رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مفاجأة.. فضيحة المخطط السري الروسي فى سوريا

صوره ارشيفيه
صوره ارشيفيه

المخطط يعتمد على تصدير الجهاديين إلى سوريا وضربهم هناك منعًا لتخريب موسكو
2900 متشدد غادروا روسيا للقتال في الشرق الأوسط بحلول 2015

دعم روسيا لنظام بشار الأسد، وإرسال قواتها للدفاع عنه، استند إلى مخطط سري، يعتمد على ضرب عصفورين بحجر، أولهما دعم حليف استراتيجي مهم في منطقة الشرق الأوسط، وثانيهما ما لم يكن يتوقعه أحد.

الهدف الثاني من المخطط، فضحته مقابلة أجرتها وكالة «رويترز» مع الجهادي الروسي، «سعدو شرف الدين الدينوف»، الذي كشف أن موسكو قررت التخلص من خطر الهجمات الإرهابية في الداخل، بتصدير كافة العناصر المتشددة على أراضيها، للقتال مع جبهة النصرة وداعش في سوريا، ثم تقوم بضربهم بالطائرات جميعًا، ولذلك غضت المخابرات والشرطة الروسية طرفها عن مغادرة الإرهابيين للبلاد، بل وصل الأمر لأبعد من ذلك، حيث شجع المسؤولون، المتشددين على المغادرة، والذهاب الى سوريا.

«الدينوف» كان على قائمة المطلوبين لدى السلطات في روسيا، قبل 4 أعوام، وكان يتخفى في الغابات بشمال القوقاز ويراوغ دوريات الشرطة شبه العسكرية ويحيك المؤامرات لشن هجمات ضد موسكو، قبل أن يتحول مصيره فيما بعد، ففي ديسمبر 2012 تلقى عرضا غير متوقع من ضباط مخابرات روس، مفاده أنه إذا وافق على مغادرة روسيا فلن تعتقله السلطات وستعمل في الحقيقة على تيسير ذلك، بحسب حواره لـ«رويترز».

ووافق شرف الدينوف على الرحيل، وبعد أشهر قليلة منح جواز سفر جديد باسم جديد وتذكرة ذهاب بلا عودة إلى اسطنبول، وبعد فترة وجيزة من وصوله إلى تركيا عبر الحدود إلى سوريا وانضم لجماعة إسلامية بايعت فيما بعد تنظيم الدولة الإسلامية المتشدد.

كما كشفت رويترز، عن هوية خمسة متطرفين روس آخرين غادروا روسيا بمساعدة مباشرة أو غير مباشرة من السلطات وانتهى بهم المطاف في سوريا، ويقاتل أغلبهم في صفوف جماعات متشددة تقول روسيا الآن إنهم ألد أعدائها.

بداية التفكير فى هذه الفكرة، كان في عام 2013، حين بدأ المتشددون في التهديد بمهاجمة الألعاب الأوليمبية في سوتشي، وبثوا مقاطع فيديو لتهديداتهم على الإنترنت، ومثل هذا الهجوم قد يحرج روسيا في حدث يهدف لإبرازها على الساحة الدولية، مما دفعها للإسراع بتنفيذ مخططها قبل الألعاب الأوليمبية الشتوية، التي أقيمت عام 2014، لأن السلطات الروسية خشيت من أن المتشددين من داخلها قد يستهدفون، ذلك الحدث الدولي.

وقالت إيكاترينا سوكيريانسكايا، كبيرة المحللين، في مجموعة الأزمات الدولية، إنه قبل دورة الألعاب الأوليمبية لم تمنع السلطات الروسية المغادرة، حيث كانت هناك مهمة محددة وقصيرة الأجل لضمان أمن الألعاب الأوليمبي، لذلك شجعت روسيا على تدفق الشباب المتطرف على الشرق الأوسط. وأضافت أن اللغة الروسية هي اللغة الثالثة التي يتم التحدث بها داخل تنظيم داعش بعد العربية والانجليزية.

ويعتبر السماح للمتشددين بمغادرة روسيا خيارا مريحا بالنسبة للمتطرفين وللسلطات على حد سواء، فقد قاتل الجانبان بعضهما البعض في منطقة شمال القوقاز ذات الأغلبية المسلمة ووصلا لطريق مسدود.

فقد أصاب الإرهاق الجماعات الإسلامية التي تقاتل لإقامة دولة مسلمة في المنطقة بعد سنوات من الملاحقة وفشلت في تحقيق أي انتصارات هامة على قوات الأمن، كما أصيبت السلطات بخيبة الأمل لأن المتشددين المتحصنين في مخابئ جبلية بعيدة أو يحميهم المتعاطفون معهم تمكنوا من تجنب الاعتقال.

وقال ألكسندر بورتنيكوف مدير جهاز الأمن الروسي في جلسة للجنة مكافحة الإرهاب الوطنية في أواخر العام الماضي إنه بحلول ديسمبر 2015 غادر نحو 2900 روسي للقتال في الشرق الأوسط، وأشارت بيانات رسمية إلى أن ما يقرب على 90 % منهم غادروا روسيا بعد منتصف عام 2013.