رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بالصور والفيديو.. "الدستور" ترصد الألم في منزل الشاب علاء تقي الدين أحد ضحايا الطائرة المنكوبة.. كواليس ما قبل صعوده على متنها.. وما طلبه من والدته.. وطفلاه زيَّنا المنزل وطلبا ألا يوقظهما أحد غيره

جريدة الدستور

شهدت قرية سبرباي التابعة لمركز طنطا بمحافظة الغربية، حالة من الحزن بين الأهالي بشكل عام، وبين أقارب الشاب علاء تقي الدين، البالغ من العمر 35 عامًا، أحد ضحايا الطائرة المنكوبة بشكل خاص.

وتبدلت حالة الفرحة والشوق لعودته من فرنسا في الساعات الأولى من صباح يوم الخميس 19 مايو الجاري، لقضاء شهر رمضان وفترة إجازته وسط أسرته البسيطة، إلى حزن عميق ودموع لن تجف حتى الآن منذ وقوع الحادث.

ففى الوقت الذى كان فيه طفلاه الصغيران هشام وعمر يستعدان لاستقباله بتزيين المنزل ووالدتهما تقوم بإعداد طعام الإفطار حسب رغبة زوجها الفقيد- كالمعتاد-، وتنتظره بفارغ الصبر؛ جاء الخبر المشئوم بعد أن تلقوا نبأ اختفاء الطائرة المصرية التى كان يستقلها وكلهم أمل فى أن يكون على قيد الحياة.

لم تفقد أسرته الأمل، وأجروا عدة اتصالات بزملائه فى العمل بفرنسا وتوجهوا لمطار القاهرة لمتابعة الوضع والتأكد من استقلاله الطائرة المنكوبة، وتأكدوا بالفعل أنه كان ضمن ركابها.

"الدستور" انتقلت لمنزل أسرة علاء تقى الدين بقرية سبرباى والتقت بهم لمعرفة بعض الجوانب الإنسانية وتفاصيل ما حدث عقب علمهم بالحادث الأليم .

التقينا بالمهندس ماهر زكي عبد القدوس، زوج شقيقة علاء، مؤكدا أن الضحية سافر لفرنسا لتكوين مستقبله منذ أن كان عمره 19 عاما، وظل 9 سنوات وعاد للبلد لمدة 5 سنوات، ثم سافر مرة أخرى عقب الثورة وحصل على إقامة هناك.

وأضاف أنه سافر منذ 7 أشهر وقرر العودة لقضاء شهر رمضان وسط الأسرة، ولمراجعة بعض الدروس لابنة شقيقته التى تستعد لأداء امتحان الثانوية العامة.. لكن القدر لم يمهله.

وأشار إلى أن الأسرة كانت تستعد لاستقباله وقامت والدته بإعداد وجبة الإفطار له انتظارا لوصوله بعد أن حدثها عبر الهاتف وطمأنها أنه سيستقل الطائرة ويصل فى السادسة صباحا للمنزل، لكنه تأخر كثيرا عن موعده وأثناء انتظاره؛ تلقينا خبر اختفاء الطائرة فتوجهنا لمطار القاهرة في محاولة للوصول لأي معلومة تخصه لكن دون جدوى.

أما شقيقته سهام تقى الدين فتحدثت والدموع تنهمر من عينيها، مؤكدة أنها لم تفقد الأمل حتى الآن فى أن يكون على قيد الحياة، وقالت إنها كانت تعتقد أننا جئنا لنبشرها أنه سيعود.

وأضافت أنها توجهت للمطار فور علمها بالحادث أملاً فى العثور علي بارقة أمل بشأنه لكنها أصيبت بالإحباط بعد أن وجدت عدم اهتمام من جانب مسئولى المطار بمصير الضحايا وكل اهتمامهم البحث عن الطائرة فقط .

واستطردت حديثها والدموع تنهمر من عينيها قائلة إن شقيقها اتصل بزوجته وتحدث مع طفليه  هشام وعمر عبر النت وأرسل إليهما صورا لملابس العيد التى اشتراها لهما من فرنسا، فقام الطفلان بتزيين الشقة فرحا بعودة والدهما وطلبا من والدتهما عدم إيقاظهما من النوم لرغبتهما فى أن يقوم والدهما بذلك فور وصوله.. بينما كانت والدته تعد له طعام الإفطار لكن القدر لم يمهله لتناوله معهم مرددة حسبى الله ونعم الوكيل .

بينما قالت هدى ماهر طالبة بالثانوية العامة وابنة شقيقته إنها تحدثت معه قبل الحادث بساعات عبر الإنترنت وأكد لها أنه سيعود خصيصا لمراجعة بعض الدروس معها قبل الامتحانات وأنه حجز فى تلك الطائرة حتى يستطيع العودة مبكرا قبل بدء الامتحانات لكنه لم يعد.

وطالبت بكشف ملابسات تلك الواقعة بكل شفافية والقصاص من الجناة إذا ما تبين أن هذا الحادث جراء عمل إرهابى .

يذكر أن محافظة الغربية فقدت 9 أشخاص فى حادث الطائرة المنكوبة من بينهم طفلة تبلغ من العمر 4 سنوات كانت مع والدها ويدعى هيثم سمير ديدح 33 سنة أحد أبناء قرية ميت بدر حلاوة بسمنود، وشابان آخران بنفس القرية، وطبيب وزوجته بالمحلة، وشاب بقرية شبرا بابل بالمحلة، وشاب بقرية سبرباى بمركز طنطا وسيدة من مدينة طنطا.