل صورة اللاعب بوصوفة الذي قاوم الدموع لحظة تسجيل المغرب للهدف في شباك كوت ديفوار خير دليل على ذلك.



وإلى جانب روح الفريق، لعب المدير الفني هيرفي رينارد دورا مهما في إحراز المغرب لبطاقة التأهل لدور الثمانية. وأظهر هذا المدرب الذي سبق له الفوز باللقب الإفريقي مع زامبيا وكوت ديفوار، أنه فعلا مدرب من طينة الكبار.

وتعتبر قوة الشخصية من أحد الميزات الأساسية لرينارد الذي لم يرضخ لضغط النقاد ولوسائل الإعلام المغربية التي انتقدته كثيرا لعدم استدعاء اللاعب حكيم زياش، أفضل لاعب في هولندا. بيد أن المدير الفني للمنتخب المغربي، ظل متشبثا برأيه ومؤكدا على أن روح الفريق أهم بالنسبة له من لاعب واحد، ولو كان في قيمة حكيم زياش.

رينارد قادر على التحليق بالأسود عاليا

وإلى جانب قوة الشخصية أظهر رينارد مرونة في خططه التكتيكية، حيث انتقل من اللعب بـ"4-4-2" إلى اللعب بخطة "3-5-2"، وذلك لتحصين الدفاع والوسط وتعويض النقص الذي خلفته إصابة أربعة من العناصر الأساسية في خط الوسط. وأتت هذه الخطة أكلها حيث سجل المنتخب المغربي أربعة أهداف في دور المجموعات ولم يدخل شباكه سوى هدف واحد. كل ذلك يؤكد على فعالية أسلوب "الثعلب"، وهو لقب رينارد، ويعتبر أيضًا بمثابة رد قوي على الذين شككوا في قدرته على تحقيق نتائج إيجابية مع التشكيلة التي اختارها والطريقة التي يلعب بها.

وفي تعليقه على هذا الأمر قال رينارد في المؤتمر الصحفي الذي تلى مباراة المغرب وكوت ديفوار "ثمة لاعبون سابقون ومدربون سابقون يعطون آراءهم. من الأفضل لهم القيام بعملهم حيث هم حاليا. ما يثير سخطي في كرة القدم اليوم هو أن الجميع يملك الحل". وأضاف "كنت انتظر هذا الانتصار لأطلق أمامكم هذه الصرخة لأني وُضعت في موقف مماثل مع فريق ليل (أقيل قبل عطلة نهاية العام 2015). لم يتركوا لي الوقت. في كرة القدم يلزمنا الوقت".