رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الخطايا السبعة لـ«أردوغان».. دعم «الإرهاب» واكتوى بـ«ناره».. تدخله في سوريا أغرقه ‏في مستنقع أزمات مع «الشرق الأوسط».. وطموحه في 10 سنوات رئاسية يقوده «للهاوية»

جريدة الدستور

محاولة الإنقلاب العسكري التي شهدتها تركيا، ليلة أمس الجمعة، على يد قوات الجيش التركي، تتصل بشكل ‏أو بآخر ببعض افعال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ضد شعبه في الداخل، وخطاياه في حق الشعوب ‏العربية بالخارج، منذ آن كان رئيسًا للوزراء حتى أصبح رئيسًا للبلاد.‏

السجل الحافل الذي خطه أردوغان بيده طوال ثلاث سنوات ماضية، ظهرت أولى تبعاته مع محاولة ‏الانقلاب العسكري عليه، ورغم فشلها ألا أنها ألقت الضوء من جديد على هذا السجل ، الامر الذي استدعي الجيش لعمل انقلاب ، ألا أن دخول الشعب التركي على خط الأزمة قلب الموازين كلها.. وإزاء ‏هذا تستعرض الدستور في التقرير التالي تاريخ الرئيس التركي.‏

"دعم الجماعات المتشددة "‏
الدعم القوي الذي قدمه أردوغان للجماعات المتشددة، وضعهما في سلة واحدة، وجعل اسمه ‏يتصل بشكل وثيق بكلمات "الإرهاب وداعش"، وحول بلاده لتصبح الأولى عالميًا في دعم الإرهاب، ‏وكانت هذه أولى خطايا الرئيس التركي.‏

طوال فترة حكمه رئيسًا للبلاد، تحدث كل وسائل الإعلام العاليمة عن الدعم التركي للإرهاب وجماعته ‏المتطرفة، والذي تحدثت عنه صحيفة "الجارديان" البريطانية في أوائل العام الحالي في أقوى ملف لها عن ‏الدعم الأردوغاني للإرهاب.‏

أكدت خلاله ان سياسات أنقرة السبب الأول لاستمرار تواجد تنظيم داعش المسلح، مشيرة إلى أن تركيا ‏قدمت الدعم للتنظيم وساهمت في امتداد عملياته من الدول العربية إلى الأوروبية، وأن تركيا قدمت لداعش ‏ما يبقيها متواجدة بالساحة، بل أيضًا ما يجعل أعمال ذلك التنظيم المتوحش تنتقل إلى أوروبا.‏

كما كشفت صحيفة "وورلد تربيون" الأمريكية أن حكومة "أردوغان" اعترفت بتجنيد أعضاء لتنظيم ‏داعش، بنحو ألف مواطن تركي للقتال في العراق وسوريا مقابل رواتب مغرية.‏

وقبل 6 أيام من محاولة الانقلاب، كشف الكاتب الصحفي التركي "آيدوغان فاتانداش" في صحيفة "يني ‏حياة"، إن تركيا تقوم بدعم تنظيم داعش الإرهابي بالسلاح من خلال هذه المنظمة ‏‎ IHH، عن طريق ‏إرسالها إمدادات مالية عبر حساباتها المختلفة .‏‎

ولم يقف دعم أردوغان عند حدود تنظيم داعش، بل وصل إلى تنظيم القاعدة، وهذا ما كشفته صحيفة ‏‏"يورت" التركية حول وجود علاقة بين الإرهابي ياسين عبدالله القاضي، إحدى ممولي تنظيم القاعدة، ‏والرئيس التركي وحكومته.‏

وأوضحت الصحيفة إن الإرهابي أدرج في قائمة الإرهاب الدولي منذ سنوات طويلة، ومتورط في فضائح ‏الفساد، ورغم ذلك تجمعه علاقات تجارية خفية مع أردوغان، كما شوهد الإرهابي يدخل تركيا عدة مرات، ‏على الرغم من فرض الحظر على دخوله.‏

"التدخل في سوريا"‏
ولف اردوغان حبل الخسائر حول عنقه، بعد تدخله في سوريا، بانتقال بلاده من التطلع للدخول في الاتحاد ‏الأوروبي، إلى الغرق في مستنقع مشاكل الشرق الأوسط، وتحولت أنقرة إلى بلد تشجع على العدوان في ‏سوريا وتبدي استعدادها للمشاركة في عمل عسكري ضدها، لاسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، ‏بدعوى حماية أنقرة من الأكراد.‏

وتأكيدًا على هذه الخسائر، فقد صدر تقرير من معهد "ستراتفور"، وهو مركز دراسات استراتيجية وأمنية ‏أمريكي، تابع لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي أي إية"، يؤكد أن الأوضاع الأمنية في مناطق ‏جنوب تركيا في غاية الخطورة، وأن أنقرة تعاني من أزمات مع الشرق الأوسط.‏

وأشارت إلى أن تركيا تنجرف تدريجيًا نحو حرب بسبب تدخلها في سوريا، إذ تشهد حدودها الجنوبية ‏اضطرابًا وفوضى عارمة، لا يمكن لأي دولة تحملها‎.‎

وزاد من خسائر تركيا في سوريا، تدخل روسيا على الخط مساندة لبقاء الأسد، وتوجيهها ضربات جوية ‏قوية لمواقع تنظيم داعش الذي تدعمه تركيا، وهو ما اتضح في تعليق أردوغان وقتها، الذي أكد فيه أن ‏تدخل روسيا سيجلب حرب عالمية ثالثة على سوريا.‏

وبسبب هذه الخطيئة واجه أردوغان هجومًا شرسًا من المعارضة التركية، حيث اتهمته أن سياساته ‏الخارجية اثرت سلبًا على الاقتصاد والأمن التركي، وأن تركيا هي الخاسر الأكبر من المتغيرات التي ‏تحدث في المنطقة‎ .‎

"حقوق الانسان"‏
ويتشبع ملف حقوق الإنسان في تركيا، بالكثير من الانتهاكات، وفقًا لآخر تقرير عالمي صدر من منظمتي ‏‏"هيومن رايتس ووتش"، أكدت خلاله إن المناخ العام لحقوق الإنسان في تركيا تدهور بشكل غير ‏مسبوق، وارتفعت وتيرة انتهاكات حقوق الإنسان عقب انهيار عملية السلام الكردية، والتصعيد الحاد في ‏أعمال العنف جنوب شرق البلاد، وقمع الإعلام والمعارضين السياسيين لـ "حزب العدالة والتنمية" الحاكم.‏

واستعرضت "رايتش" في التقرير العالمي، السيطرة التركية على محطات البث المستقلة ومحاكمة وسجن ‏الصحفيين والمنتقدين، والحظر المتكرر للتجمعات العامة، واتخاذ مزيد من الخطوات لوضع القضاء تحت ‏سيطرة الحكومة، وعدم إحراز تقدم في مكافحة العنف ضد المرأة. ‏

وكان من أبرز وقائع انتهاك حقوق الإنسان التي هزت تركيا خلال عام 2015، أحكام السجن التي ‏تراوحت بين شهرين و14 شهرًا لـ 244 شخصًا لمشاركتهم في إحدة المظاهرات المناهضة للحكومة، ‏لتزيد الانتقادات لأردوغان، لاسيما أنها جاءت مع مذبحة حديقة "ميزوري" الشهيرة.‏

"حرية الصحافة"‏
أما عن ملف حرية الصحافة، فقد تمكن أردوغان من فرض سيطرته المطلقة على تركيا، من خلال ‏استحداث بعض القوانين والأنظمة الجديدة، التي شرعت استخدام أساليب القمع وإسكات الأصوات ‏المعارضة تحت مسميات مختلفة.‏

وخلال عام 2015، قامت تركيا بغلق واقتحام نحو 10 صحف ووسيلة إعلامية، أشهرهم صحف : ‏‏"بوجون، وملت، الزمان"، ناهيك عن مصادرة الكثير من الأعداد من مجلة "نقطة" التركية المعارضة، ‏والاعتداء على مقرها أكثر من مرة.‏‎

كما اقتحمت القوات التركية في سبتمبر 2015، مقر صحيفة "حرييت" في إسطنبول؛ لاتهامها ‏بتحوير ‏تصريحات أردوغان، وقامت مجموعة مكونة من 150 شخصًا ينتمون لحزب العدالة والتنمية، ‏بإلقاء ‏الحجارة على مبنى الصحيفة في حي باجيلار.‏‎

أما على مستوى اعتقال الصحفيين ، فقد شهدت فترة حكم أردوغان، اعتقال العديد ‏من ‏الصحفيين بتركيا، كان أبرزهم الصحفي "زيا ‏جيجكلي"، رئيس تحرير صحيفة "اوزغور غوندم" ‏التركية.‏‎

وكما كان "أحمد سيك ونديم سينير" أحد أشهر الصحفيين الذين تم القاء القبض عليهم في تركيا في ‏شهر ‏مارس 2015، بعد أن داهمت الشرطة منازلهم عند الفجر، والقي القبض على ثلاثة صحفيين ‏أخرين ‏معهم، معروفون بكتاباتهم التي تنتقد الحكومة‎.‎

‎وفقًا لتقرير وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "فرانكفورت ‏غوند شاو" الألمانية حول أوضاع الصحافة في تركيا ‏والذي حمل عنوان "تركيا بطلة العالم في قمع ‏الصحافة"، تم اعتقال حوالي 800 صحفي بنهاية العام ‏الماضي، كما أن التقارير الصادرة عن اللجنة الخاصة بقمع الحريات، تؤكد أن عدد ‏المعتقلين في تركيا ‏ارتفع بنسبة 75% بين عامي 1999 و2014‏‎.‎

"تغيير النظام"‏
وتعد من خطايا أردوغان، والتي قد تكون سببًا هامًا في هذا الانقلاب، هو محاولاته لتغيير النظام السياسي ‏للدولة من البرلماني إلى شبه الرئاسي، وتغيير الدستور التركى حتى يستمر في السلطة لـ 10 أعوام قادمة ‏على فترتين، وذلك باستغلال أغلبيته البرلمانية في تعديل الدستور.‏

"خصومة مع مصر"‏
ولا ننسى عدائه مع مصر بسبب معارضته للنظام الحالي، من خلال التصريحات التي لا يترك الرئيس ‏التركي مناسبة إلا أطلقها، إلى جانب دعمه الشديد لجماعة الإخوان المصنفة إرهابية في مصر، وقد نشرت ‏صحيفة "واشنطن تايمز" في وقت سابق تقرير تؤكد فيه أن الخصومة المريرة بين مصر وتركيا، الحليفين ‏المحوريين في الشرق الأوسط للولايات المتحدة، يحول دون تحقق جهود واشنطن في مواجهة المتشددين ‏السنة واحتواء طموحات إيران الشيعية.‏