رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خيارات الأسد


على أعتاب عامين من اندلاع شرارة الثورة ضد بشار الأسد، يبدو النظام متصدعاً أكثر من أى وقت مضى، واتسع الخرق على الراتق الذى يفقد أرضاً جديدة كل يوم، بحيث أصبحت سيناريوهات المشهد الختامى تنحصر فى 3 مسارات لا رابع لها:

التنحى..

الحل الأكثر أماناً والأقل كلفة للأسد ونظامه وأيضا للمعارضة السياسية والمسلحة، ويحقن مزيداً من الدماء السورية التى ستهدر بغزارة خاصة فى معركة دمشق الحاسمة التى يستعد لها الطرفان، وربما تشكل الزيارة الأخيرة لـ «فيصل المقداد » لأمريكا اللاتينية وفنزويلا تحديداً سيراً فى هذا الدرب، بحسب تسريبات إعلامية ودبلوماسية، أشارت إلى طلبه لجوءاً سياسياً للرئيس وأسرته، ولم تنف الدوائر الفنزويلية الخبر بشكل جدى، ويمكن أن يحظى السيناريو بموافقة الغرب وقطاعات كبيرة من المعارضين السياسيين للرئيس السورى، وإن كان المعارضون المقاتلون سيميلون لرفضه، باعتباره لا يحقق محاسبة رأس النظام عن جرائمه، ويترك هذا السيناريو الطائفة العلوية وأنصار النظام مكشوفين فى مواجهة الثوار.

انقلاب الجيش أو الطائفة

سيناريو يحقق مصالح ويحمى الطرف الذى ينفذه، ويبدد المخاوف من حل الجيش النظامى بعد سقوط النظام، أو التنكيل بقياداته وأفراده، ويعزز هذا السيناريو الانشقاقات المتواترة، والإنهاك والضغط النفسى والبدنى لرجال الجيش عبر مايقارب العامين من القتال المستمر، ويقلل من فرص حدوثه أن ضباط الجيش من العلويين 22000 بينما الضباط السنة لا يزيدون على 2200 ضابط.

ويعتبر انقلاب الطائفة العلوية على الرئيس حلاً سحرياً يبدد مخاوف الثأر من الطائفة بعد سقوط النظام، والسيناريو وارد فى إطار التطهر من خطايا النظام، والسيناريو معلق على اعتبارات طائفية وأمنية وحسابات أخرى، وبالطبع سيحظى بترحيب كل الأطراف.

انتصار الثوارعسكرياً

دائما هذا السيناريو النموذجى للثوار، ويعد تكراراً لمصير القذافى والسيناريو الليبى، ويرتبط بمدى انكسارات النظام خلال الفترة المقبلة، توازيا مع المد الشعبى المتواصل للثوار، ونجاحهم فى الحصول على أسلحة نوعية من الخارج أومن الداخل فى حال انهيارات مفاجئة وانشقاقات كبرى فى الجيش النظامى، ويتعزز هذا السيناريو بتقارير أخيرة لصحيفة « ديلى تلجراف » تشير إلى توقعات جهاز الاستخبارات الأمريكى بانهيار النظام السورى فى فترة مقدرة بين 6 – 8 أسابيع، نقطة الضعف السياسى الوحيدة فى السيناريوالتساؤلات عن وضعية الجيش والطائفة العلوية بعد سقوط النظام، وهل يمكن النجاة من معارك طائفية أو أهلية أو إقصاءات من المشهد السياسى.

■ كاتب صحفى

هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.