رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شاهد.. جعفر حسني.. راسم البسمة على موائد رمضان.. شاب عشريني يتجول في الشوارع وينظم فقرات بهلوانية للصائمين بالمؤسسات الخيرية

صوره
صوره

اتخذ ركن ليجلس فيه، وقام بإخراج ألوانه، الاحمر لرسم الابتسامة، والابيض لوجه مضيئ، والازرق لعيون ضاحكة، وبدأ فى طلاء وجهه مستخدما سحره، مخلفا ورائه همومه، فهدفه الاساسي هو رسم بسمة على وجه الاخرين، يعتبر ان سعادته تكتمل بمجرد ان يري الضحكة على وجه غيره، هنا يعلم انه وصل الى غايته.

جلس بجوار مائدة قصر الدوبارة منهمكا مع الوانه يحاول باسرع وقت ان ينهي رسم بهلوان على وجهه كمشاركة منه لنشر البهجة بين ضيوف المائدة اثناء الإفطار الذى تعدة الكنيسة طوال شهر رمضان الكريم، وما هي الا دقائق وانهي عملة بالالوان وبداء بالظهور امام الضيوف ابتسم الكثيرين دون حتى ان يفعل اي شيء، بل قام بالمساعدة وشارك لوضع اطباق الطعام على المائدة امام الضيوف، وسارع الاطفال إليه للالتفاف حولة والتقاط الصور التذكارية معه .

وبالتعرف عليه قال اسمي "جعفر حسني" الاسم الحقيقي هو محمد سيد احمد مصطفي، اشتهرت بإسم جعفر منذ الطفولة، وذلك لإنه فى المرحلة الابتدائية كان معظم الطلبة فى فصلى يدعون محمد وعندما يريد المدرس التحدث معنا كان يحدث التباساً وكان ينظر الباقين إليه فاطلق علينا اسماء اخري .
اما بالنسبة للاسم الثاني وهو "حسني" فكان لشخص له قصة انسانية معه لم يرغب فى ذكرها احتراما لهذا الشخص، الذي قرر بعد وفاته ان يجعل اسمة كاسم والده مع اسم الشهرة .

يقول جعفر، توفي والدي وانا فى التاسعه من عمري، الامر الذى اثرى في الاسرة المكونة من ام وأختين وشقيق، وقررت انا وشقيقي وامي ان نعمل من اجل ان نستطيع أن تدبر مصاريف المنزل مرة اخري بعد وفاة الاب، والحمد لله تزوجت الفتاتين، رغم الظروف القاسية التى واجهت "صانع البسمة" الا انه وقف امامها أنهي دراسته وحصل على بكالوريوس التجارة.

ربط جعفر كل ما مر به وكل ما قابلة فى حياته بشيئين هما "البسمة والسعادة" وقرر ان يقدمهما لكل من يحتاجهم وحتى لمن لا يحتاجهم فيسعى لادخال السرور على الجميع ورسم الابتسامه على وجوههم ، مستخدما خفة ظلة ووجهه البشوش، وذكائه الذي كرسة لاسعاد الغير .

قدم خدمة البسمة مجانية "لله" خلال جولاته طوال السنوات الماضية فى رمضان، كانت منها مشاركات للمؤسسات الخيرية فى توزيع شنط رمضان فى الأماكن البسيطة والقري والعشوائيات كل عام فى الشهر الكريم، والعزف على جيتاره فى المستشفيات والمؤسسات الخيرية .

نشأت فكرة الكلاون "المهرج" عن جعفر منذ 5 أشهر، عندما قرر ان يشارك عمل خيري لمستشفي سرطان الاطفال، ووقتها رسم البهلوان على وجهه وقرر ان يفعل شئ يسعد الاطفال "المرضي" وبالفعل استمتع الاطفال فى المستشفي شعر بعدها انه حقق غايته.

يقول جعفر إن اجمل الاشياء بالنسبة لى أن اجعل الشخص الذى امامي يضحك، هو شئ بسيط وسهل بالنسبة لي و لكنه يحقق الكثير، زرت العديد من المستشفيات والمصالح الحكومية، حتي المترو شاركت فى نشر الضحكة داخلة من خلال رسم المهرج على وجهي وتقديم البهجة للمواطنين، وانا اعشق هذا .

بداء جعفر استخدام وجه المهرج، على موائد الرحمن هذا العام، الذي سبب فارق كبير بالنسبة له، لإسعاد الصائمين على موائد الرحمن، وهو امر جديد ومختلف ولاقي ترحيب شديد بين الناس، فهو يرى ان بمجرد وقوفه بجنب شخص حزين يجعله يبتسم .

لم تقف مواهب "صانع البسمة" الى هذا الحد ولكن رزقه الله بصوت جميل، كان يستغله هو وصديق له فى شهر رمضان ويقوم بدور المسحراتي للغناء فى الشوارع ليوقظ النائمين للسحور قبل الفجر، الامر الذي اسعد الناس كثيرا من القاطنين فى منطقته، وأصبح معروف فى المناطق الاخري بصوته الرائع .

كما اشتهر جعفر بإجادته التمثيل ايضا، تقدم الى بعض الاماكن ليعرض موهبته لكنه لم يستطلع ان يحقق حلمه إلى الان، حيث انه يتمنى تحقيقه وإيجاد فرصه لإخراج مواهبة التمثل .

يعمل جعفر متدرب فى أحدي الشركات حاليا، وقبل بدأ رمضان عمل فى صناعة الفوانيس بنفسه وباع الكثير منها، وحاليا يجهز اوراقة للتقدم لأداء الخدمة العسكرية بعد شهر رمضان .

ورغم قدرات جعفر المادية إلا انها لاتمثل عائق لتحقيق حلمه فى اسعاد من حوله حيث لا يتملك سوى مكافئته من خلال تدريبه فى الشركة التى يعمل بها إلا انها يمتلك كنزا اخر وهو ادخال السرور على قلوب من حوله.

ويستعد جعفر خلال الأيام القادمة إلى عمل زيارات للعديد من المؤسسات الخيرة لاستكمال مسيرته لاسعاد المحتاجين والفقراء.