الخطايا السبعة لـ«أردوغان».. دعم «الإرهاب» واكتوى بـ«ناره».. تدخله في سوريا أغرقه في مستنقع أزمات مع «الشرق الأوسط».. وطموحه في 10 سنوات رئاسية يقوده «للهاوية»
محاولة الإنقلاب العسكري التي شهدتها تركيا، ليلة أمس الجمعة، على يد قوات الجيش التركي، تتصل بشكل أو بآخر ببعض افعال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ضد شعبه في الداخل، وخطاياه في حق الشعوب العربية بالخارج، منذ آن كان رئيسًا للوزراء حتى أصبح رئيسًا للبلاد.
السجل الحافل الذي خطه أردوغان بيده طوال ثلاث سنوات ماضية، ظهرت أولى تبعاته مع محاولة الانقلاب العسكري عليه، ورغم فشلها ألا أنها ألقت الضوء من جديد على هذا السجل ، الامر الذي استدعي الجيش لعمل انقلاب ، ألا أن دخول الشعب التركي على خط الأزمة قلب الموازين كلها.. وإزاء هذا تستعرض الدستور في التقرير التالي تاريخ الرئيس التركي.
"دعم الجماعات المتشددة "
الدعم القوي الذي قدمه أردوغان للجماعات المتشددة، وضعهما في سلة واحدة، وجعل اسمه يتصل بشكل وثيق بكلمات "الإرهاب وداعش"، وحول بلاده لتصبح الأولى عالميًا في دعم الإرهاب، وكانت هذه أولى خطايا الرئيس التركي.
طوال فترة حكمه رئيسًا للبلاد، تحدث كل وسائل الإعلام العاليمة عن الدعم التركي للإرهاب وجماعته المتطرفة، والذي تحدثت عنه صحيفة "الجارديان" البريطانية في أوائل العام الحالي في أقوى ملف لها عن الدعم الأردوغاني للإرهاب.
أكدت خلاله ان سياسات أنقرة السبب الأول لاستمرار تواجد تنظيم داعش المسلح، مشيرة إلى أن تركيا قدمت الدعم للتنظيم وساهمت في امتداد عملياته من الدول العربية إلى الأوروبية، وأن تركيا قدمت لداعش ما يبقيها متواجدة بالساحة، بل أيضًا ما يجعل أعمال ذلك التنظيم المتوحش تنتقل إلى أوروبا.
كما كشفت صحيفة "وورلد تربيون" الأمريكية أن حكومة "أردوغان" اعترفت بتجنيد أعضاء لتنظيم داعش، بنحو ألف مواطن تركي للقتال في العراق وسوريا مقابل رواتب مغرية.
وقبل 6 أيام من محاولة الانقلاب، كشف الكاتب الصحفي التركي "آيدوغان فاتانداش" في صحيفة "يني حياة"، إن تركيا تقوم بدعم تنظيم داعش الإرهابي بالسلاح من خلال هذه المنظمة IHH، عن طريق إرسالها إمدادات مالية عبر حساباتها المختلفة .
ولم يقف دعم أردوغان عند حدود تنظيم داعش، بل وصل إلى تنظيم القاعدة، وهذا ما كشفته صحيفة "يورت" التركية حول وجود علاقة بين الإرهابي ياسين عبدالله القاضي، إحدى ممولي تنظيم القاعدة، والرئيس التركي وحكومته.
وأوضحت الصحيفة إن الإرهابي أدرج في قائمة الإرهاب الدولي منذ سنوات طويلة، ومتورط في فضائح الفساد، ورغم ذلك تجمعه علاقات تجارية خفية مع أردوغان، كما شوهد الإرهابي يدخل تركيا عدة مرات، على الرغم من فرض الحظر على دخوله.
"التدخل في سوريا"
ولف اردوغان حبل الخسائر حول عنقه، بعد تدخله في سوريا، بانتقال بلاده من التطلع للدخول في الاتحاد الأوروبي، إلى الغرق في مستنقع مشاكل الشرق الأوسط، وتحولت أنقرة إلى بلد تشجع على العدوان في سوريا وتبدي استعدادها للمشاركة في عمل عسكري ضدها، لاسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، بدعوى حماية أنقرة من الأكراد.
وتأكيدًا على هذه الخسائر، فقد صدر تقرير من معهد "ستراتفور"، وهو مركز دراسات استراتيجية وأمنية أمريكي، تابع لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي أي إية"، يؤكد أن الأوضاع الأمنية في مناطق جنوب تركيا في غاية الخطورة، وأن أنقرة تعاني من أزمات مع الشرق الأوسط.
وأشارت إلى أن تركيا تنجرف تدريجيًا نحو حرب بسبب تدخلها في سوريا، إذ تشهد حدودها الجنوبية اضطرابًا وفوضى عارمة، لا يمكن لأي دولة تحملها.
وزاد من خسائر تركيا في سوريا، تدخل روسيا على الخط مساندة لبقاء الأسد، وتوجيهها ضربات جوية قوية لمواقع تنظيم داعش الذي تدعمه تركيا، وهو ما اتضح في تعليق أردوغان وقتها، الذي أكد فيه أن تدخل روسيا سيجلب حرب عالمية ثالثة على سوريا.
وبسبب هذه الخطيئة واجه أردوغان هجومًا شرسًا من المعارضة التركية، حيث اتهمته أن سياساته الخارجية اثرت سلبًا على الاقتصاد والأمن التركي، وأن تركيا هي الخاسر الأكبر من المتغيرات التي تحدث في المنطقة .
"حقوق الانسان"
ويتشبع ملف حقوق الإنسان في تركيا، بالكثير من الانتهاكات، وفقًا لآخر تقرير عالمي صدر من منظمتي "هيومن رايتس ووتش"، أكدت خلاله إن المناخ العام لحقوق الإنسان في تركيا تدهور بشكل غير مسبوق، وارتفعت وتيرة انتهاكات حقوق الإنسان عقب انهيار عملية السلام الكردية، والتصعيد الحاد في أعمال العنف جنوب شرق البلاد، وقمع الإعلام والمعارضين السياسيين لـ "حزب العدالة والتنمية" الحاكم.
واستعرضت "رايتش" في التقرير العالمي، السيطرة التركية على محطات البث المستقلة ومحاكمة وسجن الصحفيين والمنتقدين، والحظر المتكرر للتجمعات العامة، واتخاذ مزيد من الخطوات لوضع القضاء تحت سيطرة الحكومة، وعدم إحراز تقدم في مكافحة العنف ضد المرأة.
وكان من أبرز وقائع انتهاك حقوق الإنسان التي هزت تركيا خلال عام 2015، أحكام السجن التي تراوحت بين شهرين و14 شهرًا لـ 244 شخصًا لمشاركتهم في إحدة المظاهرات المناهضة للحكومة، لتزيد الانتقادات لأردوغان، لاسيما أنها جاءت مع مذبحة حديقة "ميزوري" الشهيرة.
"حرية الصحافة"
أما عن ملف حرية الصحافة، فقد تمكن أردوغان من فرض سيطرته المطلقة على تركيا، من خلال استحداث بعض القوانين والأنظمة الجديدة، التي شرعت استخدام أساليب القمع وإسكات الأصوات المعارضة تحت مسميات مختلفة.
وخلال عام 2015، قامت تركيا بغلق واقتحام نحو 10 صحف ووسيلة إعلامية، أشهرهم صحف : "بوجون، وملت، الزمان"، ناهيك عن مصادرة الكثير من الأعداد من مجلة "نقطة" التركية المعارضة، والاعتداء على مقرها أكثر من مرة.
كما اقتحمت القوات التركية في سبتمبر 2015، مقر صحيفة "حرييت" في إسطنبول؛ لاتهامها بتحوير تصريحات أردوغان، وقامت مجموعة مكونة من 150 شخصًا ينتمون لحزب العدالة والتنمية، بإلقاء الحجارة على مبنى الصحيفة في حي باجيلار.
أما على مستوى اعتقال الصحفيين ، فقد شهدت فترة حكم أردوغان، اعتقال العديد من الصحفيين بتركيا، كان أبرزهم الصحفي "زيا جيجكلي"، رئيس تحرير صحيفة "اوزغور غوندم" التركية.
وكما كان "أحمد سيك ونديم سينير" أحد أشهر الصحفيين الذين تم القاء القبض عليهم في تركيا في شهر مارس 2015، بعد أن داهمت الشرطة منازلهم عند الفجر، والقي القبض على ثلاثة صحفيين أخرين معهم، معروفون بكتاباتهم التي تنتقد الحكومة.
وفقًا لتقرير وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "فرانكفورت غوند شاو" الألمانية حول أوضاع الصحافة في تركيا والذي حمل عنوان "تركيا بطلة العالم في قمع الصحافة"، تم اعتقال حوالي 800 صحفي بنهاية العام الماضي، كما أن التقارير الصادرة عن اللجنة الخاصة بقمع الحريات، تؤكد أن عدد المعتقلين في تركيا ارتفع بنسبة 75% بين عامي 1999 و2014.
"تغيير النظام"
وتعد من خطايا أردوغان، والتي قد تكون سببًا هامًا في هذا الانقلاب، هو محاولاته لتغيير النظام السياسي للدولة من البرلماني إلى شبه الرئاسي، وتغيير الدستور التركى حتى يستمر في السلطة لـ 10 أعوام قادمة على فترتين، وذلك باستغلال أغلبيته البرلمانية في تعديل الدستور.
"خصومة مع مصر"
ولا ننسى عدائه مع مصر بسبب معارضته للنظام الحالي، من خلال التصريحات التي لا يترك الرئيس التركي مناسبة إلا أطلقها، إلى جانب دعمه الشديد لجماعة الإخوان المصنفة إرهابية في مصر، وقد نشرت صحيفة "واشنطن تايمز" في وقت سابق تقرير تؤكد فيه أن الخصومة المريرة بين مصر وتركيا، الحليفين المحوريين في الشرق الأوسط للولايات المتحدة، يحول دون تحقق جهود واشنطن في مواجهة المتشددين السنة واحتواء طموحات إيران الشيعية.