رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أسئلة مطروحة بعد فوز ترامب برئاسة أمريكا


على غير الكثيرين من السياسيين فى مصر ودول العالم توقعنا فوز دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية على منافسته هيلارى كلينتون صاحبة المهارات والخبرات العالية والمدعومة من مؤسسات المال والإعلام فى واشنطن ونيويورك والتى تحظى باحترام وتقدير من حلفاء أمريكا الأوروبيين بعكس ترامب الذى كانت تصريحاته فى الحملة الانتخابية محل استهجان وتندر الكثيرين من مواطنيه وتخوف قادة الدول الأوروبية وكانت توقعاتى بفوز ترامب ترجع إلى مزاج الناخب الأمريكى الذى يميل إلى التغيير ولم يمنح ثقته للحزب الديمقراطى أو الجمهورى أكثر من دورتين متتاليتين وأوباما مكث فى الرئاسة دورتين بـ 8 سنوات وأيضاً لتركيز دونالد ترامب فى حملته الانتخابية على الأزمة الاقتصادية الحالية، وخوف الشعب الأمريكى من المستقبل واستغلاله ضعف أداء الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى الملف الاقتصادى و الملفات الخارجية والتى كان آخرها إخفاقه الشديد فى ملف الحرب السورية... وملاحظتى اقتراب آراء الملياردير الشعبوى اللاذعة والحادة من الناخبين الأمريكيين الذين زهقوا من المؤسسة الحاكمة عبر عقود ويتوقون إلى تغييرها ووجدوا فى ترامب المتمرد عليها ضالتهم بعد أن دغدغ مشاعرهم بهجومه الضارى عليهم والذى قد يدفع حياته ثمناً لها كما دفعه كنيدى من قبل!!.. ولم يفز ترامب فقط بالرئاسة الأمريكية.

بل استطاع أيضاً أن يحتفظ فى هذه الانتخابات بالأغلبية لحزبه الجمهورى فى الكونجرس بمجلسيه «الشيوخ والنواب « وهو الأمر الذى يمنحه مساندة كاملة من الكونجرس الأمريكى تمكنه من تنفيذ سياساته المختلفة جذرياً مع سياسات أوباما والحزب الديمقراطى وتنفيذ وعوده للناخبين وخاصة إلغاء قانون أوباما للتأمين الصحى، ومع وصول ترامب إلى البيت الأبيض ستكون هناك سياسة أمريكية جديدة تجاه منطقة الشرق الأوسط وفى القلب منها مصر التى رحبت بفوزه بعد تصريحاته الإيجابية عن الرئيس عبدالفتاح السيسى بعد مقابلته له أثناء حضوره جلسة مجلس الأمن، والسؤال المطروح هل ستكون السياسة الأمريكية الجديدة مغايرة لسياسة الإدارة السابقة والتى اتسمت ليس فقط بالعداء لمصر بل تدبير المؤامرات ضدها من خلال استهدافها رسم خارطة جديدة للشرق الأوسط الذى لونته إدارة أوباما باللون الأحمر وعشرات الآلاف من الضحايا..

وهل ستنهى التحالف مع المنظمات الإرهابية التى دمرت بلداننا العربية كما وعد ترامب فى تصريحاته الانتخابية ؟! لم يخف الرئيس الروسى فلاديمير بوتين فرحه بفوز ترامب المختلف مع الرئيس الأمريكى أوباما، إلى درجة أن البورصة الروسية ارتفعت إلى مستويات قياسية غير مسبوقة منذ سنوات عقب إعلان نتيجة انتخابات الرئاسة الأمريكية 2016. فهل يتعاون ترامب مع بوتين لإيجاد حل قاطع للحرب السورية الحالية والقضاء على تنظيم داعش الإرهابى خلال عام 2017؟ أما القضية الفلسطينية فهى ستكون محلك سر مثلما هى الحال فى السنوات الماضية على الرغم من تغير الرؤساء الأمريكان، ويزيد عن ذلك أن دونالد ترامب الرئيس الأمريكى الجديد من أكبر الداعمين لإسرائيل وأعلن صراحة أنه سينقل سفارة أمريكا فى إسرائيل إلى القدس، مثله مثل كل مرشحى الرئاسة الأمريكية أثناء الانتخابات ولم ينفذوا وعدهم بعد انتخابهم فهل يفعلها ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس؟ منها حالة الضعف الشديد للعرب والذى لم يصلوا إليه أبداً منذ زرع إسرائيل ونشأة الصراع العربى الإسرائيلى..

لقد ندد ترامب أثناء حملته الانتخابية بتفاصيل الاتفاق النووى مع إيران ووعد بإعادة التفاوض بشأنه من أجل اتفاق أفضل. فهل سيفعل ذلك بعد انتخابه وهل ستقبل العواصم الأخرى - موسكو وبكين ولندن وباريس وبرلين - إعادة النظر فى هذا الاتفاق ؟ وستبقى هناك تساؤلات مطروحة فى كل عواصم العالم هل ستدفع سياسات ترامب بمزيد من الصراعات والتوترات فى المنطقة العربية أم أنها ستعمل على الحد منها ؟! ثم هل تقبل مؤسسة السياسة الأمريكية الخارجية والمؤسسة العسكرية الأمريكية وتتنازل أمام رغبات الرئيس الجديد إن حاول تنفيذ ما وعد به إبان حملته الانتخابية ؟! ثم كيف سيرد الحلفاء الأوروبيون على سياسات ترامب إن هى اتسمت بالمواجهة؟ وهذا ما ستجيب عنه الأحداث بعد تقليد الرئيس ترامب أمور بلاده رسمياً فى 20 يناير من العام المقبل.