رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الغضب الأبيض


ظهرت فى الفترة الماضية بعض الشركات الخاصة استخدمت السيارات المرخصة ملاكى... فى نقل الأشخاص من مكان لآخر نظير أجر محدد... وقد أشاد الرأى العام بهذه الخدمة لما تتميز به من احترام... بداية من النظام والتنظيم مروراً بالدقة والتعامل الحضارى وسائق يتحلى بالذوق والأدب وإدارة أراها تعلمت من سلبيات الآخر فعالجت وتحقق لها ما أرادت على جانب آخر... استخدام السيارات الملاكى فى غير الغرض المخصص لها وهو «الاستعمال الشخصى» وغير المخصص لها هو «السيارة الأجرة» مخالف للقانون!! وهو ما يستوجب إلغاء رخصتى القيادة والتسيير... وأمام القبول الجماهيرى والرأى العام المؤيد رأت الحكومة ضرورة الدراسة والبحث والتقنين بما لا يضيع حقوق الدولة ويحقق راحة ورغبة المواطن... وتمر الأيام... ومازال الموضوع معلقاً «بضم الميم» السيارات الملاكى مازالت تستخدم فى غير الغرض المخصص لها والمخالفة مستمرة ورجل المرور ينفذ القانون!!

ومن الشركات الخاصة إلى التاكسى الأبيض... وأرى من الظلم أن نبحث وندرس أوضاع مخالفة للقانون وتعديلها وتقنين أوضاعها!!! ولا ننظر مجرد النظر إلى طوائف أخرى تلتزم بالقانون وتتحمل غلاء قطع الغيار وتقلبات الأسعار دون أن نفكر فى بحث أحوالهم الاجتماعية وضرورة الارتقاء بالخدمة فى ضوء تشجيعهم ودراسة رفع البنديرة لتتواكب مع جميع المتغيرات وليستفيد الجميع مالك السيارة وقائدها والراكب فى ضوء الاحترام الكامل للبنديرة الجديدة والنظام الجديد والالتزام الكامل بالقانون!!

التاكسى الأبيض خرج إلى النور فى 2009 بعدد 42 ألف سيارة وصل العدد الآن بالقاهرة الكبرى أكثر من 120 ألف سيارة أجرة بعد تنفيذ عمليات إحلال التاكسى الأبيض بدلاً من التاكسى الأبيض × الأسود والذى مازال على قيد الحياة ببنديرة الثلاثينات... 60 قرشاً فى بداية العداد وثلاثين قرشاً لكل كيلو!!!!

التاكسى الأبيض يبدأ بثلاثة جنيهات و140 قرشاً لكل كيلو... وهنا يمكن دراسة ارتفاع البداية إلى خمسة جنيهات وجنيهين لكل كيلو... مع الالتزام الكامل بقراءة العداد وعدم زيادة الأجرة وتجهيز السيارة بكل الكماليات بما يجعلها لائقة للنقل المحترم!!

يا سادة!! أكثر من 20 و30 ألف أسرة تعيش تحت مظلة التاكسى الأبيض ومن الظلم أن ننساهم!! ومثلهم فى التاكس الأبيض فى الأسود!! وقد تقدم الكثير منهم من خلال النقابات المسئولة بشكاوى وملفات ومستندات تدين الكثير!! ولكن حتى الآن « لا حياة لمن تنادى» لمصلحة من؟! لمصلحة من ونحن ننادى بالعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية!؟ من الحق أن يتكلموا ويشكوا... ومن الواجب أن نسمع ونبحث ونفتح الملفات ونلتزم بإزالة أسباب الشكاوى بالأسلوب والشكل السريع والفورى... وإن كان الهدف... راحة المواطن!! ولكن هذا لا يأتى على حساب سائق وأسرته نريد لهم العزة والكرامة والحياة السعيدة بما يعكس خدمة راقية لمواطن نريد أن نرفع رأسه دون أن نقطع أنفه كى لا يتنفس ظلماً... لمواطن... يكن بداخله حباً وليس كرهاً لمسئول أهمل فى حق نفسه... ليحاسبه الله فى الدنيا قبل الآخرة، وأهمل فى حق الناس... فأطاح بقضاياهم وإن خرج على شاشات التليفزيون وأجهزة الإعلام يتحاكى بأوجاعهم ويتألم لأوضاعهم!! لا أنكر ولا يستطيع أحد أن ينكر... رغبة الدولة فى نهوض الدولة... لا أنكر المشروعات والاستثمارات والمصانع والبناء والتعمير ولكن أرى فى حل مشاكل المواطنين... مكمن القوة لدفع المسيرة للأمام... والشارع المصرى لم ولن يظهر بالصورة الإيجابية إلا بالتهيئة وهذا لا يشمل فقط تبليط الأرصفة وإعادة الرصف والإنارة والتشجير ولكن الاهتمام بمشاكل الجماهير وحلها... يأتى دائماً فى المقدمة.

ورسالتى فى نهاية مقالتى: هل يعقل... استمرار بنديرة التاكسى حتى الآن بستين قرشاً فى البداية وثلاثين قرشاً لكل كيلو وتريدون للسائق أن يلتزم بالعداد!!!

هل يعقل ألا تُعدل بنديرة التاكس الأبيض من 2009 وحتى الآن سوى بضعة قروش قليلة لتبدأ القراءة الأولى للعداد بثلاثة جنيهاً، وبعد ذلك 140 قرشاً لكل كيلو!! وتريدون خدمة راقية والتزاماً وراحة للراكب!!! ضاقت الصدور... وعم الغضب وغاب عن الكثير الإحساس والأدب... ارحموا من فى الأرض يرحمكم من فى السماء... الغضب... يكسوه السواد... ولكن... إياكم... والغضب الأبيض!!! إنه الأشد الأعظم.