رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الإنترنت.. وجرائم العرب!


الذى لا خلاف فيه. أن مخترع شبكة المعلومات الدولية «الإنترنت» لم يكن يدرى أن اختراعه سيكون وسيلة للسب والشتم ونهش أعراض الأحياء والأموات من عباد الله.. وانتهاك خصوصياتهم وحرماتهم. ويقينى أنه لو أدرك ذلك لجعله اختراعاً خاصاً لا يجوز لأحد استغلاله فيما يشين الناس ويلطخ سمعتهم. شبكة المعلومات الدولية كغيرها من الاختراعات المفترض أنها نافعة للبشرية وأداة للارتقاء لا وسيلة للهدم.. وفى تقديرى أن حالة الهدم التى أدمنها عدد غير قليل من الموتورين ممن غابت ضمائرهم واسودت قلوبهم.. والتى انتشرت فى السنوات الأخيرة..كما تنتشر النار فى الهشيم روادها فى الغالب الأعم من العرب والمسلمين والمفترض انهم يحملون فى جعبتهم كل مقومات الأخلاق. ويتقلص هذا الداء فى بلاد الكفر أو الفرنجة على روايتين. ولا أدرى لماذا؟ عدت بالذاكرة إلى الوراء وتوقفت أمام مقولة الإمام الراحل الشيخ محمد عبده عندما ذهب إلى هناك وكانت قولته «وجدت إسلاماً بلا مسلمين وفى بلادى مسلمين بلا إسلام» كلمات تحمل فى طياتها مرارة وألماً.. إنها لتناقض اللا معقول.. هذا ما رأه بأم العين. فالصدق عندهم والأمانة من الرواسخ أما نحن فلا نرى للأسف إلا القبيح ولا ننشر إلا ما يسىء إلى قيمنا وأخلاقنا. كنت أنتظر أن تكون خدمة التعليقات التى تم استحداثها فى المواقع والصفحات أداة للتواصل البناء والانفتاح على الثقافات الأخرى ومناقشة الأفكار.. طبقاً لحيثيات من أهمها الصدق والابتعاد عما يجرح مشاعر الآخرين.. إلا أن هذا لم يحدث. فقد رأينا الغثاء كله فى التعليقات.. متنفس جديد لكل الأمراض ماظهر منها وما بطن.. لقد ذهبت ثقافة الخلاف فى الرأى إلى غير رجعة. بل إلى الجحيم. وأنت مطالب بالبحث عما فى صدور الناس لمجاراتهم والسير على هداهم. وإلا نالك منهم وابلاً من الويل والثبور وعظائم الأمور. وهذا أضعف الإيمان.. وقد تتهم بأنك متخلف عن الركب وإن كانوا هم بلحومهم وشحومهم من يعبدون الله على حرف. نحن جميعا أمام مرض جديد وخطير أعرفه أنا وأنت بالهيستريا التى لا أخلاق لها. والتى تبث سمومها فى هذا الفضاء الواسع المسمى بالإنترنت وفى كل الأحوال لانملك إلا الدعاء لهؤلاء بالهداية والإقلاع عما أصابهم من أمراض ومنها الجبن وأكل لحوم البشر أحياء وأمواتاً. قولوا معى جميعاً آمين. آمين. آمين.

مرض آخر: ومن الأمراض التى انتشرت أيضا إدمان بعض المرضى استخدام أسماء وهمية لصفحات مجهولة ثم يتخذون منها متنفساً لبث سمومهم وتشويه مسيرة الشرفاء.. وفى أحيان كثيرة تستطيع معرفتهم إلا أن وتيرة الحياة المتسارعة ربما تحول دون مواجهتهم، هؤلاء هم المفسدون بل المفلسون فى الدنيا والآخرة، وقد حذرنا منهم المعصوم صلى الله عليه وسلم فى حديثه المشهور أتدرون من المفلس فقال أحدهم من لا درهم له ولا متاع فقال المفلس من أمتى من يأتى يوم القيامة بصلاة وزكاة وحج يأتى وقد شتم هذا وأكل مال هذا فيأخذ هذا من حسناته وهذا من حسناته حتى إذا فنيت حسناته أخذ من سيئات الآخرين فحمل عليه.