رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مأساة حلب في عيون العالم.. شجب وإدانة واتهامات.. "واشنطن" تصفها بالأمر المروع.. و"أردوغان" يعلن الحرب على بشار.. "مصر" تُعلق: جريمة يندى لها الجبين.. و"روسيا" تتهم التحالف الدولي بالتورط في "المجزرة"

جريدة الدستور

"قصف جوى عنيف" بهذه العبارة بدأ المراسلون الحربيون، تقاريرهم من داخل أقدم مدينة في التاريخ "حلب السورية" إذ يعود تاريخها إلى نحو 7 آلاف عام قبل الميلاد، فلم يقتصر القصف على معاقل المعارضة في المدينة فقط ولكن تجاوز ذلك إلى المدنيين، وتم قصف مستشفى ومدارس المدينة لتصف العديد من دول العالم ما يحدث بأنه إبادة جماعية للسوريين.

وانتشرت تحقيقات تليفزيونية، ترصد الوضع الكارثي بالمدينة العريقة فظهرت فظاعة القصف الجوى على منازل المدنيين وسط أشلاء الضحايا ودموع الثكالى وبكاء الأطفال لمفارقة ذويهم، حيث اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي، وتداول النشطاء العديد من الهاشتاجات منها "حلب تحترق" و "حلب تباد" و "لك الله يا سوريا" لوصف ما يحدث من إبادة جماعية للشعب الصوري على يد طيران نظام الأسد.

ودخلت حملات القصف الجوي المكثف يومها الثامن منذ إقرار هدنة بين النظام والمعارضة، في "حلب"، لتخلف مئات القتلى وآلاف الجرحى، ودفعت المجلس المحلي في مناطق سيطرة المعارضة إلى تعليق صلاة الجمعة، بكافة المساجد خوفًا من قصف طيران النظام لمجمعات المدينة من أسواق ومدراس ومساجد ومستشفيات.

تنديد دولي

وأدى التصعيد العسكري من قبل نظام الأسد في حلب إلى تقويض مباحثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة في جنيف، ما دفع مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا "ستيافان دي ميستورا" إلى مناشدة الرئيسين الأميركي والروسي، للتدخل لإنقاذ ما وصفه بـ"الهدنة التي تحتضر"، قائلًا:" قتيل كل 25 دقيقة في حلب".

خرجت الخارجية الأمريكية معبرة عن أسفها لسقوط ضحايا من المدنيين في القصف الجوى لقوات الأسد على حلب السورية، وطالبت الدول الغربية تطبيق الهدنة، وتصاعدت التنديدات الأممية بالوضع الكارثي التي آلت إليه الدولة السورية، فيما دعت أمريكا روسيا إلى استخدام نفوذها للضغط على الحكومة السورية لوقف الهجمات.

وقام وفد المعارضة السورية بالانسحاب من مفاوضات "جنيف"، حيث أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن القصف بالطائرات الحربية لقوات النظام على مناطق سيطرة الفصائل بالمدينة، أسفر عن مئات الشهداء والجرحى والمفقودين، وأضرار مادية ودمار في ممتلكات مواطنين.

البيت الأبيض: "أمر مروع"

أدانت الولايات المتحدة "الغارات الجوية الأخيرة" في حلب، شمالي سوريا، حيث قال "جوش إرنست" المتحدث باسم البيت الأبيض " ندين بشدة موجة الغارات الجوية والقصف الذي أدى إلى مقتل أكثر من 60 شخصا داخل مدينة حلب في غضون الـ 24 ساعة وهو أمر مروع".

من جهتها قالت وزارة الخارجية الأمريكية، إن الغارة الجوية السورية على مستشفى في حلب أمر "مستهجن"، داعية روسيا إلى استخدام نفوذها للضغط على حكومة دمشق لوقف الهجمات.

وصرح جون كيربي المتحدث باسم وزارة الخارجية قائلا، " واشنطن لا تزال تحاول معرفة المزيد من المعلومات عن الهجوم الذي طال المستشفى المدعوم من منظمة "أطباء بلا حدود... ويبدو أن هناك عشرات الضحايا... مرة أخرى ندعو النظام إلى وقف هذه الهجمات التي لا معنى لها على الإطلاق، والتي هي انتهاكات لاتفاق وقف الأعمال العدائية".

واعتبر مراقبون، أن القصف المتعمد للمدنيين في سوريا من شأنه أن يطيح بالمفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة، والتى قطعت فيها شوطا كبيرا باتفاق طرفي الحكومة والمعارضة على ضرورة أن تكون هناك حكومة انتقالية مع وجود خلافات حول ملامح هذه الحكومة.

من جانبه، ندد كبير المفاوضين، محمد علوش، بالغارات الحكومية، مؤكدا أن التطورات العنيفة التي شهدتها سوريا مؤخرا لا تفضي إلى أي عملية سياسية.

مصر:"جريمة يندى لها جبين الإنسانية"

أدانت مصر قصف حلب بشدة، وما خلفته من مشاهد يندى لها جبين الإنسانية، وقال المستشار أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمى، باسم وزارة الخارجية،" إن الشعب السورى الشقيق يتطلع لعدم تكرارها فى أعقاب التوصل، إلى اتفاق وقف العدائيات فى 27 فبراير الماضى، وما نجم عنه من حالة هدوء أعادت الأمل ومهدت الطريق لإطلاق المحادثات بين الأطراف السورية، فى جنيف تحت رعاية الأمم المتحدة والمجتمع الدولى".

وعبر أبو زيد، عن القلق البالغ، الذى ينتاب الحكومة المصرية إزاء تدهور الوضع الميدانى على الساحة السورية، وما يتوارد من معلومات عن سقوط العديد من المدنيين ضحية للتصعيد، والأثر السلبى الذى يمكن أن يترتب على ذلك سواء على الصعيد الإنسانى أو السياسى، لاسيما وأن الحاجة تقتضى تطوير العملية السياسية والانتقال بها إلى مرحلة التفاوض المباشر، بالإضافة إلى تسهيل تمرير المساعدات الإنسانية لأبناء الشعب السورى فى جميع المناطق المحاصرة.

ألمانيا: بشار ينتهك القانون الدولي

أكد متحدث الحكومة الألمانية "ستيفن سيبرت"، أن المعلومات المتوفرة لدى بلاده تشير إلى ضلوع قوات النظام السورى فى قصف المستشفى، قائلًا:" الاشتباكات المتواصلة فى محيط حلب وأرجاء البلاد عامة ستؤدى إلى فشل وقف إطلاق النار، إلى جانب فشل مباحثات جنيف".

وتابع "سيبرت"،:" النظام مازال يمارس سياسة التجويع الممنهجة، وحرمان الشعب من الخدمات الطبية، وهذا يعنى انتهاكًا صارخًا للقانون الدولى".

فرنسا: تدعو لدعم سوريا

أدانت فرنسا استهداف مدينة حلب، حيث قال وزير خارجيتها "جون مارك إيرولت"،:" حيال الانتهاكات التى تزداد خطورة لاتفاق وقف الأعمال القتالية أدعو إلى عقد اجتماع وزارى فى أقرب وقت للمجموعة الدولية لدعم سوريا".

"الأمم المتحدة": إحقاق العدالة

كما أدان بان كى مون، الأمين العام للأمم المتحدة، القصف الذى استهدف مستشفى حلب، قائلا: "إن هذه الأحداث لا يمكن تبريرها وينبغى إحقاق العدالة بحق من يرتكبون هذه الجرائم".

بريطانيا: "الضغط على بشار"

طالبت بريطانيا روسيا بالضغط على نظام الأسد، وحملته مسؤولية إخفاق محادثات السلام التي عقدت أخيرا في جنيف.

وأعربت إيطاليا عن "قلقها" من "القصف العشوائي" الذي يقوم به طيران النظام السوري ، فضلا عن الأوضاع الإنسانية "المأساوية" في بعض المناطق الخاضعة للحصار من قبل النظام.

رعد الحسين: "القوى الكبرى متواطئة"

وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان زيد بن رعد الحسين،" إن إخفاق مجلس الأمن المستمر في إحالة الوضع في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية يعدّ مثالا على أكثر أشكال الواقعية السياسية خزيا، وأن كثيرين باتوا مقتنعين أنّ القوى الكبرى العالمية متواطئة بالفعل في التضحية بمئات آلاف البشر وتشريد الملايين".

أردوغان: يعلن الحرب

وأدانت الخارجية التركية بشدة ما حدث وحملت النظام السوري وروسيا المسؤولية عنه، وذكرت في بيان لها،:"من الواضح أن الجرائم المرتكبة لن تبقى دون عقاب، وندعو المجتمع الدولي للوفاء بمسؤوليته أمام "الجرائم الخطيرة" التي ترتكب ضد الإنسانية".

وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، دخول سلاح جو بلاده في مواجهة مع سلاح الجو التابع لنظام الأسد، قائلًا:" ما هذا الصمت البالغ من تلك الجامعة التى لا يمكن أن نطلق عليها اسم عربي، إن قواتنا الجوية ستطوق وكر وقوات الغاشم الأكبر وتنقذ الشعب من الظلمة الذين طغوا في البلاد ".


السعودية:"أفعال إرهابية"

وصفت السعودية ما حدث بالعمل الإرهابي، ودعت حلفاء بشار إلى الضغط عليه لوقف هذه الاعتداءات.

واستنكرت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء بالسعودية، بشدة، "مجزرة" مستشفى القدس بحلب، واعتبرت ذلك "جريمة متكاملة في أدواتها ووسائلها وخططها وتنفيذها، في حين أن العدالة الدولية لا تتخذ أي خطوة حقيقية لمحاسبة المجرم الذي يصدر العنف والإرهاب ويشرد الملايين من البشر إلى أنحاء العالم".

وأدانت قطر الوضع الكارثي في حلب، ودعت المجتمع الدولي، إلى القيام بمسؤولياته لحماية الشعب السوري.

الجامعة العربية

طالب الأمين العام لـجامعة الدول العربية نبيل العربي بـ"معاقبة المسؤولين عن ارتكاب هذه الجريمة النكراء بحق المدنيين السوريين".

وطالب الأزهر الشريف المجتمع الدولي بالعمل على الوصول لحل عاجل سريع لوقف أعمال القتل والتدمير في حلب، وإنهاء الوضع المأساوي في مدينة حلب.

روسيا: تتهم التحالف الدولي

كشف مندوب روسيا، لدى الأمم المتحدة بجنيف ألكسي بورودافكين، أن الجيش السوري بدعم من سلاح الجو الروسي يخطط للهجوم باتجاه دير الزور والرقة، مشيرًا إلى أن اتفاق وقف الأعمال القتالية لا يشمل تنظيمي داعش وجبهة النصرة وغيرهما من المجموعات الإرهابية، كما ينص قرار مجلس الأمن الدولي على ضرورة محاربة المتطرفين.

وطالت الاتهامات الطيران الروسي الذي يدعم الأسد في حربه ضد المعارضة السورية، إلا أن وزارة الدفاع الروسية نفت تورط سلاح الجو في قصف مستشفى في حلب، وقال الناطق باسم الوزارة، إيغور كوناشينكوف،: "سلاح الجو الروسي لم ينفذ أي تحليق في منطقة حلب خلال الأيام الأخيرة، وهناك طائرة تابعة لإحدى دول التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" ظهرت في سماء حلب الخميس الماضي 27 إبريل".