رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من يحمى المستهلك؟


فى لقاء مع جدتى حكيمة. تحدثنا عن الأسعار. والتى أصبحت كالنار. والشعب كله قد استجار. والقليل لم تمسه الأضرار. راحت جدتى تناقش هذا الموضوع. الذى لو عولج بالحكمة لأنعش الضروع. حتى لا ترهق الجموع. عدت أسأل جدتى.. لماذا لا يكون هناك تثقيف استهلاكى. يدعم التنمية الثقافية. كما تحتاج القصيدة للقافية. قالت جدتى.. يا بنى مثل هذا التثقيف وجوده ضعيف.. فلابد من خطة لدراسة جادة يحدد فيها دخل الفرد. دون تضييق أو سرد. وأيضاً تكون هناك دراسة لمعرفة وحصر احتياجاته. لتوفير جميع طلباته واحتياجاته. كما فى الدول الراقية. تلك السياسات الواقية. يعرف من خلالها المرء حقوقه وواجباته.. ومن هنا يبدع ويقدم اختراعاته.

طلبت من جدتى الاستفاضة فى هذا التثقيف. وقد صرت به شغوفاً. إضافت جدتى.. يا بنى يجب أن يعرف المواطن كيفية ترشيد غذائه. وألا يسرف فى استعمال ملبسه ودوائه. ويسترشد بالحكمة فى استهلاك الطاقة. حتى لا يصاب بالإملاق والفاقة.. صمتت جدتى قليلاً.. ثم قالت: كم أتمنى يا بنى لو أن وزارة التربية والتعليم. تدرس هذا الفكر القويم.. فتحفل المناهج الدراسية بمادة جديدة أساسية. فمثلاً يا بنى تونس العربية قامت بهذه المهمة التثقيفية. وعدت أسأل جدتى. على من تقع مسئولية تثقيف المستهلك فى مصرنا الحبيبة؟ حتى نجنى فوائد خصيبة؟ قالت جدتى.. يرتبط هذا الموضوع يا بنى بوزارات منها التربية والتعليم كما لوزارة الإعلام دور قويم. كذلك لأجهزة المرئى والمسموع تأثير يضىء كالشموع. فالتلفاز والمذياع فى كل الربوع.

تنهدت جدتى حكيمة وقالت.. أحلم أن نكون لدينا جمعيات لحماية المستهلك تراقب الجودة والأسعار وتراقب الإنتاج حتى لا ينهار. وعلى وزارة التموين أن تكون السند والمعين.وهذه الجمعيات تؤازها وزارة الداخلية لتطبيق القانون بقبضة قوية. ورحت أذكر جدتى ببعض ما فات من جمال الذكريات. قلت.. أتذكرين يا جدتى ونحن صغار وبعد نشرة الأخبار. كنا نستمع إلى التسعيرة الجبرية. لكل المنتجات مصرية أو أجنبية.كذلك أسعار الفاكهة والخضراوات وكم كان احترامنا لكل هذه النشرات.

نهضت جدتى متحركة على أريكتها لتقول: فى مصر مشروع قديم للتثقيف الاستهلاكى لم ينل الرعاية ولم يلق اهتماماً أو دعاية.

قلت لجدتى وهى تحدثنى عن الماضى وكأنى غير راضٍ. نعم يا جدتى نحن أول دولة مركزية.. لكن أين جهودنا وأفكارنا الذكية.

لم ترد جدتى.. صمتت قليلاً لقد قرأت فى عينيها ما حجبته من كلمات لديها.. دعوتها فى نهاية اللقاء أن تنصح بحب وسخاء. فجدتى دوماً راعية. لكل أمورنا الكبيرة والواهية. أتوقع يا بنى من المسئولين الذين يغط بعضهم فى سبات عميق.. أتمنى من كل منهم أن يفيق.. ولا يهدر حق هذا الشعب العريق. وأن يضعوا أيديهم على أصل الداء ويعدون له الدواء. وأن يكون هناك مجلس قوى فعال لحماية المستهلك. يعرف قيمة الوقت ولا يستهلك.

نحن فى حاجة إلى سياسات رشيدة. تحقق الإنجازات المفيدة والمشروعات الجديدة. وفى نهاية اللقاء قالت جدتى حكيمة.. يهمنى يا بنى وما أتمناه وأرفع لأجله الدعاء.. أن يكون العاملون فى هذا الحقل أصفياء وليسوا أدعياء.. أنقياء.. حتى يقدموا الحلول المناسبة والجديدة. من أعماق قديرة فريدة.

آخر العمود «بالحب والحكمة ومخافة الله نبنى سلامنا الاجتماعى».