رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الصلاة دون وضوء


الطهارة عنوان للمسلم.. قال تعالى «إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين».. البقرة. وهى نصف الإيمان فقد قال صلى الله عليه وسلم الطهور شطر الإيمان. أنا وأنت وغيرنا مطالبون بطهارة المكان والثوب والبدن. وهى مقدمات ضرورية وحتمية لمن أراد أن يناجى ربه. ويسمونها بالطهارة الحسية وقد أفرد لها الفقهاء والعلماء المجلدات. وهل يكفى ذلك لقبول الصلاة والحصول على ثوابها. كثيرون يظنون ذلك أما أنا فلا أتصور أبداً أن تكون الطهارة بهذا المعنى القاصر. وهل يتقبل المولى صلاة ممن امتلأ قلبه حقداً وضغينة وكرها لعباد الله. وهل تقبل صلاة الإرهابى الذى يفجر نفسه فى الأبرياء ويهلك الحرث والنسل بالتأكيد لا وألف لا. على مواقع التواصل الاجتماعى وشبكات الإنترنت مئات المقاطع لهؤلاء الحمقى الذين يقتلون الناس باسم الله وهم يهللون ويكبرون وكأنهم نجحوا فى تحرير المسجد الأقصى ثم يتوجون جريمتهم بعدد من الركعات شكراً للشيطان إذ لا أتصور أبداً أن الله خالق الإنسان لايمكن أن يقبل منهم هذا الهراء المتوج بالجهل. فبسم الشيطان يرتكبون جرائمهم وعلى بركة إبليس يسيرون. آيات كثيرة فى كتاب الله تحذر وتتوعد هؤلاء القتلة من عواقب دنيوية وأخرى أخروية أدناها المكث فى النار ولهم عذاب أليم. فالنفس الإنسانية محرم قتلها إلا بالحق قال تعالى «وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا» (93) سورة النساء وفى الحديث الشريف أن الإنسان بنيان الله فى الأرض ملعون من هدمه. فى أعقاب 2011 كان طبيعياً أن يقابلك أحد الإخوان لتفاجأ بصيامه حيث لاصيام فى هذه الأيام. وبصلاته، حيث لا صلاة فى هذه الأوقات وعندما يسئل يقول لك صيامنا وصلاتنا قربة لله وتقرباً. كانوا يرتكبون الجرائم ليلاً ويتقربون إلى الله بالنهار. وهكذا يفعل المغيبون عندما يظنون وبعض الظن إثم. إن قتل النفس يمكن أن يكون قربة لله تعالى. وأن ذلك يعجل بنصيبه من الحور العين. نجاسة القلب فى تقديرى أخطر من كل النجاسات التى نعرفها. والتى ذكرها الفقهاء فى كتاباتهم. ولذا كان الترخيص لمن فقد الماء بالتيمم. فهل يمكن إزالة ماعلق بالقلوب من أدران بالتيمم بالطبع لا. إذا فلا تصح صلاتهم وإن قاموا الليل ركوعاً وسجوداً. ولن يتقبل الله صيامهم وإن حرموا أنفسهم من الطعام والشراب. أليس كذلك.