رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وطن عربى آمن.. وخليج مستقر


تلعب القيادة الحكيمة فى مصر والمملكة العربية السعودية دوراً حاسماً فى رسم الاستراتيجية العربية لحفظ أمن البلدين وحفظ الأمن القومى العربى، فى ظل متغيرات خارجية تخلق مخاطر وتهديدات وتوفر فرصاً. انطلاقا من أهمية البلدين ومكانتهما الاستراتيجية. وهنا لابد من الإشادة بقيادة المملكة العربية السعودية، منذ عهد الملك المؤسس حيث يتم التوظيف الاستراتيجى لموقع المملكة، ودورها الإسلامى الحضارى بصفتها مهد الإسلام منذ مجيئه برسالته العالمية ليضىء الكون بضيائه، فهى مهبط الوحى ورسالة الإسلام، وتضم الحرمين الشريفين. وثروتها النفطية لخدمة قضايا العرب والمسلمين وتأتى زيارة الملك سلمان الى بلده الثانى مصر، فى وقت يعج فيه الوطن العربى بالفوضى فى العراق وسوريا وغيرهما ويشتد الإرهاب ضراوة والقوى الإقليمية الطامعة شراسة لاستغلال الوضع. ونقطة البداية التى انطلقت منها قيادتنا الرشيدة. وكانت نقطة البداية فى تحقيق الوطن الآمن هو انتصار البلدين فى معركتهما ضد الإرهاب الأسود وشهد العالم بقدرة البلدين على التعامل مع هذه الظاهرة الخطيرة بجهود حراس الوطن رجال الأمن البواسل. ليظل هذا الوطن العزيز آمنا وشعبه مطمئناً، وبهذا تأتى توجيهات وكلمات وقرارات القائدين دائماً حاسمة قوية فى المعركة ضد الإرهاب لأن الصراع بين قوى الخير وقوى الشر لا مكان للمحايدين ولا مجال للمترددين وليس هناك أمام المؤمنين الشرفاء سوى الوقوف صفا واحداً ضد البغاة المفسدين».

وهذا التعاون والتلاحم الاستراتيجى بين البلدين قد انطلق من مفهوم ونظرية عربية للأمن وطن عربى آمن وخليج مستقر انطلقت منه وتسعى إلى تحقيقه. هناك المطامع الإقليمية الإيرانية ولقد ظهرت تلك المطامع عبر احتلال الجزر الإماراتية فى مضيق هرمز. ومحاولات بتصدير ثورتهم إلى الدول المجاورة وأعلنت أن البحرين جزء من أراضى إيران. كما تدخلت الدولة الإيرانية فى الصراع الدائر فى لبنان بتبنيها عدة جماعات موالية تعمل لمصلحتها على الأراضى اللبنانية وذلك للتأثير على لبنان وجعله تابعا لها، وقد لعبت إيران دورا سلبيا فى أمن واستقرار العراق وسوريا. ومحاولة جعل الدولتين تدور فى فلك السياسات الإيرانية. كما عملت على إضعاف منظمة التحرير الفلسطينية لصالح إحدى الحركات وتشجيعها على القيام بطرد السلطة الفلسطينية من غزة وإحداث انقسام فى الجسد الفلسطينى كان فى المحصلة النهائية لصالح إسرائيل كما حاولت ابتلاع اليمن عبر أطنان الأسلحة.. وآلاف المقاتلين المتدربين فى إيران.. ليس بدعم إيرانى فحسب.. بل بوجود إيرانى مباشر. ساندت جماعة الحوثيين على العصيان والتمرد ضد الشرعية. إن إضعاف الدول العربية أدى إلى اختلال فى توازن القوى العسكرية، كما يشير كذلك إلى توسيع نطاق التشدد الدينى، واستخدام تلك الجماعات للإرهاب لتحقيق أهداف سياسية وإضعاف بل إسقاط الدولة فى الوطن العربى والعالم الإسلامى، لكن ما يبعث على الفخر والاعتزاز والأمل فى حماية الأمن القومى العربى هو تعهد الجيش المصرى الباسل بحماية دول الخليج العربى من أى أطماع خارجية مع البسالة التى أظهرها جيش خادم الحرمين الشريفين فى حماية الأمن الوطنى ضد المتربصين. توضح الدراسات الأكاديمية لعدد من الحروب الأهلية من القرن الماضى أن الحرب تندلع مرة أخرى فى غضون خمس سنوات على وقف إطلاق النار فى 50٪ تقريبا من الحالات. وإذا كانت لدى البلد موارد «قابلة للنهب» مثل الذهب أو الماس أو النفط، فإن الاحتمالات تزداد. ومن هنا فإن الخطر ممتد والتعاون بين البلدين حتمى وضرورة.