رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«أسرار من دفتر ساحر».. اكتشف الديانة التي قتلت جمال عبدالناصر.. قصة جماعات «الغنوصية والقبالاه» وحكايات معرفة الله الخفية والأرواح السفلى وعبادة الأفاعي

جمال عبد الناصر و
جمال عبد الناصر و السحر

من أغرب الروايات حول وفاة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، رواية تلقى بالتهمة على أشخاص لم ولن يخطروا على بال شخص، إنهم رجال الدين اليهود الذين يزعمون مسؤوليتهم عن اغتيال عبدالناصر بعد الاستعانة بقوى غيبية، ومهارات خاصة فى الشعوذة والسحر الأسود، حيث اعترف الحاخام بنياهو شموئيلى، رئيس الأكاديمية التلمودية العليا بالقدس المحتلة "نيهار شالوم"، بمسؤولية ثلاثة حاخامات عن تصفية عبدالناصر عام 1970، والحاخامات الثلاثة هم إسحق كَدُّورى، وشاؤول داود حى معلم، ويوسف زاروق.

وينتمون جميعا لحركة القبالاه "التصوف اليهودى" المشهورة بإتقان أعمال السحر الأسود والدجل والشعوذة، ومازال لهم تأثير واسع المدى فى إسرائيل حتى اليوم، من خلال مداومتهم على صنع الأحجبة والأعمال السحرية، وتوزيع البركات على الجنود، ورجال الأعمال حتى كبار السياسيين قبل كل معركة انتخابية.

حكام وسحرة
وقد ألف، أندريه ياربو، أشهر منجم فرنسي معاصر كتابا تناول فيه خفايا العلاقة السرية ما بين الحكام ورجال الحكم من جهة وعالم السحر والنجوم من جهة أخرى، حيث استمر اهتمام الحكام بالسحرة لفترات طويلة جدا وقد شاع عن الكثير من الزعماء والرؤساء اهتمامهم بالسحر.

ويعتبر الرئيس الأمريكي الأسبق، رونالد ريجان، الأشهر في دنيا الدجل، حتى إنه عند توليه الرئاسة في عام 1981 اختار ثلاثة منجمين ضمن مستشاريه الرسميين، ولم يأخذ أي قرار دون الرجوع إليهم، وعلى أساس حسابات الأبراج اختار، ريجان، نائبه جورج بوش، كما أنه اعتمد على نصائح عرافه المقرب، داني توماس، لمساندة تانكر نيافيز، في انتخابات الرئاسة في البرازيل.

وأيضا ولعت "نانسي" - زوجة ريجان- بالسحر والشعوذة بصورة تقترب من الأساطير، لدرجة أنها اسعانت بمشعوذا من الهند، صنع لها حجابا، وحاولت إقناع زوجها بأن يعلقه في رقبته، وعندما فشلت وضعته تحت مخدته.

وكان الرئيس الفرنسي الراحل "فرانسوا ميتران" يستفسر عن أبراج زعماء العالم قبل مقابلاتهم، وقد توقف طويلا عند "صدام حسين" بعد احتلاله الكويت، وطلب تقريرا دقيقا عنه من عشرة منجمين، وبعد أن انتهى من قراءته قال: إن هذا الرجل من برج ناري وهوائي وترابي معا، فهو يشعل الحرائق ويثير العواصف ويغطي الدنيا بالغبار.

الغنوصية خليط من الأفكار
فالغنوصية تعني المعرفة أو العلوم الخاصة بالأمورالروحية أو الألهية، وهي خليط من الأفكار الفلسفية الهلينية (اليونانية) والفارسية (الزرادشتية)، والكلدانية ، واليهودية والمسيحية، هذه الجماعات إنتشرت وعاشت في مناطق متفرقة من مصر، وكان يقودها أسقف بتنظيم صارم كالبابا، وعندما كان هؤلاء الغنوصيين يعيشون في مجموعات قليلة متفرقة كان يرأسهم كاهن وكان كثير من الغنوصيين من النساك، ويؤكد بعض المؤرخون أن الغنوصية هي خليط من فكر فارس، وحكمة مصر والفلسفة الأفلاطونية، ويقوم الفكر الفلسفي على التأمل وتجيب الغنوصية على الأسئلة الأساسية عن الوجود أو عن الوجود في العالم، بمعنى: مَن نحن كبشر؟ من أين أتينا؟. إلى أين نتَّجه؟. تاريخيًّا وروحيًّا.

ظهرت منذ القرن الأول الميلادي بل هي كانت موجودة قبل المسيحية، ومنتشرة في الشرق ولها جذور زرادشتية وكذلك كانت منتشرة في الغرب ومتأثرة بالفلسفات اليونانية.

معتقدات الغنوصيين
والغنوصيين " أي العارفين بالأسرار"، هم الذين يعتمدون على العقل والأسرار الباطنية والأرواح السفلى والذين أدعو أنَّ الخلاص يأتي عن طريق المعرفة التأملية وعن طريق الحدس الخاص بالإصغاء، وممارسة السحر وليس عن طريق الايمان أو الوحي الإلهي، فدعاة الغنوصية نادوا باستخدام العقل للتمييز بينهم وبين أصحاب المعارف الأخرى.

يزعم الدجالون أنّ لديهم معرفة سريّة تعطيهم سلطانا، وأنّ معرفتهم بالله خفية وغامضة وابعد من فهم البشر، وبعض هذه البدع يزعمون أنَّ لديهم معرفة روحية سريّة.

الغنوصية كما عرفت قديما عقيدة وثنية اتخذت أشكالا عدة منها عبادة الأفعى، تسللت قبل الاسلام الى عدد من الكنائس الشرقية، وفي القرن الثاني والثالث للهجرة سعت للتسلل الى بعض الفرق الاسلامية -تحت ستار علم العرفان-وكان ذلك من أسباب اهتمام المصنفين في"الملل والنحل"بالكتابة عنها وفضح طويتها باعتبارها "نحلة" باطنية، وقد ظلت هذه النحلة تظهر حينا في العالم الاسلامي وتختفي أخرى.

القبالاه نتاج الغنوصية
ويبدو أن القبالاه اليهودية، "القبول أو التلقى"، التيار الديني اليهودي، الذى تعرف انتشاراً هاما اليوم، استقت تعليمها من الغنوصية، والقبالاه هو الاسم الذي يطلقه اليهود على التصوف اليهودي، وهم أكثر روحانية وحرية في تفسير اليهودية وربطها بالعرفانية ومن أهم خصوصياتها، أنها تميل الى السرية والسحروالاعتقاد بما يسمونه بـ (العلم السري)، الذى يستخدم الأعداد والحروف ورموز الطبيعة، وألغاز الرياضيات، فى تفسير الوجود ومعرفة الذات الإلهيه وفك رموز الكون والاعمال السحرية.

وأدى طرد اليهود من إسبانيا والبرتغال في العامين 1492 و1497، إلى إخراج القباليين الهامين من شبه الجزيرة الإيبريّة إلى شمال إفريقيا وإيطاليا والشرق الأوسط، حيث ساهموا في نشر "القبالة" في تلك المناطق، و صارت "قبالة" القرن الخامس عشر الإسبانيّة، ونواتها "زوهر "، الأكثر تأثيراً في الجماعات الجديدة التي أسسها اليهود المطرودون، وبحلول منتصف القرن السادس عشر، صارت " القبالة " عنصراً روحانيّاً هامّاً في الحياة اليهوديّة.

بعد طردهم من إيبريا، بدأ جدول متنام من القباليين يحط الرحال في فلسطين، وبعد بداية القرن السادس عشر، صارت القدس مركزاً هاماً للدراسات القباليّة؛ وفي بداية أربعينات القرن السادس عشر، أضحت قرية صفد مركزاً مسيطراً للعمل القبالي، وعلى مدى نصف قرن، كانت صفد ميدان التطوّرات الحاسمة في تاريخ القبالة، حرّض وصول شخصيتين هامتين من تركيّا، هما يوسف كارو وشلومو ها-ليفي، على قيام جماعات صوفيّة كانت نواة لنشاطات قباليّة هامّة.

وأصبح اليوم فى فلسطين طائفة معينة متميزة تسمى القبالة وأخذت على عاتقها تفسير التوراة ممزوجة بالسحر والشعوذة ووضعوا كتبًا وشروحات تشتغل بالسحر والشعوذة ومن كتبهم هذه كتاب اسمه "الزوهار" وتجد القبالاه رواجا كبيرا اليوم فى فلسطين ويبدو انها حلت محل "التلمود" شريعة اليهود، الذى يستقون منه تعاليمهم، ويلجأ إليها ساسه ومشهورين فى العالم.