رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"داعش" يغزو العالم.. "الكاريبي" منبع تدفق الجهاديين لأصحاب "الرايات السوداء".. والتنظيم يرصد 3 مليار دولار للزحف بآلته الإعلامية

جريدة الدستور

"الكاريبي" منبع جديد لتدفق المجاهدين المنضمين لتنظيم "داعش"، في دول الشرق الأوسط، حيث نجح أصحاب الرايات السوداء في تجديد دفعات كبيرة من شباب دول الكاريبي، تجاوز 150 شخصًا خلال الفترة القليلة الماضية.

وتقع منطقة "الكاريبي"، في الجنوب الشرقي من أمريكا الشمالية وشرقي أمريكا الوسطى وإلى الشمال والغرب من أمريكا الجنوبية، وتضم عددًا من الدول منها " دومينيكا، غيانا، هايتي، جامايكا، وسورينام ، ترينيداد وتوباغو، وبرمودا ، جزر العذراء البريطانية، كولومبيا، جمهورية الدومينيكان، المكسيك ، بورتوريكو، فنزويلا".

وبات " الكاريبي" أرضا خصبة لتجنيد متطوعين للعمل في صفوف تنظيم داعش ، بعد سفر العديد من الشباب من ترينيداد وعدد من المستعمرات البريطانية السابقة في "الكاريبي" إلى سوريا، وبحسب تقرير رسمي عرضته "التايمز" البريطانية، فإن 90 شخصًا على الأقل من جمهورية ترينيداد وتوباجو، انضموا إلى صفوف تنظيم داعش، وهي نسبة مرتفعة بالقياس إلى عدد سكان البلاد الذي لا يتجاوز 1.3 مليون نسمة، وتعد أعلى بنسبة 50 في المئة من نسبة المنتمين للتنظيم القادمين من بلجيكا.

الاستخبارات تحذر

ورصدت تقارير رسمية لاستخبارات الدول الكبرى، أدلة تفيد بأن تنظيم "داعش"، بات يستهدف هذه المنطقة في دعايته الجهادية بوصفها منطقة رخوة يسهل اختراقها، حيث عرض التنظيم شريط فيديو دعائي أنتجه لاستهداف" ترينيداد" وظهر فيه مسلحون يتحدثون بلهجة الهند الغربية، حيث تضم ترينيداد جالية مسلمة ترجع أصولها الى جنوب شرق آسيا، لكن من انخرطوا في صفوف التنظيم من أصول افروكاريبية تحولوا إلى الإسلام.

ومن جهتها حذرت الولايات المتحدة من أن الجاليات المسلمة في المستعمرات البريطانية السابقة في الكاريبي يمكن أن تصبح مصدرا لهجمات على الأراضي الأمريكية، وأكد الجنرال جون كيلي، الرئيس السابق لقيادة المنطقة الجنوبية في الجيش الأمريكي، أن مناطق ترينيداد و سورينام وجامايكا وفنزويلا أصبحت بلدانا ينشط تنظيم "داعش" في تجنيد عدد لا بأس به من المتطوعين منها.

وقال "كيلي"، في تصريحات له،:" إن 150 شخصا ممن سيصبحون جهاديين قد سافروا من منطقة الكاريبي إلى سوريا، والقلق الأكبر من رسالة التنظيم إلى هؤلاء للبقاء والتحضير لهجمات في بلادهم أو البلدان المحيطة بهم فيصبحون خلايا نائمة تهدد أمان دول العالم".

وبدوره أكد "أرثر سنيل"، المفوض السامي البريطاني السابق في ترينيداد، أن "جماعة المسلمين" - حركة سلفية صغيرة- ظلت نشطة في ترينيداد لعقود، ولها صلات سياسية واجرامية، حيث حاولت القيام بانقلاب عام 1990 وسيطرت على البرلمان ومحطتين اذاعيتين، وقد قتل 23 شخصا في هذه المحاولة الانقلابية الفاشلة، وتورط أعضاء في هذه الجماعة بمؤامرة لزرع قنابل في مطار جون كينيدي في نيويورك.

وتابع،:" المجموعة التي ذهبت إلى سوريا وتلقت تدريبا مناسبا على الأسلحة وحصلت على خبرة في الجبهات الأمامية للقتال ستكون سامة وخطرة جدا".

وحذر الوزير السابق في الحكومة التريندادية، "جاري جريفث"، مواطنيه من السفر إلى سوريا، واصفًا الوضع بأنه الخطر المحدق ببلاده.

يظهر من خلال حروب الجيل الرابع والذي تعتمد في الأساس على وسائل الإعلام ونشر الشائعات من خلاله، وكان الركيزة الكبرى الذي اعتمد عليها تنظيم داعش الإرهابي، في استقطاب عدد كبير والانبهار بالتقارير الإعلامية التي كان يتم إصدارها باستهداف بعض المتعاطفين للانضمام لها.

إعلام "داعش"

"حرب الإعلام" نوع جديد عرفه العالم في نهايات الحرب العالمية الأولى ولكن لم يتم استغلاله ووضع قواعده إلا خلال السنوات القليلة الماضية، فبات استهداف الروح المعنوية للقوات المعادية وكسب ثثقة المؤيدين من أفراد الشعوب أهم أولاويات وزارات الدفاع والأجهزة الاستخباراتية لدول العالم.

وكشفت عدد من الدراسات المتخصصة أن تنظيم "داعش" يملك سبع قنوات فضائية، و90 ألف حساب على مواقع التواصل الاجتماعي، وتقدر ميزانيته التى خصصها لحربه الإعلامية للترويج لسيطرته على دول الشرق الأوسط ومناطق تمدده بثلاث مليارات دولار.

وبات "داعش" يخوض حرب الإعلام بدرجة عالية من التقنية والشمول والاحتراف، مستعينا بجنود يصعب حصرهم من المؤيدين الالكترونيين عبر العالم، حيث يستخدم وسائل الإعلام التقليدية والجديدة وجميع انماط الأدوات والبرامج الإعلامية المرئية والمسموعة والمكتوبة، لاعداد ونشر ايدولوجيته وتحقيق أهدافه الثقافية والسياسية والعسكرية في فترة قياسية، وذلك عن طريق مراعاة الجوانب النفسية والاجتماعية والثقافية للمتلقين رسالته الإعلامية.

ونشاء الجهاز الإعلامي لتنظيم "داعش" منذ عام 2006 تحت راية "دولة العراق الإسلامي"، وسرعان ما تصدر الساحة خلال السنوات الخمسة الأخيرة باستخدام أحدث التقنيات ونجح في القضاء على منافسه في القوة الميدانية "تنظيم القاعدة" والذي حاول خلال الفترة الماضية العودة من جديد من خلال عدد من الوكالات الإعلامية ومجلة إلكترونية تحت اسم"المسري"، وفيديوهات يتم بثها عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلا أن الضوء لازال مسلطًا على تنظيم "داعش" لسياسته الإعلامية الفريدة والتى نجحت في اجتذاب الآلاف من الأشخاص في دول العالم للانضمام تحت رايته.

ومن جهته أكد صبرة القاسمي، منسق الجبهة الوسطية لمواجهة الفكر التكفيري، أن الصراع بين تنظيم "القاعدة"، و"داعش"، اشتد، حيتث توجد سوابق اعتداءات بين التنظيمات في سوريا، بدأتها جبهة النصرة، التابعة للقاعدة، على تنظيم "داعش"، ورد بعدها التنظيم بعدد من الهجمات على الجبهة، ليشتعل الصراع بين الطرفين.

وأضاف القاسمي، في تصريحات له، أن الوضع أصبح مرتبك بين التنظيمات الإرهابية في المنطقة العربية، حيث يحاول كل طرف السيطرة على "تورتة" الإرهاب، وأصبح عامل المصلحة السبب الرئيسي وراء الصراع بهدف السيطرة على المناطق المستهدفة وتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية واقتصادية.

وقبل أيام أصدر المكتب الإعلامي، لـ" ولاية الرقة"، مقطعا مصورا تحت عنوان "رسالة إلى فرسان الإعلام" ، يشكر من خلالها عناصر التنظيم الحربية، جهود الأداة الإعلامية للتنظيم على الانترنت، وأظهر الفيديو مقاطع من برامج إخبارية أجنبية تتحدث عن القوة الإعلامية للتنظيم، وأنه يتغلب على العالم في الميدان الإعلامي.

وأكد الكاتب والمفكر، ناصر فياض، أن تنظيم "داعش" لديه اداة اعلامية قوية ساهمت فى تجنيد الكثير، واستغلها في التوغل في دول العالم وتحريك جيوشه لاحتلال المزيد من الأراضي في الشرق الأوسط وإفريقيا وأسيا، قائلًا:"إن تنظيم داعش يقوم بعمل دعاية نجحت فى تجنيد عدد كبير من الأوروبيين والتأثير عليهم من خلال مواقع التواصل الاجتماعى والمواقع التابعة له،وهذا يتطلب عمل تحليل اجتماعى ونفسى وبخاصة ان معظم المنضمين للتنظيم الارهابى كانوا يعيشون حياة مرفهة وليس لديهم مشكلات وهذا يتطلب تنسيق دولى من أجل مواجهة هذا الفكر المتطرف ويدينون بديانات يكفرها التنظيم".

وتابع فياض، في تصريحات:" هناك العشرات يتسربون يومياً فى أوروبا لتنظيم داعش،ويعتبر
الأوروبيين المنضمين لتنظيم داعش هم المسيطرين عليه ولا علاقة للاجئين السوريين الموجودين بأوروبا بالعمليات الإرهابية التى وقعت فى بلجيكا".