رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«مغامرة في قلب الحرب».. تفاصيل 56 ساعة داخل معسكرات الجيش الروسي بسوريا.. تهديد بالقتل لصحفي أمريكي بعد رحلة بقاعدة «حميحم» العسكرية

جريدة الدستور

البداية كانت باتصالٍ هاتفي تلقاه أندرو روث، مراسل جريدة "واشنطن بوست" الأمريكية في موسكو تعرض عليه وزارة الخارجية الروسية جولة صحفية لمدة 3 أيام مع الجيش الروسي في سوريا ولكن في حالة نقله صورة سيئة عنهم ستكون الرحلة الأولى والأخيرة له.

يحكي روث تجربته في 56 ساعة مع الجيش الروسي بدأها بأن الهدف من تلك الزيارة هو تحسين صورة الجيش في وسائل الإعلام وإخراجه في صورة المتسامح الذي يوفر مناخًا آمنًا لعمل الصحافة.

رحلة نظمها الجيش الروسي لنحو 100 صحفي ومراسل دولي وصحفيين روس، انطلقت بركوبهم طائرة من طراز "اليوشن62" من موسكو إلى قاعدة "حميحم" في سوريا وسحبت منهم جوازات سفرهم في الطريق.

وقال روث، "كانت وجهتنا القاعدة الجوية نفسها وعندما وصلنا وجدنا أن الأفراد العسكريين يقفون في تشكيل منظم لأداء بعض التمرينات تمهيدًا للاحتفال بهزيمة ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية التي تحل ذكراها في 9 مايو.

داخل القاعدة العسكرية ملعبٌ للكرة الطائرة، منطقة تجريب، وخيمة للدعم النفسي وأخرى لمناقشة الأخبار السياسية، ثكنة نموذج، وقاعة طعام للجنود.

وعند السؤال عن الحياة على قاعدة، أشار العديد من الجنود إنهم يخدمون لمدة ثلاثة أشهر ولديهم الوقت الكافي يوميًا للاسترخاء، مع حفلات موسيقية في عطلة نهاية الأسبوع.

على مدرج المطار نحو أحد عشر طائرة من بينها مقاتلات سو 24 و سو 34 قاذفات القنابل، وكذلك المقاتلات الروسية سو 35، ولا تقل الطلعات الجوية لتلك الطائرات عن 20 طلعة في اليوم.

وقال إيجور كوناشنكوف، المتحدث العسكري الروسي، إن تلك الطائرات تقوم بمهام قتالية في المناطق التي تسيطر عليها الدولة الإسلامية.

وعن القصف الروسي لمستشفى حلب والذي أودى بحياة العشرات من المدنيين قدم كوناشنكوف، صورة يقول إنها التقطت عبر الأقمار الصناعية تظهر أن المستشفى لم يتم قصفها وأن كل التقارير الإخبارية التي ذكرت وقوع وفيات جراء القصف هي مكذوبة وغير صحيحة لأن الغارات الروسية لم تستهدف المدنيين على الإطلاق.. حسب قوله.

"حافلات أتت إلينا لتنقلنا إلى قرية كوكب" شمالي مدينة حماة والتي فور أن دخلناها وجدنا مئات القرويين في الشوارع يحملون صور الرئيس بشار الأسد وأعلام سوريا ويهتفون بالاستقرار وعلى الجانب الآخر حزم مساعدات إنسانية توزعها القوات الروسية داخل خيمة ويتلقاها أكفال ورجال غطوا انفسهم بعلم سوريا الذي يضم اللونين الأحمر والأبيض" هكذا عاد أندرو روث يستكمل حديثه.

وتدخل جندي حكومي يدعى فراس يخبرهم أنه مسيحي من حمص، وأن زوجته وآباه وأمه تم ذبحهم من قبل الإسلاميين مؤكدًا أنه لن يتوقف عن قتال الإرهابيين وأنه لولا دعم الجيش الروسي للسوري لم يكن ليبقى هو على قيد الحياة.

على بعد نحو ساعتين وفي مدينة "اللاذقية" انتقل روث ورفقائه إلى سوريا "الناعمة بالرخاء" مشهد يختلف كليًا عما تبثه وسائل الإعلام من دمار وانهيار حيث فندق خمس نجوم مع إطلالة ساحرة من المياه الكريستالية الزرقاء في البحر الأبيض المتوسط، الجلوس بها يجعلك تنسى أن البلاد في حالة حرب.

وفي اليوم التالي حفلة في ساحة مدينة "تدمر" لعازف التشيلو الشهير يدعى سيرجي رولديجن، الذي يمتلك حسابات مصرفية في الخارج التي خدمت كقناة لمئات الملايين من الدولارات وفق لتسريبات "بنما.
ولكن مع كل تلك الخدمات الهائلة إلا أن اتصالات الإنترنت منقطعة عن المدينة والطرق المؤدية إليها مغلقة.