رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

على درب الشهادة يلتقي الأشقاء.. قصة رقيب بالقوات المسلحة تزوج "زوجة أخيه" خفير الشرطة بعد وفاته ورعى بناته الثلاثة وأدخلهن "بيت العدل".. ومنعه القدر "بيد الإرهاب" من الفرحة بابنته الوحيدة

جريدة الدستور

يعيش الإنسان منا في الحياة ولا يعلم متى يأتي أجله ولا أين.. ومال الذي سيفعله فيها.. ولا كيف ستكون نهايته أو آخر أعماله.

وعلى الرغم من التضحيات المتوالية التي يقوم بها عدد من أهل مصر في مواقع عدَّة وبشكل خاص على الجبهات في محاربة الإرهاب، من رجال القوات المسلحة، والقصص الإنسانية التي نجدها وراء كل أسرة؛ إلا أن هناك حالات فريدة من نوعها قلما تحدث.. وهي مانرصده في الأسطر القادمة بطلها رقيب متطوع رعى أسرة أخيه وبناته الثلاثة- بعد وفاته- لعقد من الزمان، حتى زوجهن جميعًا.. إلا أن القدر بـ"يد الإرهاب" حال دون أن يُتم فرحته بابنته الوحيدة بلقاء ربه وتشييع جثمانه إلى مثواه الأخير.

شيع جثمان الشهيد محمد عبد الحميد، الرقيب المتطوع بالقوات المسلحة- والذي استشهد في الأعمال الإرهابية الاخيرة بسيناء- بعد ظهر اليوم الأربعاء.

وشهدت قرية صرد التابعة لمركز قطور حالة من الحزن الشديد الذي تحول لمظاهرات تنديد بالارهاب وبالاخوان عقب الصلاة على الشهيد بمسجد السلام بالقرية، وتم بعدها تشييع جثمانه الى المقابر في جنازة عسكرية مهيبة.

واكد اهالي القرية ان الشهيد عمره ٤٥ عاما وكان من المفترض ان يحصل على اجازته الجمعة المقبلة بعد طول غياب، لافتين إلى أنه لم يُنجب سوى طفلة وحيدة تبلغ من العمر ١٠ سنوات ووالداه متوفيان.

وقالوا إنه تزوج "زوجة شقيقه" الذي توفي في حادث سير من عشر سنوات وكان غفيرا بالشرطة.. وقرر الشهيد ان يتولى تربية بنات شقيقه الثلاث.. وبالفعل كافح حتى أتم تزويجهن.. ولم يتبق سوى ابنته الوحيدة التي لم يمهله القدر ورصاص الغدر والإرهاب ليحقق حلمه بتزويجها هي الأخرى.