رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"أخطاء دفعت ثمنها البشرية".. 9 ليالٍ لم ينم فيها العالم

مصنع AZF للصناعات
مصنع AZF للصناعات الكيميائية بمدينة تولوز الفرنسية

المفاعلات النووية، سلاح ذو حدين، فكما تعد وسيلة تستخدم في السلم والحرب، فإنها كذلك مثل اللغم ينبغي التعامل معها بحرص وحذر شديدين، لأن الخطأ فيها لا يعني سوى الدمار الشامل الذي قد يمتد أثره إلى سنوات مقبلة، وبينما يحيي الرئيس الأوكراني، بيترو بوروشينكو الذكرى الثلاثين لكارثة تشرنوبيل، التي وقعت في 26 مارس من عام 1986، فإننا نلقى الضوء على أسوأ 9 ليالي لم ينم فيها العالم، وهي الليالي التي شهدت كوارث نووية أودت بحياة كثير من البشر.

أوكرانيا.. 1986
دخل مجموعة من العلماء المختصين لإجراء اختبار لأنظمة المفاعل رقم 4 في محطة "تشرنوبل" النووية بالاتحاد السوفيتي السابق، لكن خلل ما وقع أثناء الاختبار، فانتفض العلماء يحاولون تدارك الموقف، إنهم يعلمون أن كارثة بشرية على وشك الوقوع، لكن سلسلة انفجارات بددت أملهم في السيطرة على الموقف، قبل أن يتبع ذلك انطلاق آلاف الأطنان من الغبار المشع في الهواء، والذى أسفر عن مقتل 100 شخص.

وإثر انفجار المفاعل، تم إجلاء حوالي 100 ألف من سكان المناطق المحيطة بالمحطة التي كانت تابعة لجمهوريتي أوكرانيا وبيلاروسيا التابعتين للاتحاد السوفيتي السابق، وقد شارك حوالي 600 ألف عامل سوفيتي في جهود تطهير المنطقة وإقامة مدافن للحطام الملوث بالإشعاع.

المنصة النفطية "بايبر ألفا"
فى الليلة السابقة للحادث تم فصل أحد صمامات الأمان من فاصل المكثفات الخاص بوحدة الضغط A وتركيب فلانشات "عمياء" مكان صمام الأمان.

يوم 6 يوليو 1988، توقفت وحدة الضغط B عن العمل، اتخذت وحدة التشغيل الليلية قرارا بتشغيل الوحدة A لاستعادة الإنتاج، تلاحظ وجود تسريب سريع للمتكثفات من الفلانشات الموجودة على نقاط صمام الأمان.

خلال دقائق حدث انفجار فى وحدة الضغط وحريق محدود على المنصة تبعه انفجار آخر كبير وامتد الحريق إلى كل أجزاء المنصة، في بحر الشمال، وتعتبر من أضخم الكوارث التي وقعت في قطاع الصناعات النفطية، وأودت بحياة 167 شخصا من مجموع 226 عاملا كانوا يعملون فيها.

كارثة "بوبال الهندية"
تعد أحد أبشع الكوارث التي تعرضت لها البشرية، في مدينة بوبال الهندية في 3 ديسمبر عام 1984 وأطلق عليها "هيروشيما الصناعات الكيميائية"، نتيجة الانفجار الذي وقع في مصنع كيميائي، وتسببت خلال ساعة واحدة بتسمم نصف مليون إنسان، حيث تسللت الغازات السامة، مثل ميثيل إيزوسيانات إلى نوافذ بيوت المدينة وأبوابها، وانتشرت في شوارعها.

وقد بلغت حصيلة الوفيات الفورية الرسمية 2259 شخصا، وقد أكدت حكومة ولاية ماديا براديش لاحقا حصول 3787 وفاة نتيجة انطلاق الغاز كما أشارت تقديرات أخرى إلى موت ثمانية إلى عشرة آلاف خلال الأيام الثلاثة الأولى، وحوالي 25 ألف ماتوا في السنوات اللاحقة من أمراض متعلقة بالتعرض للغاز السام يُقدر عدد المتضررين الإجمالي بين 150 و600 ألف، وهذا يجعل كارثة بوبال أكبر الكوارث الصناعية في العالم من حيث عدد الضحايا، إضافة إلى أن آلاف الأشخاص فقدوا بصرهم ولا يزال العديد من سكان المنطقة يعانون من تأثيرات الكارثة، وقد تأسست اللجنة الطبية الدولية كرد فعل على الحادث.

- عطل بسيط سبب كارثة
وقع في 28 مارس عام 1979 في ثري مايل آيلاند في بنسلفانيا الحادث النووي في المفاعل رقم "2" بسبب عطل بسيط في تغذية مولدات البخار بالمياه، والذي أسفر عن انفجار أكثر من 300 كجم من الهيدروجين الذى انبعث من الوقود المنصهر فى مبنى المفاعل من دون أن يلحق ذلك أضرار جسيمة.

ولم يظهر حجم الضرر والخطر إلا بعد 6 أشهر كان بسبب انصهار 45% من الوقود واختلاطه مع عناصر أخرى لتشكيل صهارة تسمى "كوريوم"، وجزء من هذا الكوريوم يزن 20 طنا تقريبا سال فى قاع وعاء الضغط واخترق بضعة ملليمترات منه.

- ثمن عدم مراعاة القواعد
تعتبر من أكبر الكوارث التي وقعت في قطاع الصناعات الكيميائية، وذلك يوم 21 سبتمبر عام 2001 في مصنع AZF للصناعات الكيميائية بمدينة تولوز الفرنسية، وكان سبب الكارثة انفجار 300 طن من مادة نترات الأمونيا، بسبب عدم مراعاة قواعد تخزين المواد الخطرة، وأودى الانفجار بحياة 30 شخصا وإصابة أكثر من 300 آخرين.

- "الميثان" يتمرد
تعتبر هذه الكارثة الأكبر في مناجم الفحم الحجري في روسيا خلال 75 سنة، ووقعت يوم 19 مارس عام 2007 نتيجة انفجار غاز الميثان في منجم "أوليانوفسكايا"، وتبع الانفجار الأول أربعة انفجارات أخرى، مما أدى إلى حدوث انهيارات كبيرة في الممرات المنجمية.

- الزلزال الغاضب
تعتبر كارثة فوكوشيما الأقوى بعد كارثة تشرنوبيل، ووقعت في 11 مارس 2011 في محطة فوكوشيما الكهروذرية اليابانية نتيجة هزة أرضية شديدة بلغت قوتها 9 درجات حسب مقياس ريختر.

ويعتبر الزلزال الأقوى فى تاريخ الزلازل التى تم تسجيلها فى اليابان، وموجة التسونامى التي نجمت عنه حيث ادي إلى قطع التغذية الخارجية بالتيار الكهربائي فى المحطة وفى ستة من مفاعلاتها، ودمر منظومة التبريد المستخدمة وتسبب ذلك في حدوث انفجارات هيدروجينية وانصهار بعض المناطق.

تسببت الكارثة في تسرب الإشعاعات إلى الوسط المحيط، حتى إن المواد المشعة اكتشفت في مياه الشرب والخضروات والشاي واللحوم وغيرها من المواد الغذائية، ويتوقع ان تستمر عمليات ازالة نتائج الكارثة مدة لا تقل عن 40 سنة، من تاريخ رفع المفاعلات النووية المتضررة.

- كارثة في قاع البحر
كانت الغواصة "كي 19" في عام 1961 تقوم ببعض التدريبات البحرية وحدث عطل في مبرد المفاعل النووي بداخلها، واضطر طاقم الغواصة على البقاء في غرفة معزولة، وبعد ذلك ألقوا كل مخلفات الغواصة في الماء حتى تم سحبها، وذلك بعدما تسببت بأعراض سرطان وتسمم لمعظم طاقمها ومنهم القائد.

- تجربة تدمر المفاعل
كانت مدينة "لايبزيغ" الألمانية على موعد مع كارثة بيئية وبشرية حينما انفجر المفاعل النووي بها، عام 1942، أثناء دراسة إمكانية تسرب البخار للماء الثقيل من قبل الخبراء الذي أدى إلى اشتعال النار فيه، ما أدى إلى انصهار مسحوق اليورانيوم، والذي أدى بدوره إلى تبخر المزيد من البخار، وارتفاع الضغط وتسبب في انفجار المفاعل كله.