رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مرحباً حكيم العرب


يذكرنى الملك سلمان بالملك فهد والشيخ زايد رحمهما الله.. ليس هذا فحسب بل ربما يكون امتداداً للملك فيصل الذى عشقناه فى حياته وما زالت سيرته ومسيرته تعيش فى قلوبنا بعد مماته.. فهو يسير على نفس الخطى ويسلك نفس المسار.

رحل الحكام العظام ولم يبق منهم سوى الملك سلمان حكيم العرب الذى جاء فى أوقات عصيبة ليقود سفينة الأمة العربية وسط أمواج متلاطمة من كل اتجاه.. اليوم الملك سلمان فى وطنه الثانى مصر.. هكذا كتب السفير أحمد القطان على صفحته فى «فيس بوك».. نعم مصر الوطن الثانى للعرب.. فمرحباً بحكيم العرب فى وطنه الثانى بين أهله وناسه.. أهل مصر الطيبين.

قالوا عن الرجل إنه يحب الحق والخير معاً، وعنده وازع دينى مختلف عن بقية أفراد الأسرة المالكة، وربما كان لتخرجه فى مدرسة الشيخ عبد الله الخياط إمام وخطيب المسجد الحرام وإتمامه حفظ القرآن وعمره 10 سنوات أثر فى ذلك، حتى إن وسائل الإعلام الغربية توقفت عند هذا المحور.. وقالت: إن الدين سيكون له دور أكبر فى عهده.

سمعنا عن سلمان أنه كان مثالاً للوفاء.. فقد كان وفياً للإنسان والأرض.. فعن الأرض قال عن الرياض التى عشقها : عندما أغيب عنها أظل أتخيلها.. شوارعها.. حدائقها.. كل شئونها.. أشعر بأننى موجود فى كل زاوية من زواياها.. أما الوفاء للإنسان فقد تجسد فى ملازمته لإخوته الملك عبد الله والملك خالد والملك سلطان والأمير نايف فى مرضهم.. فكان أنيساً لهم فى وحشة المرض.. جليساً على راحتهم حتى لحظات الوداع.

أسس الملك سلمان لحقبة جديدة من عمر المملكة.. أسس فى 100 يوم مستقبل المملكة لـ100 عام.. واختتم مرحلة أبناء المؤسس فى الحكم لتبدأ بعده مرحلة الأحفاد. وأسس الملك سلمان لسياسة خارجية جديدة دفعت الصحف العالمية وآخرها «فاينانشال تايمز» منذ أيام إلى القول بأن سياسة المملكة فى عهد سلمان ساهمت فى تراجع النفوذ الأمريكى فى الشرق الأوسط، أدرك الملك سلمان منذ اليوم الأول أن العالم لا يعترف إلا بالقوى.. فكانت «عاصفة الحزم» التى أطلقها بكل شجاعة لإصلاح ما أفسده الآخرون وحماية أمن وحدود المملك، ولم يخبر الولايات المتحدة إلا يوم الضرب وكان ذلك بمثابة صدمة لأوباما ومعاونيه.. وأسس تحالفاً عربياً إسلامياً يعد الأول من نوعه فى التاريخ الحديث ومن خلاله أرسل عدة رسائل إلى من يديرون سياسة العالم ويتلاعبون بالدول كأنها قطع من الشطرنج.. وانتصر لكرامة المملكة وقطع العلاقات مع إيران احتجاجاً على الاعتداء الآثم على السفارة والقنصلية.. ووجه ضربة للمتآمرين فى لبنان، ويساند الجبهة السنية فى سوريا التى تكالب عليها الطغاة من كل أجناس العالم.. وأخيراً أطلق «لا سعودية» فى وجه أوباما على لسان الأمير ترك الفيصل رد فيها على الاتهامات التى وجهها رئيس الولايات المتحدة للمملكة.. العنوان كان «لا يا سيد أوباما» والرسالة كانت واضحة حافظ فيها على كرامة بلاد الحرمين ووضع من خلالها نقطة نظام للرئيس الأمريكى القادم.. هذا هو سلمان حكيم العرب.. شقيق فهد وخليفة فيصل.