رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

غابت الأضاحي وحضرت الضحايا.."غزة" بلا عيد ولا أضحى

عيد الأضحى في غزة
عيد الأضحى في غزة بلا أضاحي

هناك في غزة، ومع المآسي التي يعيشها أهل القطاع وأهل دولة فلسطين كاملها منذ أحداث السابع من أكتوبر الماضي وإلى لحظات كتابة هذا التقرير بل وإلى لحظات لم يُعلم توقيتها بعد، ومع العدوان الإسرائيلي الذي لم يسبق وأن شاهدته الإنسانية في العصر الحديث من قبل، وعلى الرغم من اقتراب حلوله فلا عيد يأتي هناك ولا أضحية باقية على أرض قضى فيها العدو على الإنسان والحيوان والأخضر واليابس.

 

فبالإضافة إلى ما خلّفه العدو الإسرائيلي من ضحايا في الإنسان وصلت إلى الآن إلى ما يزيد عن 35303 شهيدًا و79261 مصابًا فلسطينيًا منذ السابع من أكتوبر الماضي، قضى ذلك المحتل أيضا على الثروة الحيوانية الفلسطينية، وهو ما يعني تأكيد عدم قدرة المسلمين هناك الاحتفال بأضحية عيد الأضحى، وذبحها مثلما سّنت الشريعة الإسلامية، وكيف إذن يقومون بذلك وهم قد وصل بهم الحال إلى أن بحثوا على أوراق الشجر لتناولها، ولم يجدوها كثيرًا فمات منهم الآلاف جوعًا.

في هذا التقرير نكشف بالأرقام كيف حطم المحتل الإسرائيلي الثروة الحيوانية الفلسطينية، لتنضم إلى كافة الثروات التي دمرها.

فحسب تقرير صادر في يناير هذا العام عن غرفة تجارة وصناعة محافظة بيت لحم حول مدى تأثر قطاع الثروة الحيوانية في قطاع غزة بالعدوان تبين أنه قد انخفض معدل المبيعات الشهرية لدى 95.7% من أفراد العينة التي تم عليها البحث نتيجة العدوان على قطاع غزة في حين لم تتأثر المبيعات لدى 4.3% من أفراد العينة.

 

تبين كذلك أنه ومع انخفاض القوة الشرائية وقلّة السيولة التي أشار اليها أفراد العينة اتضح أن 40.4% منهم قد أفادوا بانخفاض مبيعاتهم بنسبة تتراوح ما بين 80- 99 بالمئة، في حين أفاد 31.9% من أصحاب المنشآت بأن مبيعاتهم انخفضت بنسبة تتراوح ما بين 50-79%، وأن 14.9% منهم أفادوا بأن مبيعاتهم قد انخفضت بنسبة تتراوح ما بين 30-49%، بينما أشار 8.5% منهم بأن معدل انخفاض مبيعاتهم قد تراوح بنسبة 10% إلى 29% وأخيرًا هناك 4.3% منهم أفادوا بأن مبيعاتهم قد انخفضت بنسبة بلغت 100%.

وأفاد التقرير كذلك، أن 100% من أصحاب المنشآت العاملين في قطاع الثروة الحيوانية قد أكدوا أن الظروف الاقتصادية الناجمة عن العدوان قد أثرت على انخفاض القدرة الشرائية لدى المزارعين والمستهلكين.

كما بلغت نسبة الذين أفادوا بارتفاع أسعار اللحوم والدواجن نتيجة العدوان على قطاع غزة 93.6%، في حين أفاد ما نسبته 6.4% منهم بعدم تأثير العدوان على ارتفاع أسعار اللحوم والدواجن.

أما عن أكثر المشكلات التي تواجه العاملين في قطاع الثروة الحيوانية تبين حسب التقرير أيضًا أن ما نسبته 97.9% من أفراد العينة العاملين في قطاع الثروة الحيوانية أفادوا أن أهم التحديات التي تواجه هذا القطاع في ظل العدوان على قطاع غزة تمثلت في إغلاق المعابر والمنافذ أمام تسويق المنتجات الحيوانية وكذلك صعوبة الوصول إلى المزارع، يليها انخفاض معدل الاستهلاك لدى أصحاب المنشآت حيث بلغت نسبة هؤلاء 95.7%.

 

ثم جاء ارتفاع أسعار الأعلاف السبب الثاني الذي يواجه العاملين في هذا القطاع حيث بلغت نسبة الذين أفادوا بذلك 93.6%، في حين أفاد 87.2% منهم أن زيادة العرض على الطلب من التحديات الأخرى التي تواجه هذا القطاع، إضافة إلى ذلك جاء ارتفاع أسعار الأدوية البيطرية إذ بلغت نسبة الذين أفادوا بذلك 76.6%، أما نسبة الذين أشاروا إلى نقص الأعلاف في الأسواق فقد بلغت 25.5%.

 

ومن التحديات الأخرى التي تواجه قطاع الثروة الحيوانية حسب ما أشار إليه أصحاب المنشآت، عدم توفر السيولة النقدية، وكذلك انعدام الحركة السياحية داخل محافظة بيت لحم، وزيادة التكاليف وارتفاع الأسعار، وكذلك إغلاق المعابر والمداخل للمحافظة، بالإضافة إلى  إغلاق المطاعم السياحية.

 

يذكر أن محافظة شمال غزة تساهم بحوالي 44% من أعداد الماعز و48% من أعداد الأبقار، و27% من أعداد الضأن، وقد تم إعدام أفواج كاملة من مزارع الثروة الحيوانية في قطاع غزة.