رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وماذا قدم فاروق الباز لمصر؟


خلال زيارته الأخيرة لمصر ومشاركته فى المؤتمر الوطنى الأول للشباب الذى عقد فى شرم الشيخ قال د. فاروق الباز للشباب: لا تسألوا ماذا قدمت بلدكم لكم، اسألوا أنفسكم ماذا تقدمون لها، وهو هنا يستعير كلمات أغنية المطربة علية التونسية «ما تقولش إيه إديتنا مصر، قول هاندى إيه لمصر» والتى كتبها الشاعر مصطفى الضمراني أنا سوف أتوجه بالسؤال نفسه إلى د. فاروق الباز ماذا قدمت أنت لمصر؟ بعد أن تعلمت فى مدارسها وجامعتها بالمجان ثم هاجرت إلى أمريكا فى منتصف القرن الماضى وتدرجت هناك فى أهم المناصب العلمية والأكاديمية حتى أصبحت مديراً لأبحاث الفضاء فى جامعة بوسطن وتوليت منصباً مهماً فى وكالة ناسا للفضاء، هل ساعد الباز شباب الباحثين المصريين؟ أو تبنى أحدهم؟ هل أسس أقساماً علمية فى مراكز البحوث العلمية أو حتى جامعة الإسكندرية التى تخرج فيها؟ هل أسهم فى بناء مدرسة أو حضانة؟ (صحيح هناك مدرسة أطلق عليها اسمه فى قريته طوخ الأقلام بمركز السنبلاوين محافظة الدقهلية ولكنها من أموال الدولة) هل تبرع فاروق الباز لصندوق تحيا مصر؟ أتمنى أن يكون فعل كل هذا أو بعضه، لأننى ومنذ أن فتحت عينى على الدنيا وأنا أسمع الباز يتحدث عن ممر التنمية رغم أن كثيراً من العلماء أكدوا صعوبة تنفيذه بسبب التضاريس الصعبة وتكلفته العالية ومع ذلك مازال يتحدث عن مشروعه الوهمي، مشكلة د فاروق الباز وزملائه ممن يطلقون على أنفسهم علماء مصر فى الخارج أنهم يتخيلون ان الشعب المصرى طيب ويصدق أى كلام ولا يدركون أنه يعلم تماماً أنهم يتخذون من مصر سبوبة بعد أن قدموا كل ما لديهم وافنوا عمرهم فى خدمة البلاد التى هاجروا إليها ومازالوا يحملون جنسيتها هم وأبناؤهم وأموالهم مازالت هناك فى بنوكها وأن صوتهم الانتخابى هناك وليس هنا ولا يتذكرون مصر إلا فى إجازتهم القصيرة حينما يأتون إليها للسمسرة وحصد المغانم والشهرة، وللأسف الشديد المجلس الاستشارى لرئيس الجمهورية يتشكل من معظمهم،رغم أنهم لم ولن يقدموا لمصر شيئاً فقد تركوها فى أصعب الظروف والأزمات،أما المصريون الذين لم يهاجروا وأيضاً البسطاء منهم الذين سافروا إلى الدول العربية للبحث عن أرزاقهم وتحويل أموالهم إلى مصر وكذلك العمال والفلاحون الذين واصلوا الليل بالنهار لإنتاج الغذاء وتشغيل المصانع وكل من تلوثت قدماه بتراب هذا البلد وشبابه الذين حاربوا من اجله واستشهدوا أو أصيبوا فى معاركه ضد الأعداء والإرهاب،وأيضاً الذين عانوا من الظلم والفساد والجهل والفقر والمرض ونار الأسعار وغلاء المعيشة وصبروا.

هؤلاء جميعاً هم شرفاء مصر لأنهم حملوها على أكتافهم عاشوا لحظات انتصاراتها وانكساراتها ويعرفون قيمتها فليس لديهم اوطان بديلة وليسوا فى حاجة إلى فاروق الباز أو غيره حتى يعطيهم دروساً فى كيفية الانتماء إلى وطن لا يعرفون سواه.