رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

القطب الدسوقى مجاهداً


منذ أيام قليلة مضت كانت الليلة الختامية لمولد العارف بالله القطب الكبير سيدى إبراهيم الدسوقى. كثيرون لايعرفونه فهو من كان يرى أن التصوف الحقيقى هو ما لا يخالف القرآن أو السنة ومن أقواله يافلان اسلك الطريق وليكن زادك كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. وأن تقيم الصلاة وتؤتى الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إلى ذلك سبيلاً.

وعليك أن تتبع جميع الأوامر الشرعية وأن تحتفل بطاعة الله عز وجل. وألا تنظر إلى زخارف الدنيا ولاتكن ممن انشغل بالبطالة ويزعم أنه من أهل الطريق. سمى بـ أبا العينين لدرايته بعلمى الشريعة والحقيقة فكانت له من الحكم والمواعظ ما فيه الصلاح لكل أمراض المجتمع ليس فى عصره وفقط ولكن فى كل العصور (ومن يؤت الحكمة فقد أوتى خيراً كثيراً) عرف القطب الكبيربحبه للفقراء والمساكين وذوى الحاجات.

ومن أقواله من لم يكن عنده شفقة ورحمة بخلق الله لايرقى مراقى أهل الله. لمع نجمه فى القرن السابع الهجرى، حيث كانت الحروب الصليبية على أشدها وكانت له مواقفه فى الدفاع عن الوطن والذود عنه وكان معه أحبابه ومريدوه. قد يعتقد البعض أن القطب الكبير كان من هؤلاء الكسالى. كلا فقد كان من أقواله يابنى لاتنشغل بالبطالة وتزعم أنك من أهل الطريق.

وهو من علماء عصره وله مؤلفات منها الجوهرة والحقائق. وله أيضاً دواوين شعرية يعالج فيها الكثير من الأمراض الاجتماعية ومازال القطب الدسوقى صاحب مدرسة متفردة فى الزهد وفى ألمانيا التى تدين بالمسيحية أكثر من خمسة آلاف من المسلمين ينتمون إلى الطريقة البرهامية.

وقد بنى طريقته على العلم والعمل المتقن وربما كان ذلك سبباً فى الزيادة المطردة والتفاف الناس حول منهجه. وهو من ربى رجالاً ملأوا الدنيا علماً وخلقاً وأدباً. تقول كتب السير إن القطب الكبير كان نموذجاً فى التمسك بقيم الإسلام السمح وكان أحرص على الإيثار والصدق والأمانة وهى صفات رسخ لها الإسلام وصدق النبى صلى الله عليه وسلم حيث قال «إنما بعثت لاتمم مكارم الأخلاق».