من أوراق ثورة الثلاثين من يونيه «3»
أما المتغير الرابع الذى شكل معالم السقوط الأخير للإخوان أنه خلال العام الذى تربعوا فيه على السلطة وقعوا فى كثير من الإخفاقات على المستوى السياسى والإعلامى والاقتصادى والاجتماعى وقد شكلت مجتمعة أسبابا موضوعية لفشل ذريع على كل المستويات، الأمر الذى جعل البيئة ممهدة للثورة الشعبية. وبالتالى لم يكن كما يقول البعض إن ما حدث فى الثلاثين من يونية كان انقلابا عسكريا انما كان بكل المقاييس العلمية والعملية ثورة استندت إلى شرعية إرادة الجماهير التى خرجت يوم الثلاثين من يونيه بالملايين وهى من وجهة نظرى شرعية تجب الشرعية التى استند إليها منطق الإخوان ونلاحظ أن إدعاءات الإخوان هذه مازالت محل جدل ومشكوك فى صحتها والتاريخ سوف يثبت فى يوم من الأيام حقيقة ما حدث داخل اللجنة العليا للانتخابات قبيل إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية عام 2012!!
وكنت قد سجلت شهادتى عن هذه الفترة من خلال كتاب اللحظات الحاسمة شهادة من قلب ماسبيرو ولن أنسى يوم الثلاثاء 3 يوليه 2013 فى يوم 3 يوليو لم أتحدث إلى الوزير ولكن كانت كل الاتصالات تتم عبر رئيس الاتحاد وقد ساعدنى ذلك على إدارة التغطية بهدوء بعيدا عن أى ضغوط وأعطى الفرصة للفريق المعاون ومن هم تحت رئاستهم من التنفيذيين للعمل وفق ما يمليه عليهم ضميرهم المهنى وكان متوقعا أن يصدر بيان عن القوات المسلحة فى الساعة الرابعة ولكن الوقت كان يمر والشوارع والميادين تمتلئ بالجماهير وأغلق مبنى ماسبيرو أبوابه وأحكمت السيطرة الأمنية عليه وغادر الوزير المبنى للمرة الأخيرة عصر هذا اليوم ربما بتعليمات من مكتب الارشاد الذى كان يسيطر أيضا على كل الموجودين بقصر الاتحادية بمن فيهم الرئيس!!. وتوجهت إلى مكتب رئيس الاتحاد لإدارة الموقف فى إطار ما يشبه القيادة الجماعية ومرت الدقائق ساعات ونحن فى انتظار اللحظة الحاسمة إما بالنقل على الهواء لإذاعة بيان الجيش أو وصول البيان مسجلا وساد الجميع قلق ما كلما تأخر وصول البيان لاسيما أننا دخلنا إلى ساعات المساء وكانت غرفة الأخبار تجهز نشرة التاسعة وهى النشرة الرئيسية بالقناة الاولى بالتليفزيون ومازال للحديث بقية