رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

السباك والطبيب الفاشل


منذ أكثر من ربع قرن تقريبا طلب منى أحد أبناء القرية الوقوف إلى جانبه. يوما سألته ماذا تريد فقال لى إنه يريد مقابلة الدكتور محمد كامل ليلة وهو بالمناسبة رئيس مجلس الشعب ونائب دائرتنا. وذلك لأمر مهم ثم قال إن ولده وفلذة كبده حصل على مجموع ضعيف فى الثانوية العامة وقد خاب أمله فى الالتحاق بإحدى الكليات المهمة. وقد رأى أن بمقدور نائب الدائرة إلحاقه بكلية الشرطة، وكان لابد من الاستجابة لمطلبه والذهاب معه وبعد عدة اتصالات تم رصد الموعد المحدد والمقدر لوجود السيد النائب. المهم أننا تقابلنا معه وسألنى الدكتور ماذا تريد يا مولانا؟ قلت فليتحدث رفيقى عن مشكلته أو مطلبه على روايتين. فضحك النائب وقال لك ماطلبت واستطرد صديقى فى حكايته التى لم تعجب بالتأكيد السيد النائب ونهايتها أنه يريد إلحاق ولده بكلية الشرطة، ولقننى الدكتور كامل ليلة درساً مازلت أتحاكاه حتى الآن، وخلاصة القول إنه قال يا بنى مستقبل ولدك لم ينته والأبواب مازالت مفتوحة والفرصة أمامه كبيرة فى دخول إحدى الكليات شريطة أن يرى فيها تحقيقاً لآماله ورغباته، وإن كانت أقل الكليات منزلة فى عرف الناس. وضرب نموذجاً بنفسه عندما التحق بكلية الحقوق والآن يقولون عنها إنها لضعاف الدرجات وفيها أصبحت معيداً فمدرسا فأستاذاً فوزيراً فرئيساً لمجلس الشعب. واليوم كتب الصديق المحترم دكتور حمدى أيوب وهو بالمناسبة أستاذ بجامعة الأزهر على صفحته الشخصية فحرك فى نفسى ساكنا، حيث سبق وسمعت نفس الكلام المحترم وقد قال: مش مهم تدخل كلية رقم واحد المهم انك تبقى رقم واحد فى الكلية التى تحبها وترغبها ليست المشكلة فى عدم دخولك إحدى كليات القمة المهم أن تكون أنت فى القمة. وانتهى كلام صديقى سباك رقم واحد فى مهنته أفضل بكثير من طبيب فاشل. وهى رسالة إلى كل الآباء والأمهات والأبناء.. ممن ظنوا وبعض الظن إثم أن الدنيا قد أسودت وأن الأبواب قد اغلقت..فهل نستوعبها؟ نقطة نظام: الطالب الضعيف أصبح أستاذاً بالجامعة وزائراً على الدوام لعدة جامعات عربية وأوروبية وهو الآن كما يقولون أشهر من نار على علم؟