رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل أنت جبان؟


«قد يجد الجبان 36 حلاً لمشكلته ولكن لا يعجبه سوى حل واحد وهوالفرار ». تأملت كلمات « هتلر» طويلاً وأنا أراقب وجوهاً كثيرة حولى تتسرب من بين يديها حياتها وعمرها.. وجوه عاجزة عن إسعاد نفسها... عاجزة عن اتخاذ قرار أو خطوة جديدة وموقف قوى.. وجوه عاجزة عن مواجهة نفسها، مخاوفها، ضعفها، عجزها، ترددها، جبنها.. وجوه دائماً مستسلمة، قلقة، سلبية، ضعيفة الارادة، متخاذلة، يتملكها الشعور بالعجز وبالخوف وبالتبعية لأنها دائماً تترك 35 حلاً وتفر وتهرب من مواجهة الآخر وأحياناً من مواجهة نفسها.

أراقبهم... فأجدهم أحياء لكن أموات، يختلقون لأنفسهم ألف عذر لجبنهم وليقنعوا أنفسهم بأنهم يفعلون الصواب. تبتسم الشفاه لكن قلوبهم منكسرة تتألم.. فأتذكر كلمات نيلسون مانديلا «الجبان يموت آلاف المرات قبل موته، والشجاع لا يذوق الموت إلا مرة واحدة». نحن محاصرون فى الحياة بكل أنواع الجبناء المتظاهرين بالقوة وبالشجاعة وبالإقدام ولكنهم عاجزون، لا يستطيعون أن يتخذوا قراراً صائباً، يفتقرون للجرأة، لا يخجلون أحياناً عن الإعلان والاعتراف بضعفهم بابتسامة أو بمزحة، يتسترون أحياناً تحت أنواع عديدة من الأعذار والشعارات الرنانة.. لا يتوقفون عن تجاهل اتخاذ مواقف عظيمة بل يحاولون ضرب العظماء أو الأقوياء عنهم فى ظهرهم. «الجبناء وحدهم فقط هم من يهينون العظماء فى لحظات ضعفهم» صدقت يا بسمارك. لأن الجبان لا يتحمل ضعفه ولا يتحمل قوة الآخرين وشجاعتهم... فهم يخلطون بين مفهوم التهوروالشجاعة. لا يمتلكون قدرة على الانتقال من خطوة إلى خطوة فى سلم الحياة، لا يعرفون مفهوم الإقدام. لا يمتلكون روح المبادرة او القرار الفعال والقدرة على التحدى.لا تعرف شفاهم إلا الاعتذار طوال الوقت لأنهم يخطئون ويتخاذلون دائماً عن اتخاذ مواقف إيجابية، مسئولة أو تنفيذ وعودهم فيتحولون إلى منافقين «آية المنافق ثلاث، إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان» صدقت يا شفيعى يا رسول الله صلى الله عليه وسلم. هؤلاء هم جبناء الحياة.!!! لكن، ليس هناك جبناء الحياة فقط، فهناك جبناء السياسة، جبناء الحكومة، جبناء الإعلام، جبناء رجال الأعمال، جبناء الأسرة حتى هناك «جبناء الحب» الذين لا يملكون القدرة على الوفاء بوعودهم فى الحب. الجبن من أقبح وأرذل الصفات التى يتصف بها الإنسان، بل إن الجبن ليس من صفات الرجولة أو المؤمن القوى «إن الجبناء لا يصنعون التاريخ» صدقت يا شكسبير. والآن... عليك أن تسأل نفسك.. هل أنا جبان؟ هل كنت يوماً جباناً لم أستطع ان أتخذ خطوة إلى الأمام، أو أن أتخذ قراراً مصيرياً وهربت منه؟. هل تراجعت يوماً عن وعد خذلت فيه نفسى قبل أن أخذل من وعدته؟. هل هربت يوماً عن مواجهة ظالم أو فاسد خوفاً من العواقب؟. هل اتخذت شعار المجاملة عنواناً لحياتى بدلاً من المصارحة والمواجهة حتى أجد مبرراً لضعفى؟. واجه نفسك قبل أن تجيب... اللهم...إنى أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والجبن والبخل وغلبة الدين وقهرالرجال موعدنا الخميس المقبل إن شاء الله.