رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

30 يونيه.. اليوم الأعظم فى تاريخ مصر


سيظل يوم 30 يونيه من عام 2013 هو اليوم الأعظم فى تاريخ مصر وسيظل يوماً فارقاً فى تاريخ الشرق الأوسط بل العالم.. إنه اليوم الذى خرجت فيه الملايين من المصريين على نحو لم يتوقعه أحد ولا أكثر المتفائلين توقع بأن ينزل 33 مليون مصرى لإيقاف مؤامرة دولية تخريبية تستهدف وحدة بلادهم وإزاحة حكم تحالف معهم وخطط لتقسيم الوطن...

... ولكى نتعرف على عظمة هذا اليوم وعظمة الشعب المصرى تعالوا نقرأ ما كتبته وزير الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون بخط يديها وأعلنته فى إحدى جلسات مجلس النواب الأمريكى قالت هيلارى كلينتون: 30 يونيه قلبت كل شىء بعد ما كنا على وشك أعلان الخلافة الإسلامية برعاية أمريكية، وأضافت دخلنا الحرب العراقية والسورية والليبية وكل شىء كان على ما يرام وجيداً جداً وفجأة قامت ثوره 6/30. 7/3 فى مصر وكل شىء تغير فى خلال 72 ساعه كنا على إتفاق مع إخوان مصر على إعلان الدولة الإسلامية فى سيناء وانضمام حلايب وشلاتين إلى السودان وفتح الحدود مع ليبيا من ناحية السلوم.. تم الاتفاق على إعلان الدولة الإسلامية يوم 2013/7/5 وكنا ننتظر الإعلان لكى نعترف نحن وأوروبا بها فوراً وأضافت هيلارى فى مذكراتها: كنت قد زرت 112 دولة فى العالم من أجل شرح الوضع الأمريكى مع مصر وتم الاتفاق مع بعض الأصدقاء بالاعتراف بالدولة الإسلامية حال إعلانها فوراً أو فجأة تحطم كل شىء، كل شىء انكسر أمام أعيننا دون سابق إنذار.. شىء مهول حدث فكرنا فى استخدام القوة ولكن مصر ليست سوريا أو ليبيا.

إن جيش مصر قوى للغاية وشعب مصر لن يترك جيشه وحده أبداً وتضيف هيلارى كلينتون: وعندما تحركنا بعدد من قطع الأسطول الأمريكى ناحية الإسكندرية إزداد التفاف الشعب المصرى مع جيشه وتحركت الصين وروسيا رافضين هذا الوضع وتم رجوع قطع الأسطول وإلى الآن لا نعرف كيف نتعامل مع مصر وجيشها وتضيف هيلارى: إذا استخدمنا القوة ضد مصر خسرنا وإذا تركنا مصر خسرنا شيئاً فى غاية الصعوبة. مصر هى قلب العالم العربى والإسلامى وإذا كان هناك بعض الاختلاف بينهم فالوضع سيتغير.. فى حالة الهجوم على مصر.. كلمات وزيرة الخارجية الأمريكية والمرشح الأوفر حظاً فى رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية هى التى تؤكد ما نقوله عن 30 يونيه وأنه اليوم الأعظم فى تاريخ مصر ولنا فى هذا اليوم ذكريات.. لقد ساهمنا فى صنعه.. كنت زعيماً للمعارضة فى مجلس الشورى والذى كان يمثل وقتها البرلمان المصرى بسبب حل مجلس الشعب بحكم المحكمة الدستورية العليا.. وفى يوم 26 يونيه عام 2013 ومن على منصة مجلس الشورى طالبت فى كلمتى رداً على بيان الحكومة بانتخابات رئاسية مبكرة وهاجت القاعة وتعرضت لهجوم عنيف من الأغلبية الإخوانية ونزلت من على المنصة معلناً تقديماستقالتى من عضوية مجلس الشورى والتى أعلنتها وزملائى من نواب التيار المدنى فى مؤتمر حركة تمرد الذى انعقد فى نقابة الصحفيين يوم السبت 29 يونيه وكانت استقالتى المكتوبة بمثابة عريضة اتهام لحكم الإخوان ولقد نشرتها كل الصحف والمواقع الإخبارية والفضائيات كأهم حدث فى هذه الأيام لأنها بمثابة نزع الشرعية عن نظام لفظه الشعب وتحدث معى تليفونياً قيادات الإخوان فى مجلس الشورى لإثنائى عن الاستقالة وكان منهم د.جمال حشمت الذى قال لى: أنت كنت دائماً مع الشرعية ومسانداً لها، فقلت له: الشرعية يمنحها الشعب، فرجانى أن أتراجع عن الاستقالة.

وهنا أكدت له أنها قرار نهائى لا رجعة فيه وفى اليوم التالى الموافق 30 يونيه يقابلنى د. عصام العريان زعيم الأغلبية الإخوانية فى مجلس الشورى فى المجلس ليسألنى: هل يوافق على قبول الاستقالة فى اجتماع مكتب المجلس؟! فقلت له: نعم، ونصحته أن يراجعوا موقفهم بدقة شديدة لأن الشعب قال كلمته فرد على مندهشاً: ماذا تقول؟! قلت له: أنتم ضيعتم فرصة عمركم برفضكم إجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة وكان واثقاً من عدم تحرك الجيش لتنفيذ قرار الشعب ولا أدرى من أين أتى بهذه الثقة.. وبعد 72 ساعة يخرج علينا شمس يوم عظيم آخر يوم 3 يوليو ونسمع ونشاهد القائد العام وزير الدفاع والإنتاج الحربى الفريق أول عبد الفتاح السيسى وهو يعلن بكل ثقة وقوة انحياز قواتنا المسلحة إلى الشعب المصرى وتولى رئيس المحكمة الدستورية العليا رئاسة الجمهورية وإيقاف العمل بالدستور وباقى القرارات التوافقية وتخرج الجماهير فى مساء هذا اليوم بأعداد أكثر من أعداد يوم 30 يونيه تحتفل بإيقاف المخطط واستعادة الوطن الذى يعيش فينا.. والحق إن بلادنا تحتاج هذه الأيام إلى احترام الدستور والفصل بين السلطات الثلاث وتحتاج أكثر ترسيخ قيمة العمل والإخلاص فى نفوس المصريين بحيث نجعل ثقافة العمل المخلص الجاد عقيدة كل المصريين بعد أن توارت وكادت أن تختفى، فالعمل والإخلاص والجدية هى من تبنى مصر الجديدة التى تخطو خطوات واثقة نحو المستقبل.