رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المزلقانجى.. دايماً يشيل الليلة


لا شىء تغير فى مصر، دائما «يشيل الليلة» عامل المزلقان «المزلقانجى» أو عامل التحويلة «المحولجى» أو عامل السيمافور «السيمافورجى» ودائما «يعملها الكبار ويقع فيها الصغار».

50 طفلاً دفعوا فاتورة فشلنا وفسادنا وتقصيرنا ليس لهم من ذنب جنوه إلا أنهم أبناء وطن عشوائى فاشل لا يعرف كيف يدير واقعه أو يحمى ويصون مستقبله.

الدول الأكثر فشلاً وتخلفاً فقط هى التى يسقط فيها القتلى فى طوابير الخبز ويتقاتل مواطنوها لحجز أسبقية فى طابور البنزين أو البوتاجاز ويقطعون الطرقات احتجاجاً على الانقطاع الدائم للكهرباء أو مياه الشرب أو الرى.

وتعجز عن رفع قمامتها من ميادينها وشوارعها وتلجأ للأجانب لينظفوها، بعد 25 يناير كنا ننتظر تغييراً فى السياسات والمضمون وليس الأشخاص والشكليات لكن للأسف لم ينطلق قطار الثورة حتى الآن بينما «اكسبريس» الإهمال والفساد لم يتوقف عن دهسنا قبل وبعد الثورة.

فى عام 2002 وتحت قبة البرلمان ارتفع صوت النائب محمد مرسى مصمماً على الإطاحة بحكومة عاطف عبيد على خلفية حادث قطار العياط، رافضاً أن «يشيل الليلة» عامل أو مسئول بسيط، مؤكداً أنها ثمار فشل سياسات وفساد إدارة بينما رئيس الجمهورية محمد مرسى فى 2012 يرسل رئيس وزرائه لتقديم واجب العزاء لأسر الأطفال الضحايا مكتفياً بقبول استقالة وزير النقل والتضحية بـ«المزلقانجى» الغلبان كبشاً لفداء النظام.

لم يعد مقبولاً بعد قرابة العامين من الثورة أن نمارس التبرير الأعمى ونلتمس الأعذار ونجعل من فساد حكم الرئيس السابق مشجباً نعلق عليه كل الأخطاء والخطايا والكوارث فالمرشحون الرئاسيون مفترض أنهم مطلعون على أوضاع البلاد ويملكون رؤية للإصلاح والتقدم، وأيضاً مفترض أن الرئيس مرسى كلف د. هشام قنديل برئاسة الوزراء لأن الأخير يمتلك برنامجاً للنهضة أو «قدرة» على تنفيذ برنامج الرئيس فى إطار زمنى محدد ووفقاً للموارد المتاحة ومفترض أخيراً أن رئيس الوزراء اختار الوزراء حسب المعيار نفسه الذى اختاره الرئيس على أساسه وبالتالى يجب أن تكون لدى النظام الحالى الشجاعة لتحمل المسئولية كاملة عما يحدث فى البلاد وللبلاد.

«يدينون لمن غلب» وصف لشعب مصر فى كتابات «المقريزى والسيوطى وابن إياس والجبرتى وابن خلدون» وسلوك نلمسه ونشاهده فى الشوارع والفضائيات والوزارات فى «لحى» أطلقت و«حجاب وخمار ونقاب» انتشر وكارنيه «الحرية والعدالة» الذى صار بديلاً لكارنيه الحزب الوطنى، ومتحولون 180 درجة من تأييد محمد حسنى إلى مهللين بنفس الحرارة لـ«محمد مرسى».

فبالله عليكم كفاكم حديثاً عن الدولة العميقة والفلول، فلو كان لهما وجود لما دام حكم الرئيس السادات 11 يوماً.

خاتمة.. مصر شعب يقدس الحاكم والشرعية.. هكذا كانت.. وهى كذلك حتى الآن!!

■ كاتب صحفى

هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.