رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ظواهر جديدة


أتفق وأختلف مع رسالة صديقي التي نشرتها في المقال السابق تحت عنوان "فقراء .. ولكن" .. أتفق مع ما جاء في الرساله من رصد للتطورات الجديده التي أصبحت جزءا من حياتنا .. تطورات تمثل ظواهر تتطلب وقفه للتأمل والبحث والدراسه .

نعم.. أصبح هناك قوائم انتظار للموديلات الجديده من السيارات ، ولا تتوقف هذه القوائم علي سيارات المرسيدس "السي" التي تحدث عنها صديقي في رسالته ،ولكنها تشمل ماركات أخري من السيارات خاصه الأوروبيه التي تتراوح فيها مدة الإنتظار بين ثلاثة أشهر وعام كامل .

أتفق أيضا مع ما ذكره صديقي حول الإقبال الكبير علي الإسكان الفاخر .. وليس فقط كما يقول من أن الشركات تبيع كامل وحداتها قبل أن تدق مسمار .. ولكن دخلت الواسطه ولأول مره في حجز شقق وفيلات هذا النوع من الإسكان .. وكأنها شقق وزارة الإسكان المدعومه .. وما حدث في طوابير شركة" ماونتن فيو" منذ أيام خير دليل علي ذلك .. فبالرغم من أن سعر المتر يبدأ من 7 آلاف جنيها ومقدم الحجز 100 ألف .. إلا أن الطوابير التي بدأت في الثامنه صباحا واستمرت حتي الثامنه مساءا تكشف عن متغيرات هامه يجب أن نتوقف عندها .. الغريب أن عددالفائزين بوحده أو فيلا لا يزيد عن %20 من الأعداد التي اصطفت في الطوابير ما يقرب من 12 ساعه، وذهب الآخرين للبحث عن واسطه ليلحقوا بهم .. الغريب أن هناك من  الماره من تصور أنها شقق إسكان إجتماعي من شدة الزحام .. وعندما سألت سيده كانت تمر بالصدفه عن الطوابير .. فرد عليها عامل نظافه : بيوزعوا شقق وفيلات! 
أتفق مع صديقي في أن هناك قوائم إنتظار طويله في المدارس الدوليه التي تتراوح مصاريفها بين 50و200 ألف جنيها .. بل إن الفوز بمكان في هذه المدارس يحتاج إلي واسطه رفيعة المستوي .. ويعد إجتياز الإختبار والقبول بمثابة شهادة ميلاد جديده للطفل ومرحله هامه في حياة الأسره بأكملها .

ليس هذا فحسب .. ولكن إذا إقتربنا من المستشفيات الخاصه فسنجد حكايات من نوع آخر .. فالمريض في المستشفيات الإستثماريه الكبري يحتاج إلي واسطه من أول دخول باب المستشفي وحتي خروجه منهامرورا بالبحث عن سرير وبتحديد موعد للعمليه وأخيرا تخفيض فاتورة الحساب الملتهبه .

هذا ما يحدث في الخدمات .. أما في المواقع الإستهلاكيه فهذا شأن آخر.. فمثلا إذا ذهبت إلي "كايرو فستيفال سيتي" أو "مول العرب" فلن تجد مكانا لركن السياره رغم المساحه الهائله والطوابق المتعدده المخصصه لذلك .. وعندما تذهب إلي "الكاشير" تبدأ مأساه أخري بسبب شدة الزحام .

كل هذه الظواهر والمشاهد التي أتفق مع صديقي عليها أصبحت واقع نعيشه ..ومن هنا يأتي السؤال هل نحن شعب فقير ؟.. ومن هنا أيضا يأتي الإختلاف.. فالإجابه في المقال القادم إن شاءالله ستحمل   الإختلاف لأنني سأتحدث عن مصر الأخري .