رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مكتبات المثقفين 20| الروائية ريم أبو عيد: كل الكتب أراها مهمة بلا استثناء (حوار)

ريم أبو عيد
ريم أبو عيد

تعد المكتبة، أحد أهم أركان منازل الكتاب والمثقفين، بل تكاد تتحول منازل بعضهم إلى مكتبات يعيشون فيها.

وحول مكتبات المثقفين، وكم فقدوا منها خلال تنقلاتهم، وهل يعير الكاتب كتبه أو يستعيرها، وغيرها من المحاور، يرصد "الدستور" ضمن سلسلة حوارات مكتبات المثقفين، في حلقتها الـ 20، حوارًا مع الكاتبة الروائية ريم أبو عيد.

وإلى نص الحوار..

الكاتبة ريم أبو عيد عضو اتحاد كتاب مصر، روائية صدر لها روايات: "متروبول.. أنشودة الزمان والمكان" ــ رواية "على هامش العاصفة" ــ رواية "سان ستيفانو"، بالإضافة إلى دواوين شعرية من بينها: "ذات حلم"، "امرأة فوق العادة"، "حالة هذيان"، "كونشيرتو الحب والمطر"، وكتاب وثائقي تحت عنوان "على اسم مصر"، “ليل وناي وقمر” وغيرها.

بدايًة متى اشتريت أول كتاب في مكتبتك؟

منذ طفولتي المبكرة كان أبي وأمي يشتريان لي الكتب (قصص الأطفال) التي كنت شغوفة جدا بقرائتها وكانت بالنسبة لي أهم من الدمى والألعاب. كان لدينا مكتبة كبيرة في بيت أبي ونشأت على الولع بالقراءة وكانت البداية بقصص الأطفال التي تناسب سني في تلك المرحلة العمرية، كما كان أبي حريصا دائما على أن يصطحبنا إلى معرض القاهرة الدولي للكتاب في كل عام لنشتري ما يروق لنا من كتب. 

أما عن أول كتاب اشتريته أنا بنفسي فأعتقد كان في المرحلة الثانوية حين بدأت علاقتي الوطيدة بدواوين الشاعر الرائع نزار قباني، فكنت أرتاد متاجر الكتب المختلفة بنفسي بحثا عن دواوينه وإصداراته الجديدة وأشتريها لقرائتها بنهم شديد. 

وبعد ذلك في المرحلة الجامعية توالت مشترياتي من الكتب وكانت متنوعة اشتريت أعمال توفيق الحكيم وإحساس عبدالقدوس ويوسف السباعي وغيرهم من الكتاب العظام. واشتريت أيضا في تلك الفترة كتب الكاتب الساخر أحمد رجب.

ما أهم الكتب في مكتبتك؟

كل الكتب بلا استثناء أراها مهمة فهي نتاج فكر من دونوا صفحاتها، والفكر كله مهم سواء اتفقت أو اختلفت معه، في الحالتين يحثني على التدبر والتفكير وتعلم شيئا جديدا. ككاتبة أدرك جيدا مدى الجهد والوقت الذي يبذله أي كاتب في العمل الذي يكتبه، وهذا في حد ذاته يجعل أي كتاب في مكتبتي مهما.

ما الكتاب الذي لا يمكنك الاستغناء عنه؟

كتاب الله الذي لا ريب فيه القرآن الكريم أولا بالطبع. وكتاب آخر مترجم بعنوان “فكر وتصرف كأنك قط” للكاتب ستيفان جارنييه لسببين أولهما أنه هدية غالية من شخص قريب جدا من قلبي، وثانيهما لأنني مولعة بالقطط صحيح أن الكاتب يقصد توجيه القارىء لأفكار تساعده في التكيف مع بعض المواقف الحياتية ومعرفة كيف يتصرف حيالها بأفضل طريقة ممكنة تبقيه قيد حالة نفسية وذهنية إيجابية وجيدة، إلا أن الكتاب أفادني أيضا في معرفة كيف تفكر القطط وبين لي كيف أفسر سلوكياتها في بعض المواقف.

حدثينا عن كتاب لديك منه أكثر من نسخة

لا يوجد. لدي نسخة واحدة فقط من الكتب التي اقتنيها في مكتبتي.

هل فكرت في الاستغناء عن مكتبتك أو كتبت وصية بشأنها؟

حدث بالفعل من قبل أن استغنيت عن مكتبتي كاملة حين توليت شرف وضع اللبنة الأولى لمكتبة عامة في مدينة الطور منذ حوالي عشر سنوات وكان ذلك تحت إشراف القوات المسلحة المصرية. 

تبرعت بكامل الكتب التي كنت أمتلكها واشتريت أيضا مجموعة كتب إضافية في مختلف مجالات العلوم والمعرفة لتزويد المكتبة بها للمشاركة في التنمية المستدامة لسيناء.

وهي المرة الوحيدة التي شعرت فيها بسعادة حقيقية وأنا أتخلى عن جميع ما كنت أمتلكه من كتب، كوني ساهمت في تأسيس مشروع ثقافي على أرض سيناء الغالية.

كم مكتبة فقدت لظروف خارجة عن إرادتك؟

لم يحدث من قبل أن فقدت مكتبة أمتلكها لظروف خارجة عن إرادتي.

ما الكتاب الذي تمنيت اقتنائه ولم تعثري عليه؟

كتب د. رؤوف عبيد النسخ الورقية، وجدتها منشورة إلكترونيا على بعض مواقع الشبكة العنكبوتية ولكنني لم أستطع العثور عليها ورقيا. وأنا واحدة من الناس الذين لا يزالون يفضلون قراءة الكتاب الورقي عن الكتاب الإلكتروني.

 

هل تشترين كتبا ولا تقرأيها لظروف ضيق الوقت أو غيرها؟

نعم، يحدث نادرا أن أشتري بعض الكتب ولا أقرأها أحيانا لضيق الوقت وانشغالي، وأحيانا أخرى لأن أسلوب الكاتب في السرد لم يستهويني أو الموضوع نفسه وتحديدا في الأعمال الروائية.

هل تحددين ميزانية لتزويد مكتبتك موسميا في مناسبات كمعرض الكتاب؟

أعتقد أن معرض الكتاب هو دائما الفرصة الأمثل لأي قارىء حريص على تزويد مكتبته بالكتب الجديدة. وبالفعل كنت دائما أخصص ميزانية محددة لشراء الكتب من معرض الكتاب، وكنت أحرص أيضا على ذلك في الأعوام السابقة ولكن لظروف طارئة لم يحدث ذلك هذا العام.

إلا أنني لا أقصر أمر تزويد مكتبتي بالكتب على الفترة التي يقام فيها معرض الكتاب فقط، فإذا ما رغبت في اقتناء كتاب في أي وقت من العام وكان باستطاعتي ذلك أقوم بشرائه على الفور.

هل تعيرين كتبك لأحد وهل تستعيدها أو لا ترد إليك؟ وهل تستعيرين كتبا من الأصدقاء وهل تعيديها؟

أعتقد من الصعب جدا أن أعير أحدا كتابا من مكتبتي، ولكن إن حدث أحاول أن أتناسى الأمر حتى لا يؤرقني انتظار استعادته. ربما أهدي غيري كتابا ولكنني لا أعيره وأبقى في انتظار عودته. أما عن استعارتي كتبا من الأصدقاء، فنادرا جدا أن يحدث، وإن حدث لا أبقي الكتاب عندي فترة طويلة وأعيده لصاحبه أو صاحبته سريعا لأني أدرك جيدا قيمة الكتاب لمن يمتلكه.