رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«6 مؤشرات تثبت انهيار داعش».. ظهور «المجموعات السرية المتمردة» أخطر مفاجأة لم يكن يتوقعها التنظيم.. «رسالة أبوبكر البغدادي» تكشف وصول «دولة الرايات السوداء» إلى حافة الهاوية

جريدة الدستور

*داعش يفقد 40 % من أراضيه بالعراق ونحو نصف مناطق سيطرته في سوريا
*النقص الملحوظ في الإصدارات الإعلامية للتنظيم تعكس تراجع قوته ونفوذه
*إعدام أعداد كبيرة من عناصر «الدولة الإسلامية» بسبب الخيانة 
****
الرسالة التى كشفها رئيس المجلس الأعلى في العراق، عمار الحكيم، والتى يدعو فيها زعيم تنظيم داعش، أبو بكر البغدادي، أتباعه في العراق، إلى ضرورة المغادرة والتوجه إلى تركيا أو أي بلد آخر، كما يقول الحكيم، تعتبر دليلا قاطعًا على بداية النهاية للتنظيم، لكن ثمة مجموعة من الشواهد الاخرى، التي لو أضيفت إلى هذه الرسالة، لاتضحت الصورة بشكل كامل:

تراجع التنظيم جغرافيا
من الناحية الجغرافية فقد تنظيم «داعش» الكثير من المناطق التي كان قد احتلّها سابقًا، منها 40 % في العراق، وحوالى النصف في سوريا، وسوف تتقلّص أكثر في الأشهر القليلة المقبلة، خصوصاً بعد تدمير موارده المهمة العسكرية والمالية والبشرية، كما تراجع عدد المواطنين الذين يعيشون في مناطق سيطرة داعش، من تسعة ملايين إلى أقل من ستة ملايين.

تقلص مبيعات النفط
يمكن القول إن تراجع مبيعات النفط للتنظيم هى القشة التى قصمت ظهر البعير، فالهجمات التي تم شنها على المنشآت النفطية الواقعة تحت سيطرته، إضافة الى استهداف القوافل النفطية، وحقول النفط والمصافى والحاويات، قلص إنتاج التنظيم من النفط لحوالى الثلث.

كما تراجع إجمالى عائدات التنظيم من صناعة النفط إلى 50% تقريبًا، بسبب تراجع الأسعار، وتقليص قدرته على تصنيع وبيع المنتجات المكررة مثل الجاز، وهو ما أثّر على التنظيم، الذي كان يعتمد عليه بشكل كبير ويستخدمه في معاركه بالعراق وسوريا.

ولفتت صحيفة «جارديان» البريطانية إلى أن 40% من عائدات داعش تأتي من النفط، مشيرة إلى أنها انخفضت هذا العام إلى 20%، مشيرة إلى أن إنتاج النفط في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم تراجعت من 33 ألف برميل يوميا إلى 21 ألفًا، بعد أن لحقت أضرار بمنشآت الإنتاج جراء الغارات الجوية.

وتشير شهادات أدلى بها منشقون مؤخرا عن داعش، أن بعض الوحدات لم تتلقى رواتبا منذ أشهر عدة، حيث انخفض دخل التنظيم، من 80 مليون دولار شهرياً في مارس 2015 إلى 54 مليون دولار في شهر مارس الماضي.

ما يؤكد أن التنظيم بدأ يتململ من الناحية المالية، ما قالته محكمة التحقيق المركزية في العراق بشأن استحواذه على نحو 2500 بحيرة أسماك في مناطق شمال بغداد، بالإضافة لمعارض سيارات، لجمع أموال، واعتماده أيضا على أراض زراعية في مناطق خارج سيطرة القوات العراقية، من خلال فرضه ضرائب على الفلاحين.

مقتل قيادات التنظيم
لا شك أن مقتل القائد دائمًا فى كل معركة يؤثر على الجيش معنويًا، بحسب القواعد والأعراف العسكرية، وبالنسبة للتنظيم فإنه قد فقد مجموعة كبيرة من قياداته مؤخرًا، وأبرزهم وزير نفط التنظيم، وحيد السبعاوي، بالموصل.

كما قتل وزير مالية التنظيم، حاجى إمام، وأبو عمر الشيشاني، وزير الحرب في التنظيم، كما أعلن وزير الدفاع الأميركي، آشتون كارتر، مارس الماضي، مقتل عبدالرحمن القادولي، الرجل الثاني بالتنظيم، إضافة إلى مسؤول كبير اسمه عمر الشيشاني، أحد كبار القادة العسكريين، ووهيب الفهداوي، بالأنبار، وماهر البيلاوي، بالفلوجة.

تراجع الأداء الإعلامى
كان التنظيم في الفترة السابقة، لا تكاد تمر عينيك على وسيلة إعلامية حتى تتعثر في بيان له، لكنه من خلال رصد أكثر من 30 موقعًا تابعًا له، وعدد من صفحات التواصل، يتبين التراجع النوعى والكمى للمواد الإعلامية التى يبثها، وهو ما يعكس حالة التخبط التي يعيشها، إذ أنه بحسب الخبراء، فإن الجماعات المتطرفة عندما تكون فى ذروة قوتها وعنفوانها، يتضح ذلك فى المزيد من الإصدارات الإعلامية.

وأكد مرصد الفتاوى الشاذة والتكفيرية، التابع لدار الإفتا، التراجع الكبير فى الآلة الإعلامية لدى "التنظيم" حيث بلغ عدد الصور التى بثها من يونيو إلى سبتمبر 2015 نحو 3217 صورة فى سوريا، ونحو 3762 فى العراق، فى مقابل انخفاض ملحوظ فى الأشهر الأخيرة حيث وصلت النسبة فى سوريا إلى 2500 ، بينما انخفضت فى العراق إلى 2700، وانخفضت الفيديوهات من 728 إلى 500.

الخلافات بين القادة
خلقت الضغوط المالية التى يواجهها قيادة التنظيم صدامًا بين كبار القادة، بسبب مزاعم الفساد وسوء الإدارة والسرقة، حيث أجبر نقص السيولة المالية، التنظيم على دفع نصف أجر لكثير من مجنديه السوريين والعراقيين.

ومن الأسباب الجوهرية أيضاً لتراجع التنظيم ما يدور من حديث حول خلافات بين الأجانب من جهة والعناصر السورية والعراقية من جهة أخرى، وما يُحكى عن فرار عدد من عناصر التنظيم، وتورط آخرين باختلاسات مالية كبيرة.

لكن الأمر الأخطر بالنسبة للتنظيم هو بدء ظهور مجموعات سرية متمردة تعمل على قنص عناصر داعش، وبالتحديد في منطقتي دير الزور والباب، ما يؤشر إلى احتمال توسّع رقعة التمرد وتفجر الخلافات بشكل أكبر، واندلاع معارك بين أهل القرى والمدن والدخلاء عليها.

وأفادت مصادر محلية الثلاثاء الماضى أن اختلافات كبيرة نشبت في صفوف عناصر التنظيم، إلا أن قيادات التنظيم الإرهابي أعلنت عن تنفيذ جلسة صلح بين من وصفتهم بـ «المهاجرين» وهم الأجانب، و«الأنصار» وهم المحليين.

إعدام عناصر التنظيم
حصار التنظيم والضربات الجوية الكثيفة فوقه، وتراجعه ماليًا، اضطر كثيرًا من عناصره للهروب، وهو ما تجلى في أنباء إعدام 10 من عناصره الفارين من المعارك في مواجهة القوات الأمنية العراقية في الكرمة بالفلوجة، كما طالب التنظيم أهالي مدينة سرت في ليبيا بإحضار اثنين من عناصره بتهمة الخيانة.

فيما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، فى أبريل الماضي أن تنظيم داعش أعدم 15 من عناصره في أكبر عملية من نوعها، على خلفية اتهامهم بالتواطؤ في اغتيال أبو الهيجاء التونسي، القيادي البارز في التنظيم، فى مطلع الشهر ذاته.

كما عمد التنظيم إلى إعدام 45 عنصرا من عناصره الهاربين من مواجهة القوات الأمنية العراقية في قضاء هيت فى أبريل الماضي.

وفى سبتمبر الماضى أقدم التنظيم على إعدام 50 مسلحا من عناصره رميا بالرصاص بتهمة الخيانة، وذلك إثر فرارهم من المعارك بين التنظيم والقوات العراقية في "بيجي" بمحافظة صلاح الدين شمال العراق.