رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ماذا بعد سقوط «الشخلول».. ورعب «حريم السلطان»؟!


.. وكأن على رؤوسهم الطير..! هذا هو حال الآلاف فى البشرية المعذّبة.. من يتامى الإمام المغيّب حسن البنَّا، أصحاب نظرية الخلافة و«العِلافة» وأستاذية العالم و«ع القدس رايحين.. شهداء بالملايين».. وغيرهم من الطائفين بأعتاب الباب العالي، والعاكفين فى أسطنبول، والمسبِّحين بالأسحار فى حفلات زار حُبِّ مولانا خليفة المسلمين وحامى بيضة الدين.. بعد توقيع مولانا الخليفة، اتفاقية للتطبيع الكامل مع إسرائيل، وانكساره باعتذار «مؤلم» إلى الرئيس بوتين بعد أشهر من إسقاط تركيا للطائرة الروسية فوق سوريا؟

مولانا «أبو البركات» السلطان أردوغان.. عاد أخيراً لنظرية «صفر مشاكل» مع إزاحة رئيس وزرائه السابق داوود أوغلو، بعد تهاوى كل أحلامه، ليجد نفسه رئيساً عاجزاً عن الاستمرار فى لعبة المكابرة وتحدّى الجميع.. ليجلس فى النهاية وحيداً فى قصره، واضطر ليعترف بالمحظور سابقاً: أنا أعتذر يا بوتين.! وقبلها بساعات تراجع عن كل شروطه للتطبيع مع إسرائيل، وأهمهارفع الحصار عن قطاع غزة الذى تاجر به، طيلة السنوات الست الماضية من عمر أزمة السفينة التركية «مرمرة» عام 2008.. ولتسقط معهما كل أقنعة الغطرسة والغرور، وهما الصفتان اللتان لازمتا سلوك من أراد يوماً أن يصلّى بالجامع الأموى فى قلب العاصمة دمشق، ومن عيّنَ نفسه وصيّاً و«أميراً» على الحراك العربى الكاذب باسم «الربيع» المشؤوم، وكذلك القضيةالفلسطينية التى طالما حاول أردوغان أن يلبس ثوب المدافع عنها، ليطبع مع إسرائيل قبل أيام فقط من يوم القدس العالمي.!

أردوغان الذى أراد أن يكون سلطاناً يعيد الخلافة عبر جسر الإسلام السياسي، يدفع الآن ثمن غروره واحتياله، وتنازلاته مع إسرائيل وروسيا، يؤكدان براجماتيته، التى تعنى انه رجلٌ لا مكان للمبادىء فى قاموسه، مثلما كان يعتقد حواريّوه والرُّكع السجودِ فى محرابه من حلفائه من المغفلين العرب وحريم السلطان من «بهاليل» جماعة الإخوان وتنظيمهم الدولي، بدليل أنه عندما فشلت جميع طموحاته، لم يجد غضاضة فى التراجع عن معظم سياساته ومواقفه فى محاولة لتقليص الخسائر التى أطاحت بأحلامه وأوهامه. وهنا، ووفق ما تردّدَ عن أوساط سياسية وإعلامية تركية اعتبرت ما يجرى إثباتاً لإفلاس سياسات سلطان اسطنبول، تسرى معلومات عن بعث أردوغان قريباً برسائل إيجابية إلى القاهرة، قد تكون باكورتها العلنية رسالة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسى بمناسبة العيد الوطنى المصرى فى ٢٣ يوليو، لتكتمل كؤوس السم، التى بدا واضحاً أن عليه أن يتجرعها، مكرراً ذات الطعم الذى تجرعه قبل عقود الخمينى فى إيران، بتوقيعه اتفاقية التصالح مع العراق عقب حرب الثمانينيات الشهيرة.!

أيضاً، قال رئيس الوزراء التركى بن على يلديريم لوسائل الإعلام، والتى نقلتها شبكة رصد الإخوانية:»دعونا نُنحّى قضية مرسى جانباً فى تعاملنا مع مصر، لأن الحياة مستمرة ونحن بحاجة لأنفسنا».! وهنا أيضاً، يكون «مربط الفرس» الذى يهمّنا نحنُ فى مصر.. وماذا عن جماعة الإخوان الإرهابية؟. الواقع الراهن يؤكد وجود حالة رعب غير مسبوقة تسرى فى أوصال جماعة «حريم السلطان» ومرتزقتها من أذرعها الإعلامية، والدليل ما كتبه القيادى الإخوانى هيثم أبو خليل، يوم الثلاثاء 28 يونيو، على صفحته بـ «تويتر»، حيث قال بالحرف: «ما هى خطتنا البديلة لو تركيا غداً وهى تستدعى خطة صفر مشاكل، أغلقت القنوات الفضائية المصرية المناهضة للانقلاب وقالت لوعايزين تقعدوا ممنوع الكلام؟». والأكثر، ما رأى شلة نشطاء الخزى والعار، وهم يرون «ولى نعمتهم» يعتذر صاغراً، وسادتهم يلفظونهم ويبيعونهم بالتدريج؟.!