رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الكارثة الكبرى».. الكعبة المشرّفة محطة الإرهاب القادمة.. تفجير «المسجد النبوي» يكشف خلل منظومة الأمن السعودي.. وتحذيرات من كارثة وشيكة فى موسم الحج

جريدة الدستور

‏التفجير الذي وقع بالأمس، في محيط المسجد النبوي، يسلط الضوء على خطر أكبر، تبلور في شكل سؤال أفزع الكثيرين، وهو «هل أصبح الدور على الكعبة الشريفة؟».. ذلك أن العملية الإرهابية الأكثر جُرأة حتى الآن، تكشف مُشكلة كبيرة وخللا واضحًا في المنظومة الأمنية داخل البلد الحرام، خصوصًا إذا ما أضيفت إلى أكثر من 20 عملية إرهابية أخرى شهدتها المملكة خلال ‏العامين الماضيين، في مشهد بات يقلق العالم الإسلامي أجمع.

حادثة جهيمان
الحادث الخطير، أعاد للأذهان ما وقع فجر الأول من محرم عام 1400 هجرية، الموافق 20 نوفمبر 1979، حين استولى أكثر من 200 مسلح على الحرم المكي، مدعين ظهور المهدي المنتظر، فيما عرف بـ"حادثة جهيمان"، إبان عهد الملك خالد بن عبد العزيز، والتي تسببت بسفك للدماء في باحة الحرم المكي، وأودت بحياة بعض رجال الأمن والكثير من المسلحين المتحصنين داخل الحرم.

المحطة القادمة
وبات التحذير الأكبر الآن، من خطورة استهداف الكعبة، التي يخشى كثيرون، أن تكون المحطة القادمة للتنظيمات الإرهابية، لا سيما مع اقتراب موسم الحج، الذي كشف خلال العام الماضي عن خلل فى إدارة الأزمات لدى الجانب السعودي، إزاء حادث التدافع الذي أودى بوفاة المئات.

رسائل الهجوم
وبحسب الخبراء فإن الحادث ينطوي على نقلة نوعية في تفكير وأهداف وأسلوب الجماعات المتطرفة، ‏كما أنهم يرون فى نجاح استهداف المسجد النبوي، مؤشرًا خطيرًا على تهاوى المنظومة الأمنية، أو على الأقل وجود ثغرات خطيرة بها، كما أكدوا أن عملية أمس بعثت برسالة للعالم أن التنظيمات الإرهابية ‏تستطيع الوصول إلى أيٍ من المقدسات الإسلامية بالسعودية، باعتمادها على محورين أساسيين هما: ‏‏"عنصر المفاجأة، وضعف التأمين".‏

الرسالة الأخطر
نبيل نعيم، الجهادي السابق، أكد أن المنظومة الأمنية بالسعودية استطاعت تمرير التفجير بأقل خسائر؛ ‏لأنه كان يستهدف في البداية الوصول إلى باحة الحرم النبوي وليس بالقرب منه فقط، فضلًا عن أن ‏الخسائر البشرية لم تكن كثيرة، ولم تستطع الوصول إلى المصليين بالداخل.‏

وأضاف: "لكن في الوقت نفسه فإن نجاح التنظيمات المتطرفة في الوصول فقط إلى المسجد النبوي ‏واستهدافه ولو بتفجير ليس قوي فهو نقطة كسب أحرزتها ضد المملكة"، مشيرًا إلى أنها تحاول إظهار ‏السعودية في مظهر الدولة الضعيفة التي لم تستطيع حماية المقدسات الإسلامية.‏

وأوضح أنها رسالة من التنظيمات الإرهابية بأنها قادرة على الوصول إلى أي مكان بالمملكة مهما بلغت ‏قوة تشديداته الأمنية، مؤكدًا أنهم يستطعيون الوصول إلى أي مقدس إسلامي سواء كان المسجد النبوي أو ‏الكعبة، لاسيما مع اقتراب موسم الحج.‏

استعراض للقوة
هشام النجار، الباحث في شؤون الحركات الجهادية والإسلامية، رأى أن استهداف المسجد النبوي، ولو ‏بالقرب منه وليس في باحته، هو نجاح أحرزته التنظيمات الإرهابية ضد المنظومة الأمنية السعودية، لأن ‏مسجد الرسول من المعروف أنه يتمتع بتشديدات أمنية قوية، بغض النظر عن كل المساجد التي استهدفتها ‏قبل ذلك.‏

وأشار إلى أنه ليس هناك جهاز أمني متكامل في أي دولة، مهما بلغ قوة جهاز استخباراتها أو داخليتها، ‏لاسيما أن السعودية تتعامل مع أعتى تنظيم إرهابي، يعتمد على عنصر المفاجأة في تنفيذ عملياته، ‏ويستخدم عناصر غير مرصودة أمنيًا، تفجر نفسها في أوقات مفاجأة، كما أنها استطاعت أن تستمد قوتها ‏من ضعف الأجهزة الأمنية.‏

وأضاف، أن الهدف من استهداف الحرم النبوي، هو تقليل دور السعودية الإقليمي في مواجهة الشيعة، ‏وإظهار المملكة في دور الضعيف، وتأكيد حضور داعش القوى في المنطقة، والترويج لنفسها من خلال ‏استهداف أكثر المساجد المؤمنة بالسعودية.‏

وقال الدكتور مختار نوح، الكاتب‎ ‎والمفكر‎ ‎الاسلامي، تعليقًا على حادث أمس: ‏‏"الجماعات‏‎ ‎الإرهابية‎ ‎التكفيرية لا تعترف‎ ‎بالمسجد الحرام، وتستقطب الشباب الصغير، وترسخ في أذهانهم ‏أن ما يفعلوه قتال في سبيل‎ ‎الله، وأن‎ ‎المسجد الحرام‎ ‎والمسجد النبوي لا قدسية لهما ما داما دنسهما ‏الحكام‎ ‎السعوديون‎ ‎الكفرة وكذلك‎ ‎في مصر‎ ‎والعراق".‏‎