رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«زيارة تاريخية».. الملك سلمان «يحط الرحال» في القاهرة الإثنين المقبل.. ومراقبون: «فرصة لمناقشة الملفات الشائكة بين البلدين»

الملك سلمان و السيسى
الملك سلمان و السيسى

زيارة مرتقبة يقوم بها العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز، الاثنين المقبل، يلتقي خلالها الرئيس عبد الفتاح السيسي، في أول زيارة له إلى القاهرة منذ توليه إدارة شئون المملكة العربية في 23 يناير 2015.

وأكد السفير السعودي في القاهرة، أحمد بن عبدالعزيز قطان، أن هذه الزيارة تأتي في ظل الاهتمام الكبير الذي يوليه خادم الحرمين الشريفين بمصر حكومة وشعبا، وحرصه على تعزيز التعاون المستمر بين البلدين الشقيقين في كافة المجالات.

كما أكد الرئيس السيسي أكثر من مرة على قوة وعمق العلاقات الاستراتيجية الوطيدة التي تجمع بين البلدين والشعبين الشقيقين، وأن العلاقات المصرية السعودية تمثل ركيزةً لاستقرار المنطقة العربية.
ووصف سامح شكري، وزير الخارجية، زيارة خادم الحرمين الشريفين، المرتقبة إلى مصر بـ«التاريخية»، مؤكدا أنها تمثل رمزا للعلاقة الخاصة التي تربط البلدين.

ومن المقرر أن تشهد الزيارة، إطلاق عدد المشروعات التي تبلورت خلال اجتماعات مجلس التنسيق «السعودي ـ المصري»، التي تشمل 3 مجالات تتمثل في تمويل تلبية احتياجات مصر من المشتقات البترولية، لمدة 5 سنوات، وتوقيع مذكرة تفاهم لتشجيع الاستثمارات السعودية في مصر.

كما تتضمن المشروعات، اتفاقًا بين وزارة التعاون الدولي والصندوق السعودي بمبلغ 1.5 مليار دولار، لتنمية شبه جزيرة سيناء، وفى إطار مبادرة الرئيس السيسي لدعم مشروعات الشباب، سيتم تمويل مشروعات صغيرة من المنحة السعودية بمبلغ 200 مليون دولار .

قال محمد محسن أبو النور، خبير العلاقات الدولية، إن زيارة العاهل السعودي للقاهرة تكتسب أهمية متزايدة لعدد من الاعتبارات، كونها تأتي في أعقاب التوتر العربي ـ الإيراني والتصعيد المتواصل بين الجانبين بعد واقعة إعدام باقر النمر والاعتداء على المقرات الدبلوماسية السعودية في طهران وخراسان.

وأضاف أنها الزيارة الأولى لخادم الحرمين إلى مصر بعد حدثين مهمين وهما: انسحاب 20% من القوات الروسية من سوريا، فضلا عن انتهاء مناورات رعد الشمال وأثر ذلك وتداعياته على الموضع السعودي في سوريا، خاصة بعد ورود أنباء على تنافر وجهتي النظر المصرية ـ السعودية حول مسألة الفترة الانتقالية في سوريا ومشروع التقسيم وكون بشار الأسد جزءا من هذه الفترة الانتقالية.

وأشار إلى أن الرياض تستشعر موقف مصري في المسألة السورية أقرب إلى الموقف الإيراني ـ الروسي وهو ما يشكل معضلة كبرى لدى صناع القرار في المملكة لأن خسارة التأييد المصري في هذا الملف بمثابة أزمة كبرى لديهم.

وعن الحديث عن توتر العلاقات بين البلدين، نوه إلى انه ليس هناك تشكيك في توتر العلاقات بين القاهرة والرياض، فالتباعد واضح بشكل لم يسبق له مثيل، لكن هذه المرة الرياض تحاول استخلاص مواقف مصرية داعمة في ملفات لبنان واليمن وسوريا، وظهر ذلك من خلال دعم المرشح المصري للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، وإعلان القاهرة الذي وقعه في مصر ولي ولي العهد.

واعتبر عادل الصفتي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن أهمية هذه الزيارة تكمن في تعبيرها عن العلاقات المتميزة والجدية بين الدولتين، مشيرًا إلى هذه الزيارة في حد ذاتها هي رد كل الأقاويل التي تتردد من حين لآخر حول تباعد المواقف بين كل من مصر والسعودية.

ولفت إلى أن هذه الزيارة ستشمل تباحث عدد من الملفات الجارية بين البلدين، مثل العلاقات الثنائية بينهم والعلاقات بين دول المنطقة العربية بالإضافة للعلاقات الأشمل في دول الجوار كالعلاقات مع تركيا وإيران.

وتابع الصفتي، أن المنطقة العربية، تمر بأحداث كثيرة، وهناك مشاكل في سوريا اليمن وتونس وليبيا والعراق وغيرهم، وكل هذه الأمور ستكون في إطار البحث بين مصر والسعودية، وأيضًا الصعوبات التي تواجهها كل دولة.

وأكد على أن مردود هذه الزيارة سيكون في مساهمتها للفهم الأكبر لموقف كل دولة تجاه الدولة الأخرى والدول المجاورة، حيث أن هناك خلاف في الرأي بين القاهرة والرياض حول الأزمة السورية، فتبادل الآراء خلال هذه الزيارة والتعرف على الأسباب التي تقف وراء اتخاذ موقف معين سيعطى الدولتين فرصة أكبر للتقارب.

وقال طارق فهمي، الخبير في الشئون السياسية بالمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط، إن هذه الزيارة كان من المفترض لها أن تتم خلال شهر سبتمبر الماضي، لكن تم تأجيلها.

وأوضح أن أهم الملفات التي ستأتي علي رأس أجندة هذه الزيارة، هي ملف التعاون الأمني والإستراتيجي الذي كان قد بدأ بين البلدين، وبرنامج المساعدات التي تقدمها السعودية لمصر، بالإضافة إلى الملفات الخاصة بالوضع في سوريا واليمن، والقوة الإسلامية المشتركة الحكومة العربية المشتركة.

ورأي فهمي أن هذه الزيارة ستكون فرصة جيدة للطرفين المصري والسعودي وربما يكون هناك احتفاء شعبي بزيارة الملك سليمان، فهي زيارة تنسيقية بين الدولتين حول عدد من القضايا.