رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أسباب تمسّك أردوغان بـ«تجنيس السوريين»

أردوغان
أردوغان

سلطت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، الضوء على الأسباب التي دفعت الحكومة التركية، إلى تبنّي اتجاه منح اللاجئين السوريين الجنسية التركية.

وقالت الصحيفة إن تركيا تسعى إلى هذا الاتجاه؛ لحرصها على الاحتفاظ ببعض السوريين ممن يمتلكون مهارة وتعليما عاليًا في وسطهم؛ للاستفادة منهم كمورد بشري لبناء اقتصاد أقوى، كما أن السبب الآخر هو أن أنقرة ببساطة اضطرت إلى قبول حقيقة أن مئات الآلاف من السوريين قاموا ببناء حياة جديدة بالفعل في تركيا، وأن النظام ينبغي أن يحاول دمجهم بشكل أفضل له ولبلاده.

وتقترح الصحيفة أن الاقتراح التركي يشابه خططًا توجد في بلدان مثل كندا واستراليا والتي تعلن عن استقبال وتجنيس من لديهم مهارات عليا في القطاعات المرغوبة مثل تكنولوجيا المعلومات والطب للاستفادة منهم.

وقال أردوغان، إن هناك من ذوي المؤهلات العالية بين اللاجئين السوريين في تركيا وأن الدول الغربية تفتح أبوابها لهؤلاء الأفراد وليس لديهم خيار سوى الذهاب الى الغرب عندما لا نفتح لهم أبواب المواطنة نحن أولى بهم وبالاستفادة من معارفهم.

ولاقت فكرة أردوغان اعتراضًا كبيرًا من بعض الأوساط الشعبية والسياسية حيث تصدر هاشتاج "أنا لا أريد السوريين في بلدي" موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" في تركيا بعد تصريحات أردوغان بتجنيس اللاجئين.

وقال السياسي التركي المعارض كامل سيندير، إنه عندما يكون لدينا هذا العدد الكبير من الأشخاص المؤهلين العاطلين عن العمل في مجالات الصحة والهندسة والعديد من المجالات الأخرى، فإنه يمكن القول أن الحكومة تحاول الدفع بحجة غير مقبولة وهي استقطاب موارد بشرية.

بينما قال السياسي المثير للجدل دولت بهجلي، "سيكون من التناقض الكبير للشخص الذي فقد التأهيل كونه مواطن سوري أن يتم تأهيله كمواطن تركي".

وقال محمد جونال، رئيس حزب "القوميين"، إن التخطيط لتجنيس السوريين سيؤدي إلى زيادة كبيرة في أعداد المواطنين الأتراك دون داع وسيدفع بالمزيد من السوريين لتكييف نظام حياتهم، وحتى من كان يخطط منهم للعودة لن يعود وبالتالي ستكون الدولة أمام كارثة سكانية.

كما تحدث بعض الخبراء عن أن أردوغان يرغب في استقطاب المزيد من المؤيدين والداعمين لحزبه وأفكاره عبر خطوة تجنيس السوريين التي ستساهم في رفع شعبيته عندهم.

بينما تحدث بعض المؤيديين لتجنيس اللاجئين أنه سيكون لتلك الخُطوة أثر النفسي على السوريين في تركيا يجعلهم يحاولون أكثر على الالتزام بالقواعد والابتعاد عن الجريمة من أجل كسب الحق في التقدم بطلب للحصول على الجنسية.

كما قال إبراهيم كلافاك، وهو عضو في جمعية التضامن مع طالبي اللجوء والمهاجرين، لبي بي سي "أعتقد أن هذا أيضا يقلل من إغراء بين المهاجرين إلى السفر إلى أوروبا".

وتأتي هذه المبادرة المقترحة أيضا في لحظة مشاحنات تركية أوروبية بشأن شروط اتفاق إعادة توطين المهاجرين، حيث أن أنقرة ما تزال تأمل في تأمين السفر بدون تأشيرة للمواطنين الأتراك إلى دول منطقة "شينجن" وأن تجنيس اللاجئين السوريين قد تضيف مزيدا من الزيت على النار.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، صرح، السبت، بأن حكومة بلاده تعمل على مشروع يمنح الراغبين من اللاجئين السوريين الجنسية التركية، وقال إن وزارة الداخلية ستكشف عن شروط التمتع بهذا الإجراء الجديد.

كما غازل اللاجئين بعبارة "لم تبتعدوا عن وطنكم لكن فقط عن منازلكم وأراضيكم لأن تركيا هي أيضًا وطنكم".

ويأتي ذلك التصريح في الوقت الذي تعاني فيه تركيا من أزمات اقتصادية وخوف من تسلل المسلحين إليها في ظل ازدياد وتيرة التفجيرات، كما ارتفاع هائل في أعداد اللاجئين الذي وصل إلى نحو 2.7 مليون.

وحتى الآن تستوعب الحكومة التركية السوريين من خلال نظام تصاريح "ضيف" للإقامة في تركيا ويستمرون بها؛ لأن طريق المرور إلى أوروبا محفوف بالمخاطر حيث أن أغلبه عن طريق القوارب.