رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مصر.. فى خطر!!


سياسة التمكين ومخطط إخضاع مصر للاستبداد تحت غطاء الدين هو أمر جلل وخطب كبير يتعرض له الشعب المصرى تتجلى خصائصه فى فرض دستور معيب يعصف بالحرية والحريات والانقضاض على القضاء المصرى ومحاولة الانقضاض على الجيش المصرى بكلمات منفلتة مضللة وحملة التخويف والوعيد ضد مصر تجعل المستقبل مليئا بالضباب والقلق والمجهول.

وتدخل بذلك البلاد فى موجة من اليأس وتسرى فى النفوس موجة من التشاؤم بمستقبل مصر كادت تحطم ما فيها من مقومات. وتبين للمصريين أن حكام مصر الجدد طبيعتهم لا تحسب حساباً للأخلاق، فلم يعد الشرف أو الضمير أو الكرامة إلا كلمات فارغة لا تحمل من معانيها إلا عكس ما تدل عليه. ولئن كانت طبيعة تلك الجماعة تستهدف قوى الشعب المسكين تحاول أن تستنزف دماءه باسم الصالح العام مستغلين وسائل المكر والخداع والتضليل، ولكن دائماً هناك الشعب، والشعب هو فئاته الكادحة ومثقفيه الذى سخر من المستعمرين والطغاة بابتسامته الممتزجة بالطيبة والحرص معاً بصمته العميق الهادئ يستر به ما تنطوى عليه نفسه من الألم والثورة ويصطنع الموافقة الخادعة إزاء ما يسمع من وعود إمعاناً فى السخرية والاستهزاء.

هذا الشعب يعرفهم ويحتقرهم ويعجب لهم كيف يمضون فى الحياة، يلبسون كما يلبس الناس، ويأكلون كما يأكل الناس، ويشربون كما يشرب الناس، ويتنفسون كما يتنفس الناس. على حين أن لباسهم لا يستر، وطعامهم جمر وشرابهم سم وأنفاسهم من مس شيطان رجيم. إن هذا الشعب الذى فجر ثورة 25 يناير يعجز عن أن يمضى صبوراً لا يتحرك باستمرار ثورته على هذا الفريق المغرور الذى استمرأ المرعى فظن أن كل من فى المرعى قطعان، وأنه وحده الراعى صاحب الحقول الذى لا يمكن النيل منه. إن محاولات التضليل والاستغلال والاتجار بالدين وباسم الشهداء والمعذبين هو أمر مرفوض ومفضوح.

إن شبح الموت يطل بين كل لحظة وأخرى على ثوار مصر فى الميادين وفى رمال سيناء ليختطف من بينهم واحداً له ولد رضيع أو طفل يحبو أو زوجة سوف تصبح فى غمضة عين أرملة أو أم سوف تصبح فى سرعة البرق ثكلى.والذين يتاجرون باسم الثورة وهم يحاولون إجهاضها ومحاربتها والتشكيك فيها يتاجرون بالشعارات الزائفة ويعقدون الصفقات التجارية ليضيفوا إلى ثرواتهم أكبر قدر يستطيعون من جماجم الموتى ودماء الشهداء ودموع اليتامى والثكالى والأرامل. حتى إذا ما رأوا أنهم مفضوحون، وأن الناس باتوا بخداعهم عالمين أخذوا ينشرون غطاء كثيفاً من التضليل فجعلوا يهللون للأبطال وللثوار ويوارون أجداث الشهداء بالدموع والدعوات حتى لا تظهر الحقائق البشعة بخيانة الشعب والشهداء والتواطؤ مع الخارجين عن القانون وعقد الصفقات مع أعداء الوطن ميلاً لهم على حساب المصالح العليا للوطن والمواطنين. إن شباب مصر تزداد فيهم الروح الجديدة روح الثورة وروح الوطنية المصرية التى أيقظت فيهم عناصرهم الأصيلة: القيم والمثل والإيمان والفداء. مستمرون مثابرون فى المطالبة بحياة يعم فيها الخير والحق والفضيلة نحو مجتمع فاضل متكافئ تتساوى فيه الفرص وتتاح لكل فرد الفرصة.

إن الشعب يصر على ثورته: ثورة يمارسها الشعب، ثورة يحرسها الشعب لتعلو سيادة الشعب، لا سيادة الحكام ليحقق أهدافه فى العزة والكرامة والحرية.

■ أستاذ العلوم السياسية