رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ساسة أمريكا يهاجمون الكونجرس: خسارة الشرق الأوسط كارثة

جريدة الدستور

توتر العلاقات في أوجه بين السعودية والولايات المتحدة الأمريكية بعد تمرير الكونجرس قانون يتيح مقاضاة المملكة في أحداث 11 سبتمبر، ووسط حالة سجال ومهادنة من الرئيس باراك أوباما وتهديد من الرياض ينتظر العالم حسم هذه القضية لتجنيبه أزمة اقتصادية جديدة.

وقال "جوش إرنست"، المتحدث الرسي باسم البيت الأبض،: "إن إدارة البيت الأبيض تثق في عدم تنفيذ السعودية لتهديدها بسحب استثماراتها من واشنطن، خاصةً أنها تقدر أهمية الحفاظ على استقرار النظام المالي العالم مثلنا تمامًا"، واصفًا الرياض بـ"الحليفة القوية".

وأوضح "إرنست" أن باراك اوباما لا يؤيد هذا القانون، ولن يوقع عليه حال تمرير الكونجرس له، لانه سيعرض الاقتصاد الامريكي للانهيار، وهو ما يشكل خطرًا جسيمًا على البلاد.

وكشف مسئولان في وزارة الخارجية الأمريكية، لشبكة "CNN" الأمريكية، أن وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، وجه تحذيرات لمشرعي الكونجرس، خلال زيارته الأخيرة لواشنطن، في مارس الماضي، قائلًا: "الاستثمار الأمريكي سيعرض للخطر حال تمرير مشروع القانون، ويجب أن تفكرون كيف تحمون أنفسكم من هذا الخطر".

وتفرض السلطات الأمريكية السرية على 28 صفحة من تقرير التحقيقات حول 11 سبتمبر، يقال إنها عن دور الحكومات الأجنبية في المخطط، بينما يطالب المسؤولون السعوديون بالكشف عن هذه الصفحات المفروض عليها السرية منذ عام 2003، قائلين إن ذلك سيمنحهم الفرصة للدفاع عن أنفسهم ضد الاتهامات بالتورط في الهجمات.

وحذر المحلل الأمريكي المتخصص في شؤون القانون الدولي، بول كالين، من تبعات تمرير الكونجرس لقانون يسمح لأسر ضحايا هجمات 11 سبتمبر بمقاضاة الحكومة السعودية، بزعم تورطها في الحادث، قائلًا إن هذا القانون يتيح الفرصة لمقاضاة الولايات المتحدة بتهمة "قتل المدنيين" في سوريا والعراق وغيرها من البلدان التي تشارك فيها واشنطن بتحالفات دولية لدحر الجماعات الإرهابية.

وأضاف كالين: "القانون سيصبح خطرًا على أمريكا نفسها، خاصة على الصعيد العسكري، لان طائراتنا التي تعمل ضمن تحالفات لدحر الإرهاب قتلت العديد من الأبرياء، وهو ما سيعرضنا للمحاكمة القضائية من أهالي هؤلاء الضحايا".

وفي هذ السياق، قال السكرتير الإعلامي السابق داخل "البيت الأبيض"، آري فليتشر، إن الإدارة الأمريكية الحالية، برئاسة باراك أوباما، خسرت فرصة للتواجد في الشرق الأوسط بمساندتها إيران وقطر، ضد المملكة العربية السعودية.

وتابع فليتشر: "هناك صف استراتيجي بالشرق الأوسط يتمثل في إيران وقطر من جهة والسعودية وإسرائيل ومصر والأردن في الجهة الأخرى"، معربًا عن آسفه لمعداة الجهة الأخرى لحساب طهران والدوحة.

وتعليقًا على فرض أمريكا للسرية على 28 صفحة في التحقيقات الخاصة بهجمات 11 سبتمبر، أكد "فليتشر" أن أن السرية سببها هو المصادر والطريقة التي تم جمعها بها، موضحًا أن واشنطن لا تريد أن تكشف هذه المصادر.

وقال رئيس قسم دراسات الشرق الأوسط في جامعة "لندن"، فواز جرجس، إن الأصول السعودية في الولايات المتحدة الأمريكية تتراوح قيمتها بين 700 مليار وتريليون دولار.

وفي السياق ذاته، قالت نهى بكر، دكتور العلاقات الدولية بالجامعة الأمريكية، إن المملكة السعودية تستخدم استثماراتها داخل الولايات المتحدة كـ"ورقة ضغط" على إدراة أوباما لمنع تمرير مشروع هذا القانون، خاصةً أنه لا يمكن تمرير المشروع دون موافقة رئيس البلاد، حتى لو اتفق عليه مجلسي الشيوخ والنواب.

وأضافت، في تصريحات لـ"الدستور"، أن بيع السعودية لأصولها الإقتصادية في واشنطن سيؤدي إلى انهيار المؤسسات المالية في أمريكا، وهو ما لن تسمح به الإدارة الأمريكية.

وكانت أسر ضحايا هجمات 11 سبتمبر رفعت دعوى قضائية ضد الحكومة السعودية، ولكن قضت المحكمة الفيدرالية، العام الماضي، برفض الدعوى بسبب الحصانة التي تملكها المملكة في هذه القضية.