رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أيها الطبيب.. عُدْ إلى مرضاك


على صفحته الشخصية قدم الدكتور عصام حسين مدير مستشفى قليوب العام اعتذاراً عن الاستمرار فى منصبه. وقد كتب إلى كل محبيه وأهله وأصدقائه والمخلصين والمؤمنين بهذه الدولة والساعيين لنهضتها بالجهد والعمل الدؤوب فى صمت. أقدم اعتذارى عن إدارة مستشفيات قليوب التى قدم له كل جهد والعهدة على الراوى وجل وقته وسهر من أجلها الليالى لتطويره وتحسين الخدمة فيه. وقد سبقه بساعات وعلى صفحته الشخصية أيضاً السيد وكيل وزارة الصحة بالقليوبية لأسباب رآها هو الآخر غير مواتية وإن زاد أنه أصبح ملطشة للأهطل والعبيط كما قال. والحيثيات التى ذكرها السيد المدير ومعة وكيل وزارته وعلى فرض صحتها لا تخول لأحدهما أو كليهما الانسحاب من الميدان لاسيما فى هذه المرحلة التى تمر بها البلاد. أبصم بالعشرة أن المسئولين يعملون فى ظروف هى الأصعب. وفى ظل ارتفاع سقف الطلبات وقلة الموارد والإمكانيات. ولكن هل يدعو ذلك كله إلى الانزواء والتراجع بالتأكيد لا. فالدولة التى أعطتنا الكثير فى حاجة إلى المخلصين من أبنائها من يضحون دون انتظار ويقدمون دون شكر من هنا أو هناك. اللهم مرضاة الله عز وجل. قرار وكيل وزارة الصحة بالقليوبية ومعه زميله مدير المستشفى ليس له محل من الإعراب. لأسباب كثيرة منها أن توابع الصدارة فى كل زمان ومكان ليست يسيرة وأظنه كان يعلم منذ اللحظات الأولى لتوليه المسئولية أنه سيتبرع بنصف ما يملك أن لم يكن كله. وربما كان العوض عن ذلك دعوة تفتح لها أبواب السماء من مريض سُدت فى وجهه الأبواب فوجد طبيباً مخلصا أخذ بيديه وكان سبباً فى إدخال الفرحة والسرور على أهله. خدمة الناس وقضاء حوائجهم أكبر من تخرصات أو شائعات قد تصوب نحو هذا المسئول أو ذاك. أما هؤلاء الذين آثروا خدمة أوطانهم فلا يعيرهم قيل أو قال. قد يكون وكيل وزارة الصحة المستقيل قد أصابه قرح فضاقت نفسه ولم يجد من يشد على يديه. إلا أننى أقول له أيها الطبيب عد إلى مرضاك. وإن تحملت فى سبيل ذلك سعادتهم والوقوف إلى جانبهم الويل والثبور.