رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الأيام دول".. حادث طائرة مصر للطيران يفضح النفاق الدولي.. المجتمع يمد يد الدعم بعد حادث "فرنسا" بدلا من اللوم في "شرم الشيخ".. وخبراء: معايير مزدوجة

صوره
صوره

"تناقض فاضح".. كلمتان تصفان ردود فعل المجتمع الدولي واختلاف ميزانه على الأحداث والكوارث التي تدور في العالم حيث يسعى لتوظيفها لصالحه فقط.

في نوفمبر 2015.. تلقى العالم نبأ سقوط طائرة روسية في سيناء بعد إقلاعها من مطار شرم الشيخ ومقتل من كانوا على متنها، بفزعٌ كبير وجاءت الردود بين فتح لجان للتحقيق وإطلاق التصريحات الشاجبة لتلك الحادثة وأخيرًا خرجت بريطانيا وروسيا وعدد كبير من الدول الأوروبية بقرار يقضي بوقف كافة رحلاتها الجوية إلى مصر على خلفية شبهات بوقوف الإرهاب وراء ذلك الحادث وأن مصر أصبحت ليس آمنة لزائريها والقادمين إليها.

وفي 19 مايو 2016.. تحطمت طائرة تابعة لمصر للطيران بعد إقلاعها من مطار "شارل ديجول" بالعاصمة الفرنسية "باريس" وعلى متنها 66 شخصا، وتلقى العالم ذلك النبأ بمحاولة التخفيف من وطأته بإرسال فرق مساعدة للبحث وتصريحات تعاطف مع ذوي الضحايا ووعود بفتح تحقيقات لكن أحدًا لم يحمل فرنسا حتى الآن مسؤولية الحادث ولم يتحدث أحد عن احتمالية وقف رحلات طيران إلى فرنسا التي ما تكاد تستفيق من حادث إرهابي حتى تدخل في آخر منذ عام 2015

وحول السر في اختلاف التعامل الأوروبي مع الحادثين رغم تشابهما، يقول الدكتور سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية، إن الدول الأوروبية لم تلغ رحلاتها بعد الهجوم الإرهابي الأكبر الذي حدث في باريس في نوفمبر من العام الماضي وبالتالي لن تلغه في حادث طائرة عابر وأرجع ذلك إلى أن تلك الدول لا تُبالغ في حديثها عن الإرهاب الذي يهددها.

وأضاف صادق، في تصريح لـ"الدستور"، أن هناك مؤشرا يسمى بمؤشر الدول الهشة يبدأ من 12 وهي الدولة الأكثر استقرارًا وينتهي بـ120 الدولة الأكثر اضطرابًا وتحتل مصر في تلك المؤشر رقم 90 أي ما يضعها في موضع الشبه دولة كما تحتل مصر رقم 13 في الدول الأكثر تعرضًا للإرهاب ويعد هذا أحد اهم أسباب اختلاف التعامل، أما السبب الثاني فهو أن فرنسا لا تهددها مؤامرات خارجية وتتمتع بالاستقرار السياسي الذي يجعل من تلك الأحداث وإن تكررت عابرة ولا تطلق مخاوف للدول الاخرى بمنع سفر مواطنيها أما مصر فتتآمر عليها تركيا وقطر وجماعات داخلية إرهابية.

أما الدكتور محمد عبد القادر، الخبير بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية فقال إن هناك معايير مزدوجة في التعامل مع الأحداث التي تضرب مصر أو أي دولة أوروبية ففي أوروبا يتم معالجة الحدث برفع درجة الاستعدادات الأمنية وزيادة التأمينات للمطارات يكون منع السفر الأبعد عن المطروح على الساحة؛ لوضع فرنسا وكونها عضوًا بالاتحاد الأوروبي

وأضاف عبد القادر، في تصريح لـ"الدستور"، أن الحوادث الإرهابية في فرنسا ربما متكررة في الفترة الأخيرة ولكنها ليست اعتيادية أما مصر فقد شهدت 3 حوادث طائرة في عام كما أن السلطات الأمنية لا تلوم نفسها في كل حادث وترجع الأمر إلى الإرهاب وبالتالي فهي لا تهتم بمعالجة الخطط الأمنية مما يضعف ثقة العالم بها

وتابع عبد القادر قائلًا، إن بطولة أمم أوروبا المقررة في فرنسا ستجري في موعدها رغم كل ما تواجهه فرنسا ولكن بمزيد من التشديدات الأمنية.